إنك أنثى في جسم ذكر أو إنك ذكر في جسم أنثى !

0 351

[box type=”shadow” align=”alignright” width=”95%” ]

Zagora Press – عبد الله العبضلاوي[/box]
غريب أمر هذا الزمان حيث أصبحنا نسمع عن من يقدس هارون , الذي كنت أعتقد أن المقصود به نبي الله هارون لكن تبين لي بعد ذلك أنه إله من الآلهة الكثيرة التي أصبحت تعبد في أيامنا هاته من قوم ينكرون وجود الله في الأصل لكنهم يتعبدون تارة لهذا الإله وتارة لذاك وذلك حسب المصلحة المادية التي سيحصل عليها العابد الجديد مقابل إعتقاده في إلهه الجديدفمرة يعتنق دين “الديموقراطية” وتارة يتعبد بدين ” الحداثة ” وفي أحايين كثيرة يعتنق دين ” العولمة ” والدين الأكثر اتباعا في العالم هو دين “العلمانية “.
وهناك من أتباع الدين الأخير من يرفع من قدر إبليس ومن تقدم نفسها زوجة لهذا اللعين الذي لو أراد الزواج لما حاربه بإرسال جنوده الإنسية والجنية لتفكيك أسر بكاملها وتشتيت عوالم كثيرة باسم الحرية المتزينة برداء التفسخ ومكياجات الأقلام الوردية مظهرا و”الزاقومية ” ذوقا وفكرا ,تنفث سموما لوحقنت للأفاعي والعقارب لما صمدت ولا خارت قواها مع أول صبيب لهذا السم الذيسيسري في عروق هرمت بفعل عوامل الزمن ومعاول الحاقدين.
إبليس الذي لا يتلذذ الا بمناظر العري والتفسخ الأخلاقي والزنى في قارعة الطريق, لا يرتاح ولا ينتشي الا بايجاد مجندين يعملون تحت إمرته في جيش من الإنتهازين ينفدون أوامره كلآلات الصماء, فمنهم من أعطاه مهمة التعرية الجسدية لإناث البشر وذلك حسب الفصول, ففي الشتاء يتم تعرية الساقين وسنتمترات من الأفخاذ حتى لا تخمد الغرائز بالمرةو في الصيف يأمرهم بإنتاج نوع خاص من الألبسة حتى يوقد الشهوات التي خمدت وذبلت شتاء وهذه الألبسة إن صحت تسميتها بذلك عبارة عن خرق وأسمال بالية موضوعة على عوراتهن بطريقة أناس القرون الحجرية الذين لم يهتدوا بعد الى طريقة لصنع ما يستر عوراتهم, ومنهم من أوكلت له مهمة بيع الخمور بمختلف أشكالها وأذواقها وتأثيراتها على سلوكيات الفرد, ومنهم من أوعز له شيطانه ببيع مختلف المهلوسات والمخدرات الصلبة منها والغير الصلبة والتي كانت من بين نتائجها قتل الإبن لأمه أو أبيه وليس هناك جريمة أعظم من هاته إنها تأشيرة مضمونة نحو جهنم .
وهناك من أمره بإحياء المهرجانات ودعاه الى نشر الرذيلة بإسم الفن فأصبح لهذه المهرجانات جمعيات مشهورة لها ميزانيات ظخمة يحج الى موسمها السنوي آلاف البشر من مختلف أسقاع المعمور لو أنفقت هذه المبالغ على المعطلين لفتحوا بها مشاريع تغنيهم عن الوقوف أمام البرلمان لسنوات طوال عاساهم يحصلون على وظيفة أصبحت في أيامنا هاته من أعظم أمنيات هؤلاء الشباب الى درجة أصبح لكل مدينة مهرجانها السنوي الذي تخصص له ميزانيته السنوية المستخرجة من جيوب المواطن المثقوبة أصلا بفعل فواتير الكهرباء والمياه التي تتضاعف مباشرة بعد إنتهاء هذه المواسم دون نسيان غلاء المعيشة الذي زاد من معانات هذا الأخير.
ومنهم من دفعه شيطانه الى إخراج وإنتاج أفلام تدمر الأخلاق وتنسف العلاقات الانسانية الراقية لتحولها الى علاقات حيوانية مبتذلة ترتكز في كينونتها الوجودية على أجهزة بيولوجية يتشارك فيها الانسان مع مختلف الموجودات الأخرى في تعطيل تام لعنصر العقل الذي يميز عالم الإنس عن عالم الحيوان واستهتار واضح بقيم ديننا الحنيف الذي لو طبقناه كما ينبغي لتخلصنا من أمراض اجتماعية وثقافية هدامة لازالت تنخر جسم مجتمعاتنا العليلة أصلا الى درجة أصبح الأطفال الصغار يتحرجون من سماع كلمة ” الحب” أو “حبيبي” أو حبيبتي” من كثرة ماتستعمل هذه الكلمات الراقية في الأفلام المكسيكية أو التركية أو الهندية وما يصاحبها من ممارسات مخلة بالحياء ارتبطت في أذهان هؤلاء الصغار ذوي الفطر النقية بفعل المحظور.
