المجلس الإقليمي للسياحة بتنغير ينظم يوماً دراسياً حول السياحة وموارد الهجرة

0 372

أشرف المجلس الإقليمي للسياحة بتنغير أول أمس الأحد 25 غشت 2013 بفندق بوكافر على تنظيم يوم دراسي حول موضوع السياحة والهجرة وذلك تحت شعار: “السياحة وموارد الهجرة، رهانات التنمية بإقليم تنغير” بحضور عدد من مسؤولي مختلف الإدارات العمومية وفي مقدمتهم الكاتب العام لعمالة إقليم تنغير وباشا المدينة إضافة إلى مجموعة من المنعشين والمهنيين والأساتذة والأطر والمهتمين بالقطاع وبعض المنابر الإعلامية الإلكترونية النشيطة بالمنطقة كجريدة فاس بريس، وجريدة ناس هيس، وجريدة وارزازات أونلاين، ومركز تنغير للإعلام.
افتتح اليوم الدراسي بكلمة رئيس المجلس الإقليمي للسياحة بتنغير السيد “محمد بنديدي” الذي أكد على أهمية وارتباط قطاع السياحة بالهجرة ودورهما البارز في التنمية بالنظر للمداخيل المعتبرة التي يدرها القطاعين على المنطقة، وأن تنظيم هذا اليوم الدراسي يأتي في إطار تنفيذ مخططات برنامج عمل المجلس لسنة 2013 والذي يعمل من خلاله على بلورة نقاش مفتوح حول سبل النهوض بالقطاع السياحي وتعزيز جسور التواصل والتأسيس لخلق إستراتيجية تنموية شاملة تنطلق من التعريف بمؤهلات المنطقة الثقافية والطبيعية والبشرية والعمل على استثمارها وحسن استغلال كافة الموارد بالمنطقة. واختتم رئيس المجلس كلمته بالقول على أن المجلس الإقليمي للسياحة بتنغير واع بمسؤولياته في تجسيد طموحات وتوجهات رؤية 2020 السياحية الوطنية والإقليمية ويعتبر هذا اليوم الدراسي خطوة أولية ستتلوها خطوات مستقبلية تصب في خدمة السياحة والتنمية بالعمل على الترويج للمنطقة وطنياً ودولياً.
وفي مداخلة للدكتور “أزواوي حسن” أستاذ مادة الاقتصاد بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة أشار إلى الدور المحوري والأساسي الذي يلعبه المجال والحكامة الجيدة في الفعل التنموي بشكل عام مشيراً إلى ضرورة خلق تنمية محلية قوية تستند على “حسن الحكامة المجالية” عبر نشر الديمقراطية المحلية والمشاركة والشفافية والوعي بالمسؤولية. كما أن مشروع الجهوية الموسعة ينذر بتكريس أزمة التفاوت التنموي المجالي بالمغرب على اعتبار أن جهة درعة تافيلالت تمثل فقط %3.3 من الناتج الداخلي الخام بالمقارنة مع شساعة مناطق نفوذها. وهو ما اقترح فيه الدكتور وضع تشخيص مجالي للمنطقة ينقسم إلى العناصر الجغرافية والاقتصادية والعضوية والرمزية تعمل كلها على تقديم منتوج سياحي مميز يشكل رافعة قوية للتنمية بإقليم تنغير، وأنهى مداخلته بتوصيات أجملها في ضرورة خلق منافذ برية وجوية بالمنطقة، وتقوية الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، وتأهيل البنيات التحتية الأساسية و حسن تدبير الموارد، والاهتمام بالسياحة كقطاع أساسي في التنمية.
وفي مداخلة للدكتور “نعيم محمد” الأستاذ الباحث في السياحة والهجرة نوه بمبادرة تنظيم اليوم الدراسي حول السياحة والهجرة كرهان أساسي للتنمية بإقليم تنغير، مضيفاً أن المنطقة في حاجة ماسة إلى أيام دراسية أخرى يتم فيها تسليط الضوء على القطاع السياحي لكونه يشمل مختلف القطاعات الأخرى وكأحد أهم ركائز التنمية والتهيئة المجالية. كما أكد على ضرورة القيام بجرد شامل لكافة المؤهلات الثقافية والطبيعية التي يزخر بها إقليم تنغير من قصور وقصبات ووديان ومضايق ومنتوجات مجالية وصناعة تقليدية وتراث غير مادي غني ومتنوع من شأنه أن يعزز موقع إقليم تنغير كوجهة مهمة ومفضلة للسياحة الوطنية والأجنبية. واختتم الدكتور كلمته بمناشدة كافة المسؤولين والفاعلين السياحيين وكل المهتمين بضرورة تكثيف الجهود والتنسيق لخلق رؤية وإستراتيجية تنموية سياحية إقليمية وجهوية تجعل من السياحة وموارد الهجرة قاطرتان أساسيتان للتنمية بالإقليم.
