معاناة مواطن…يرفض الانتحار

0 346

إستيقظت كعادتي وكباقي المواطنين المغاربة من النوم ،وخرجت أتجول في الشارع من أجل إستنشاق الهواء النقي ولعلني أسمع كذلك الأخبار التي تدخل البهجة إلى كل القلوب المكلومة ،لكنني إصتدمت بالواقع وذلك عندما إستنشقت فقط رائحة الدم والغبار… وسمعت جرائم الظلم والإغتصاب…وأبصرت الأزبال منتشرة في كل شوارع المدينة…

إنحنيت رأسي خجلاً من نفسي، وقلت ياحسرة،وقررت العودة إلى البيت لعلني أجد زوجتي تستقبلني بكلمة طيبة ولعلى أبنائي يريدون أن ألعب معهم.

دخلت المنزل لكن وجدت العكس قلت السلام ،فصرخت زوجتي في وجهي قائلة: إذهب إلى الدكان من أجل جلب الزيت والسكر والدقيق…

قلت لها : ولكن…

لكنني لم أكمل كلامي ،وذلك بعدما سمعت أبنائي الصغار يصرخون بسبب الجوع ،وخرجت من المنزل وعدت من جديد إلى الشارع لعلني أجد أحد أصدقائي يمدني بالمال من أجل شراء مايلزم البيت من حاجيات ،وقفت أمام المقهى فناداني صديقي وقال لي:”وش عندك باش نشري كارو”.

إنحنيت رأسي، وقلت لنفسي ياحسرة.

وتجولت في الشارع وفي كل دروب مدينتي الحزينة وذلك من أجل البحث عن عمل، وقفت عند باب المعمل فسألني رب العمل: ماذا تريد؟

-فقلت له: أريد أن أعمل ؟

– فقال لي : هل لديك سوابق قضائية؟!!!

فقلت له: نعم.

فقال : إذهب، وعندما أريدك سأتصل بك. !!!

إنحنيت رأسي خجلاً ،وقلت لنفسي ياحسرة.

إتجهت نحو المسجد من أجل أداء صلاة العصر، وعند إنتهائي من الصلاة وقفت في الباب أمد يدي للمصلين وللمارة فخرج الكل من المسجد وتم إغلاق هذا الأخير ولاأحد وضع في يدي ولو درهماً.

إنحنيت رأسي خجلاً، وقلت لنفسي ياحسرة.

إتجهت مباشرة إلى البرلمان ووقفت عند بابه فخرج البرلماني الأول والثاني والتالث…قلت لهم هل يمكنني أن تمهلوني ولو دقيقة من وقتكم.

فقالوا لي : ليس لنا الآن الوقت لنتحدث معك في الكلام الفارغ ،فرفعت رأسي للأول مرة، وقلت لهم :هل لكم الوقت فقط في الحملات الإنتخابية والوعود الكاذبة ،لكنني إنحنيت رأسي وقلت لنفسي ياحسرة.

ياحسرتي إنتظرت طويلاً بأن تقوم الحكومة الإسلامية بتغيير في حياتي ولو قليلاُ بعدما عجزت الحكومة اليسارية عن فعل ذلك لكن ظني بالأولى قد خيب أملي بعدما فقدت الثقة في الحكومة اليسارية .كنت أنتظر من الحكومة الحالية أن توفر لي فرصة شغل لكنها صنعت لي الحدث وبدأت ترفع في في فتورة القفة بعدما رفعت الأسعار في الوقود والماء والكهرباء… لكنني أخرجت قنينة بنزين وأسكبتها على نفسي وبعدما أشتعلت النار في جسدي النحيف الذي أصبح رماد كتبت عني الصحافة الوطنية والعالمية ،فالصحافة الوطنية قالت عني “…كان مصاباً بمرض نفسي…” أما الصحافة العالمية فقد قالت “…إنتحر بسبب الظلم والحكرة…” ،فكذبت الأولى وصدقت الثانية عن معاناة مواطن.

فسامحيني أيتها الزوجة الطيبة وسامحوني أيها الأبناء الأعزاء،فأنا والدكم مواطن يعاني في صمت كباقي المواطنين ، ولكن من فضلكم لا تنتحروا رغم المعاناة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.