ومنهم من همس الشيطان في أذنه “إنك أنثى في جسم ذكر أو إنك ذكر في جسم أنثى” فتفتقت عبقرية شباب كثر عن مرض نفسي هدام وجب على الدولة الحيلولة دون انتشاره في مجتمعنا ألا وهو المثلية الجنسية أو الشدود,سموه ما شأتم,إنه مرض خطير لن تظهر مخلفاته الا بعد مرور سنوات حيث سنحتاج الى الرجال ولن نجد إلا أشباههم وسنبحث عن النساء ولن نجد إلا مخلوقات مفتولة العضالات بسحن جميلة افتقدت عناصرها الأنثوية وأصبحت كذاك الطائر الذي أراد تقليد الطاووس في مشيته وبعد مدة اكتشف أنه لن يستطيع تقليده فأراد الرجوع الى حالته المعهودة لكن هيهات هيهات,فأصبحنا نسمع عن جمعية ” كيف,كيف” التي تدعو الى دمقرطة حرية إختيار الشريك – حتى لو كان هذا الشريك من نفس الجنس- والأكل في رمضان علانية.
ومنهم من دعاه شيطانه الى القطيعة التامة مع الدين حتى نعته بالرجعية والتخلف فنزع عنه كل ما يربطه بالدين و أصبح يعيش حريته دون منغص حسب زعمه لكن الحقيقة تقول عكس ذلك, الانسان مجبول على التعبد فإن لم يعبد رب الأرباب سبحانه سيأله مخلوقا من المخلوقات أو فكرة من الأفكار كالإديولوجيات الحديثة التي أصبحت تعبد من دون الله,فالشيوعية دين تم التعبد به لمدة ثم أفل نجمه بعد أن أباد شعوبا وأناس أبرياء,والرأسمالية دين نخرت جسم مجتمعات كثيرة ولازالت تنخر أخرى لكن هذا الدين على ما يبدو ارتدا الى مبتكريه وبدأ يلتهمهم التهاما فمختلف الدول الغربية أصبحت تبحث عن بديل لها عن هذا الدين نظرا للأزمات الاقتصادية التي بدأت تعصف بكياناتها.
والعولمة دين وكانت من أخطر الأديان التي عرفها العالم إذ ترتكز على تنميط تقافات عالمية وجعلها ثقافة تابعة للغرب في الشكل والمضمونحتى أصبحنا نسمع عن “ماكدونالز” و”كوكاكولا” في قمم الجبال والأرياف وأصبحنا نرى سراويل “دجينز”منتشرة بين فتيات هذه الأرياف,أما “كوادلوبي” ,” ألفريدو “, “مهند”,”نور” , “خلود ” فهؤلاء الفساق وغيرهم أصبحوا أفرادا من عائلات كثيرة لا يحلو الكلام الا بذكر بطولاتهم ,بل الغريب في هذا كله أنني سمعت أن أحد الأباء رزق بصبي أراد تسجيله في الحالة المدنية وبعد مشاورات مع الزوجة تقرر تسميته ” ألفريدو” لكن والحمد لله رفض هذا الاسم من طرف مصالح الحالة المدنية والا لتحول المغرب الى مقاطعة مكسيكية في شمال افريقيا.
والعلمانية دين وهي من أخبث الأديان التي لازال العالم يعاني من سمومها الفتاكة إذ أن أتباع هذا الدين هم الماسكون بزمام الأمور في مختلف دول العالم,والعالم العربي والاسلامي من بين هذه العوالم التي لازالت ترزح تحت ثقله,فالمعتنقون لهذا الدين هم المسيطرون على الإعلام, على الاقتصاد,على السياسة ,على الجيوش حتى يتسنى لهم استعمالها في الفترة المناسبة عندما يرتقي التوجه الاسلامي ويصل الى مكانة تسمح له بمراقبة تصرف هؤلاء القوم والحالة المصرية أكبر شاهد,كما سيطرواعلى المطابع الكبرى لتوجيه القارئ والمثقف نحو أطروحاتهم الفتاكة.
وهذا الدين عندما أبتكر كان الهدف منه تدمير الاسلام من الداخل والتضييق على معتنقيه وذلك لأن فقهاءه هم من بني جلدتنا يرتدون ملابسنا ويتحدثون بلساننا,ومن أهم أركانه” فصل الدين عن الدولة”لأن الدين المدعوم من الدولة منتشر لامحالة لأنه سيتكون له مقومات تجعله ينتشر دون منغصات,وبعد أن يتمكنوا من هذا الفصل ينتقلون الى فصل الدين عن المجتمع وفصل الدين عن الفرد وبالتالي الرجوع بالمجتمع الى فترته المتوحشة حيث الكل يعيش الحرية الحيوانية في أقصى تجلياتها.
