وفاة سيدة حامل بتازارين نتيجة غياب الاسعاف

2 1٬004

ميمون أم العيد

 

فتيحة ويشو سيدة تضاف إلى أرقام الوفيات بسبب الولادة بالمغرب، فالهالكة لفظت أنفاسها الأخيرة، يوم أمس، في طريقها إلى مستوصف قروي بتازرين، الذي يقع على بعد 136 كيلومتر عن مدينة زاكورة، عن عمر 27 سنة .

ويشو، القاطنة بدوار إكنيون جماعة أيت ولال بزاكورة، وضعت مولودها في بيتها على الساعة الخامسة صباح أمس، حيث جاءَها نزيف حاد في غياب أي إسعاف لنقلها إلى أقرب مستوصف، فلم تجد حلا سوى الانتظار إلى غاية السابعة والنصف صباحا للعثور على وسيلة نقل، خاصة مع توافد سكّان الدواوير المجاورة إلى السّوق بتازارين، ليتكفل أحد المواطنين بنقلها على متن سيارته الخاصة إلى المركز الصحي الجماعي بتازارين، والذي يبعد بـ 25 كيلومتر عن دوار إكنيون حيث تقطن الهالكة، غير أنها ما لبثت أن أسلمت الروح لبارئها.

وأفادت الدكتور عبد المجيد النماوي، المسؤول عن المركز الصحي الجماعي بتازارين، في تصريحات لهسبريس، أن “السيدة الحامل توفيت داخل السيّارة الخاصة التي أقلّتها إلى المركز”، مشيرا إلى أنها “وصلت المستشفى جثة هامدة، وزوجها السيد لحسن كنيوي سلّمني إقراراً كتابيا بذلك درْءًا لأي لُبس.”

ذات المتحدث أكد أن ” المرحومة وإن كانت لا تنتمي إلى نفوذ جماعة تازارين، إلا أننا لم نكن لنذخر جهدا لإسعافها لو جيء بها قيد الحياة، لكنه للأسف الشديد وضعت المولود في منزلها، ولم تقصد المستوصف ولا دار الأمومة إلاّ بعد فوات الأوان، ولم تتلقّ أي إرشادات طبية بالمركز، ولا بمركز آخر خلال الـ9 أشهر الأخيرة.”

وحمل مواطنون من تازارين المسؤولية للوصيين على قطاع الصحة بالمنطقة والجهة، نظرا للنقص الحاد في الأطر الطبية بإقليم زاكورة من أطباء وممرضين، وقلة سيارات الإسعاف والأجهزة الطبية اللازمة، مما دفع بدواوير عديدة بمنطقة تازارين إلى المساهمة المالية في تكتلات جمعوية لشراء سيارات إسعاف بمساعدة محسنين، بهدف نقل النساء في حالة الوضع والمرضى عموما إلى أقرب المستشفيات بورزازات والراشيدية، كجمعية أمراد وجمعية تنومريت وجمعيات محلية أخرى.

إلا أن محمد توفيق، رئيس جمعية دار الأمومة بتازرين، يرى أن سكان الدواوير لا يقصدون دار الأمومة قبل الولادة رغم جهود التوعية بخطورة الإنجاب المنزلي التقليدي، وما يمكن أن يحدث للأم في حالة نزيف، مثلما وقع للسيدة فتيحة التي توفيت يوم أمس.

رئيس جمعية دار الأمومة بتازرين قال بأن” مشروع دار الأمومة رأى النور في أبريل 2005 ، واستطاع المشروع بتنسيق مع 5 جماعات، مندوبية الصحة، وعمالة إقليم زاكورة ومنظمة اليونسيف استقطاب شريك دولي متمثل في جمعية ليلى ونوال الفرنسية التي قامت ببناء دار الولادة بجانب المركز الصحي، وتجهيزه بأحسن التجهيزات حيث أصبحت نساء منطقة الجماعات الخمس يلدن في ظروف جيدة”.

واستطرد المتحدث بأن دار الولادة بتزارين حققت أرقاما مشجعة، فهي الأولى بالنسبة لإقليم زاكورة بعد دار الولادة بالإقليم، والأولى بالمغرب قرويا، حيث انطلقنا من 12% سنة 2005 إلى 54% هذه السنة، وهي مؤشرات قياسية بالمقارنة مع الأهداف المسطرة، لكن هناك من يفضل أن تلد زوجته في بيته ولو على حساب صحتها وحياتها” وفق تعبير توفيق.

files.php

2 تعليقات
  1. Hamid Hakou يقول

    كفی من اللامبالاة!!!؟؟؟
    لماذا لا يتحرك السكان ويتجهون نحو العاصمة الرباط؟؟ ولماذا لم تتحرك السلطة المحلية؟؟

  2. الحسين يقول

    وتغبالت تازارين وكل ادواور المجورة لهم غير موجدة اصلا في خريطة المغرب الانهم يعنون من ابسط شروط العيش لايتفرن على الماء اصلاح لشرب ولا قنوات صرف اصحي ولا مستشفيات كنهم من العصر الحجري

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.