هل ستخوننا مصر؟‎

0 350

الفيلم الجميل بدأ يكتمل سيناريو جيد جدا لأنه تجاوز الخيال السينمائي إلى التطبيق المباشر قنص وقتل وذبح وسرقة وعودة الحكم السابق وكأن شيء لم يقع كل تلك الأرواح الطاهرة كل أولئك الشهداء الذين سقطوا لكي تنهض الأمة العربية من جديد ذهبوا بثمن رخيص حيث تنكر الكل لهم بل سجنوا ممثليهم والمدافعين عنهم وأعطيت البراءة لقاتليهم وقتلوا من دافع عن إكرامهم .

إلى كل أولئك الذين يتساءلون لما كل من الإمارات والسعودية تدعم الإنقلاب بكل ما أوتيت من قوة هل ستدعم نظام ساهم في إسقاط ديكتاتوريين من موقع ديكتاتوريتها كيف سيستقيم ذلك ،هذه الدول وغيرها من دول الغرب حاولت إرجاع خدامها كمبارك لكي تعطي للشعوب رسالة أن الانقلاب على أسيادها ومستعبديها ثمنه القتل وثمنه التشريد وثمنه النسيان وتفهم الشعوب على أنها استثناء كما يفعل المغرب الذي بدوره هنأ المصريين بالإنقلاب.

إن التاريخ يعيد نفسه من جديد وكأن الثورة الفرنسية تعاد في فلم درامي حقيقي هذا الفلم لا يستعمل فيه الخيال أبدا بل أحداثه حقيقية قتل وتشريد وضرب لكل الأعراف والتقليد الشرعية التي يسير عليها العالم بكل جرأة وأمام الأنظار ،والخطير في الأمر هو أن الشعب المصري صدق بأن الإنقلاب في صالحه بغض النضر عن الإخوان ولنقل أن هذه الأخيرة لم تحقق مطامح هذا الشعب ،هل تغيرها بالحاصلين على نسبة اثنان بالمائة في أول انتخابات شفافة وديمقراطية والمدافعين على عودة نظام مبارك وقد فعلوا هو الحل لتخلص مصر من أزماتها غريب أنت يا زمن .

الشعب المصري الآن في حدث سيغير تاريخ الأمة العربية كلها وهو أمام أمرين :

إما أن يعي ما يحاك ضده من أعداء الأمة العربية ومن أعداء تطورها وعيش شعوبها في دول ديمقراطية لا ينهب مالها ولا تكن تابعة لها،وهم الصهاينة والغربيين وبعض الزعماء العرب وخصوصا الإمارات والسعودية الدين يخافون أن تثور شعوبهم عليهم ليستنهض الهمم ويواصل الطريق الثوري لعودة الشرعية مهما كان الثمن ويطرد الجيش إلى الثكنات ليحمي الوطن وابتعاده عن السياسة وكل هذا سيكون في مصلحة الشعب المصري ولمستقبل أبنائه.

وإما أن يتراجع ويبتلع اللعبة الخبيثة ويساهم في إخماد كل الشعوب العربية وجعلها تيأس من الثورة على الأنظمة الديكتاتورية وكذلك خيانة شهداء مصر الذين ماتوا من أجل أن يعيش الشعب حرا أبيا يحكم نفسه بنفسه .

وإن تحقق لقدر الله الحدث الثاني فإن الأمة العربية لن ترفع رأسها بعد اليوم فهل يا ترى سيخوننا الشعب المصري لنتابع الأحداث.

سعيد بلقاعدة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.