ومن السفالة التي قرأتها عن أحد أتباع هذا الدين أنه أقترح استبدال كلمة شورى في القرآن الكريم بكلمة ديموقراطية لأنها حسب زعمه تحمل دلالة أكثر من كلمة شورى فعليه من الله مايستحق كما طلع علينا أحد فقهاء هذا الدين بفهم غريب جدا لكلمة ” أسلم تسلم “مدعيا انها كلمة تحمل نوعا من التهديد تربي في أبناء المجتمع الحس الإرهابي والعنف لكن يا خيبته من مسكين لم يستطيع فهم سياق الكلمة في الجملة أو أنه تعمد عدم فهمها ولم يفهم أن الاسلام دين عزة وشهامة لا يحابي أحدا إذا ماأنتهكت المحرمات,فتقطع يد السارق ويجلد الزاني والزانية الغير المحصنين بينما المحصنون يرجمون حتى الموت ويقتل المرتد وهذا حكم الله وليس للمعتوهين حق في التدخل فيما فرضه رب الأرباب سبحانه وإن كان هذا إرهابا حسب زعمهم فليعطونا توصيفا دقيقا لم ارتكبته جحافل حلفاءهم في العراق وأفغانستان وما ترتكبه حليفتهم وولية نعمتهم إسرائيل في فلسطين.
كما دعا فقيه زمانه الشباب الى تبادل القبل-سيرا على طريق الشابين اللذان نشرا صورة لهما وهما يتبادلان القبلعلى صفحتهما على الفيسبوك- في الأماكن العامة وبكثرة حتى لا تتمكن الدولة من إعتقال الجميع وحتى يتعود المجتمع على هذه الرذيلة وهذه المشاهد المخلة بالحياء وحتى ينتشي صاحبنا ويحقق بذلك لذته الحيوانية المكبوثة ويكون بذلك قد أدى الركن الثاني من دينه ألا وهو دفع الشباب الى ” حرية “ممارسة الزنى في قارعة الطريق ويكون قد نال رضى إلهه صاحب دين العلمانية والذي لن يكون إلا الصهيونية العالمية.
هذا الإله الذي يغدق على أتباعه الملاييير من الدولارات لنشر فكره الشاذ والفتاك وعندما يقرر أحد الأتباع النكوص على عقبيه في محاولة يائسة للردة عن هذا الدين يرسل له الهه من يكون سببا في موته وفناءه ,إنه دين لا يقوم إلا على المكر والخديعة إذ لا مجال للحديث عن الأخلاق في دين أحد أركانه يسمى ” الحرية ” التي تعني في الحقيقة الإنفلات من عقال الانسانية والإنغماس في أذران الفواحش والمنكرات والسقوط الحر الى دركات ما تحت- حيوانية.
دين لا يتعامل في المجال الإقتصادي إلا بالربا والإحتكار والتهرب من دفع الضرائب,ولا يتعامل في مجال الشغل إلا بالمحسوبية والزبونية والرشاوي,ولا يتعامل في المجال الإجتماعي إلابنشر سمومه الفتاكة ,أما في الإدارة فحدث ولا حرج, فأن كنت تتحدث بفرنسية متصنعة تعطى لك قيمة, أما إن كنت ذاك المغربي الأصيل فما عليك الا أن تتحمل الإستهتار والسخرية والإنتظار لساعات طوال,أما إن كنت من المغضوب عليهم ذوي اللحى والمحجبات فما عليك إلا أن تتحمل النظرات والهمس الخفي وكأنك عائد للتو من جزيرة الوقواق الخيالية, وكأنك غريب في صحراء قاحلة ,دين بهذا الشكل هل يرجى منه خير,هل ينتظر منه الدود عن الوطن, أم أن أتباعه كراكيزلا يرتاحون إلا بخلق البلبلة تنفيدا لأوامر أسيادهم في المكاتب المكيفة في أروبا وأمريكا وكندا وإسرائيل وروسيا واللائحة تطول.
ستقرى هذه الكلمات من طرف الكثير من أتباع دين ” العلمانية ” ولن يروقهم ما سيقرؤونه ويمكن أن أتهم بإتهامات كثيرة كالرجعية,التخلف,الظلامية ,لأنهم حسب منظورهم للحرية هم فقط من لهم الحق في قول وفعل ما يريدون والآخرون وجب الحجر على أفكارهم والتقليل من شأنها,حتى يبقى المجال مفتوحا لمعاولهم يفعلون في المجتمع ما يريدونه دون حسيب أو رقيب.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.