وفي مشاركة مقتضبة للدكتور “أيت خندوش محمد” عبر الهاتف أشار إلى كون السياحة وموارد الهجرة موضوع الساعة بامتياز لكونه يعتبر “الحاضر والمستقبل” بالنسبة لإقليم اعتمد لسنوات طويلة على عائدات السياحة والهجرة لتحقيق التنمية، غير أن الواقع المعاش اليوم يهدد هذه المنظومة ككل على اعتبار ما تعيشه السياحة من أزمة اقتصادية وتراجع عائدات المهاجرين بالمنطقة وبالمغرب عموماً، وهو ما يستلزم حسب الدكتور البحث عن تشخيص واقعي لهذه الأزمات والتفكير في كيفية تجاوزها عبر اقتراح حلول وبدائل منها ما يتعلق بالاهتمام أكثر بالقطاع السياحي وكذا تشجيع أبناء الجالية على الاستثمار بالمنطقة لخلق رواج اقتصادي وتنموي شامل ومندمج، وفي ختام مكالمته ألح الدكتور على ضرورة تأهيل البنيات الأساسية على صعيد الإقليم وتعزيز جسور التواصل بين مختلف الفاعلين بالإضافة إلى الاهتمام بتسويق جيد لما تزخر به المنطقة من مؤهلات طبيعية وثقافية مميزة.
وفي مداخلة للأستاذ والفاعل الجمعوي المقيم بالديار البلجيكية “الصالحي عبد القادر” تحدث عن الأسباب التي وقفت وتقف وراء الهجرة في اتجاه البلدان الأوروبية وخاصة انتشار البطالة والفقر والرغبة في تحسين ظروف العيش، وهو ما نتج عنه إيجاباً “ضخ” تحويلات مهمة من العملة الصعبة ومن عائدات المهاجرين إلى المنطقة، وتساءل إلى أي حد استفاد إقليم تنغير من هذه الأموال؟ وهل استفاد أبناء الجالية شيئاً من تحويل هذه الأموال؟، مجيباً بأن الواقع بتنغير يعكس ذلك التفاوت ويوضح “تقاعس” السلطات عن مسايرة ما يحوله أبناء الجالية من عائدات مهمة ومساهمة جلية في التنمية وذلك “بغياب المستشفيات المؤهلة، والمشاكل البيئية، وتراكم النفايات، ونقص في التجهيزات الأساسية والخدمات، وهو ما يجب العمل على تجاوزه مستقبلاً لتشجيع المقيمين بالخارج على العودة للاستثمار بالمنطقة وخاصة في القطاع السياحي نظراً لما يتمتع به إقليم تنغير من مؤهلات معتبرة.
هذا وقد عرف اليوم الدراسي تفاعل الحضور بمجموعة من المداخلات القيمة وطرح وجهات نظر متعددة حول سبل النهوض بالقطاع السياحي وتحقيق تنمية سياحية تجسد التنوع الطبيعي والثقافي الذي يميز مختلف مناطق إقليم تنغير من واحات ووديان ومضايق ومواسم ومهرجانات ومنتوجات مجالية وصناعة تقليدية وغيرها، وأجمع الحضور على قيمة ونجاح هذا اليوم الدراسي الأول من نوعه حول السياحة وموارد الهجرة، كما تم الخروج بمجموعة من التوصيات أهمها: “العمل على جرد كامل لمؤهلات السياحة بالإقليم، استغلال وتنويع العرض السياحي، وخلق شبكة “لوبي” أو إطار اقتصادي تنموي بالإقليم إسوة بسوس والريف يلف رجال الأعمال والأكاديميين والمقيمين بالخارج، والتفكير في خلق متحف يحفظ الذاكرة والتراث ويحمي الهوية الثقافية والسياحية للمنطقة وكذا إنشاء إطار مرجع للبحث والدراسات حول السياحة والهجرة بالإقليم.

تنغير – الحسن فاتحي/رجب ماشيشي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.