الصباح: مافيا الحدود تقلق الأجهزة الأمنية بزاكورة والرشيدية

1 422

تكشف أعمال التهريب “المافيوزي” بضواحي الرشيدية وزاكورة عن رأسها في شكل متاهة معقدة، إذ يمر تهريب السلاح مثلا عبر تهريب المخدرات والكوكايين والسجائر، وبدوره تهريب المخدرات يمر عبر تهريب الإبل، وشراء الإبل يمول بأموال السلاح والمخدرات، وهكذا دواليك، ما يجعل المنطقة الحدودية نقطة سوداء، يزيد من صعوبتها، أمنيا، قربها من الحدود المغربية والجزائرية والموريتانية وما تعرفه هذا الثالوث من توترات لوجوده غير بعيد عن منطقة الساحل الإفريقي الغارقة في رمال الإرهاب المتحركة.
في البداية، لم يكن تهريب السجائر يستهوي أحدا، إذ لم يكن المبلغ مغريا من أجل المخاطرة، لكن اليوم سال لعاب الكثيرين، سيما من فئات الشباب، فالبطالة تنخرهم من جهة، والمهربون يشرعون أمامهم أبواب الكسب السريع، إذ يمكن أن يصل أجرهم عن عملية واحدة إلى 3000 درهم في اليوم، وهم طبعا يعرفون أن الأمر لا يتعلق فقط بالسجائر، بل ينقلون الشيرا عبر قوافل الإبل ويعودون بالكوكايين والسلاح”.
إنه السلاح الذي يحول المنطقة إلى مصدر قلق كبير بالنسبة إلى الأجهزة الأمنية. فقبل شهور، حجز درك أرفود رشاشي كلاشنيكوف في عملية أصيب فيها مهرب، وبعدها بأيام قليلة أردى جنود مهربا قتيلا في العشرينات من عمره بالرصاص، وهي عملية تبين أن الأمر فاق كل الحدود، خاصة علما أن ثمن المسدس وصل قبل هذه المواجهة النارية بين الجنود والمهربين إلى 5000 درهم و”الكلاشنيكوف” تراوح سعره ما بين 10 آلاف و15 ألف درهم، ليرتفع السعر بعد العملية مباشرة إلى 30 ألف درهم لـ”الكلاشنيكوف”.
وأحبطت القوات المسلحة بمنطقة الفارسية التابعة لإقليم أسا الزاك، في يونيو 2011، محاولة تهريب طنين من المخدرات كانت متجهة نحو موريتانيا ومخيمات تندوف من قبل شبكات نشيطة في عملية التهريب بالحدود المغربية الجزائرية والحدود المغربية الموريتانية.
وحسب مصادر، فإن المخدرات كانت معبأة في أكياس ومتروكة بمنطقة الحزام، ما لا يدع مجالا للشك أنها حملت على إبل نحو المنطقة المذكورة ليلا وتركت هناك حتى تتمكن شبكات التهريب من حملها في غفلة من الحراسة.
وفور العثور على الكمية المذكورة بلغ المسؤول العسكري الأول بمنطقة الفارسية الذي أمر بفتح تحقيق حول عملية تسريب هذه الكمية من المخدرات إلى منطقة الحزام الأمني. وشمل التحقيق أربعة جنود وضابط صف وضابطا ساميا ممن كانوا مكلفين بالحراسة في تلك الليلة، إذ نقلوا إلى الحامية العسكرية الجنوبية بأكَادير لاستكمال التحقيق معهم.
وتفيد مصادرنا من هناك أن المنطقة التي وجدت بها المخدرات كانت تتردد عليها دائما إبل شخصية نافذة بالزاك، راكمت في ظرف وجيز أموالا طائلة، ما جعل الرأي العام بالزاك يتساءل عن مصدر تلك الثروة.
ويشار إلى أن شبكات مغربية وأجنبية على الحدود المغربية الجزائرية والمغربية الموريتانية، ثبت ضلوعها في تهريب المواد الغذائية والسلع والمخدرات والإبل، وتورطها في التهجير السري للأفارقة عبر التراب الجزائري. وكانت عدة شكايات قدمت في الموضوع عن هذا التهريب وخاصة بمناطق محاميد الغزلان وزاكَورة وطاطا وأوسرد.

يوسف الساكت – جريدة الصباح

تعليق 1
  1. استاذ فايق يقول

    فضاء المعرفة روض و حضانة أمام دار الثقافة…

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.