القراءة أولا ودائما … أيها الأحبة

0 470

الحمد لله الذي علم بالقلم ,علم الإنسان ما لم يعلم ,سبحانه استهل كتابه المهيمن القرآن ب “اقرأ”, والصلاة والسلام على محمد النبي الذي علم العالم الخير,الرحمة المهداة والنعمة المسداة, وحث على طلب العلم وقال صلى الله عليه وسلم:” طلب العلم فريضة على كل مسلم”.

قال الله تعالى: ]اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ[ [العلق: 1-5]

تأتي هذه والمحاولة لمعالجة موضوع مهم كالقراءة ونحن مقبلون على فصل الصيف ,فصل العطلة والراحة والاستجمام عند الكثيرين,لكن الذي يجب تغييره وأن لا يكون في هذا الفصل الفرصة ,أن يكون فصل عطالة وكسل وتضييع للوقت والعمر,ففصل الصيف فرصة من ذهب لترسيخ عادة القراءة وتنميتها لدى الصغار والكبار.

مما لا يخفى على كل لبيب أن القراءة هي مفتاح العلم، ولأهميها الجليلة ولأجل طلب العلم بواستطمها أخبر r أن طلب العلم فريضة على كل مسلم كما أسلفنا ولا شك أن من أهم أسبابه القراءة، ولولا القراءة لم يتعلم الإنسان ولم يحقق الحكمة من وجوده على هذه الأرض وهي عبادة الله وطاعته وعمارة هذه الأرض والاستخلاف فيها.

و القراءة كذلك تمكن الإنسان من التعلم بنفسه والاكتشاف والإطلاع على جميع ما يريد معرفته من دون الاستعانة بأحد في كثير من الأحيان,كما أن بفضلها تشارك العلماء والفضلاء المفكرين في عقولهم الأحياء منهم والأموات بل وتستفيد بسهولة من عصارة أعمارهم العامرة بالكد والاجتهاد في طلب العلم وتعلم الخبرة والحكمة.

ومن أسباب العزوف عن القراءة عموما:

  • عدم إدراك المغزى والهدف من القراءة بشكل سليم.
  • طغيان وسائل الإعلام السمعية والبصرية وغيرها وتلهي الناس بها.
  • سوء استخدام وتوظيف الوسائل التكنولوجيا الحديثة,واستخدامها في الهدم غالبا بذل البناء.
  • عدم غرس هذه العادة الطيبة في نفوس الأطفال ثم الشباب منذ الصغر في البيت ثم المدرسة.
  • القدوة السيئة حيث أن أفراد أمتنا للأسف الشديد عموما لا يقرؤون ولا يصحبون الكتب.
  • قلة توجيه المدرسين للطلاب نحو القراءة.
  • قلة المرشدين الذين يوجهون الناشئة إلى قراءة الكتب النافعة الجيدة التي تستحق الإقتناء والقراءة.
  • ميل الشباب إلى إضاعة الأوقات في التسكع والتجول في الطرقات
  • قلة الحوافز والمكافآت التشجيعية والمسابقات التي تدور حول قراءة الكتب وفهمها وتلخيصها,رغم أننا نؤمن بأهمية الدافع والمحفز الدخلي بالمقارنة مع غيره الخارجي.

من الحلول لمعالجة العزوف:

  1.  إعطاء القدوة الحسنة في حسن القراءة والمطالعة للأطفال والشباب,فللأسف الشديد حتى بعض الأساتذة عندنا لا يقرأون ويهدرون أوقات كبيرة في المقاهي ومشاهدة التلفاز وغير ذلك.
  2. إدراك ومعرفة فوائد القراءة وثمرتها في رفع المستوى الثقافي عند الشخص الفرد وعند الجماعة.
  3. حث الأبناء على قراءة القرآن الكريم وحفظه ورصد الجوائز لذلك ، فتصبح القراءة عندهم ميسرة ، فيجمعون بين خيري الدنيا والآخرة بإذن الله.
  4. تذوق القراءة والاستمتاع بها حال التصفح والمطالعة ، فالكتاب صديق لا يمل ، ورفيق يؤنس ويسلي
  5.  غرس هذه العادة عند الأطفال منذ الصغر ،ثم عند الشباب.
  6.  الإعتناء بمكتبة المدرسة وتزويدها بالكتب المتنوعة الجذابة ذات الأغلفة المتميزة بالمضمون
  7. طوير المناهج وتحسين الكتب المقررة في الصفوف الأولية  لتكون مما تهدف إليه إذكاء حب القراءة والمطالعة في نفوس الطلاب.
  8.   وضع مقرر القراءة الإضافية زيادة على مقرر القراءة الأساسي في المرحلة الإبتدائية كما هو مقرر على المرحلة المتوسطة.
  9. اصطحاب الأطفال إلى المكتبات ومعارض الكتب ، وبذل المال بسخاء في شراء الكتب المفيدة لهم ، وتشجيعهم على ذلك.
  10. يجب على المدارس الإعتناء بالنشاط الموازي خارج الفصل ، ووضع القراءة في المرتبة الأولى ، ورصد المكافآت والجوائز التشجيعية على تلخيص الكتب وإجراء المسابقات حولها.
  11. زيارة المعارض المنظمة المهتمة بالكتاب والثقافة.
  12. اختيار الأقران الذين يحرصون على القراءة وإقتناء الكتب وإغتنام الأوقات
  13. السماح للأطفال أن يختاروا القصص التي سيقرأونها في كتب القراءة المدرسية الخاصة بهم  أو غير المدرسية ولكن مع الإنتقاء والمتابعة والتوجيه.
  14. متابعة ما يصدر من الكتب والحكم عليه وإثراء الساحة بالنقد الهادف البناء الذي يبعد الضعاف عن تسلق ذرى التأليف

وللقراءة فوائد كثيرة لا نستطيع حصرها ولكن يمكن أن نذكر منها ما يلي:

1- أنها مع شقيقتها الكتابة هما مفتاحا العلم.

2- أنها من أقوى الأسباب لمعرفة الله سبحانه وتعالى وعبادته وطاعته وطاعة رسوله.

3- أنها من أقوى الأسباب لعمارة الأرض والوصول إلى العلوم المؤدية لذلك.

4- أنها سبب لمعرفة أحوال الأمم الماضية واستخلاص منها الدروس والعبر.

5- أنها سبب لاكتساب المهارات ومعرفة الصناعات النافعة.

6- أنها سبب لمعرفة الإنسان لما ينفعه ولما يضره في هذه الحياة من العلوم.

7- أنها سبب لاكتساب الأخلاق الحميدة والصفات العالية والسلوك المستقيم.

8- أنه يحصل بسببها للإنسان الأجر العظيم والثواب الكبير لا سيما إذا كانت قراءته في كتاب الله أو في الكتب النافعة التي تدله على الخير وتنهاه عن الشر.

9- أنها سبب لرفعة الإنسان في هذه الحياة وفي الآخرة لأنها من أسباب العلم والله يقول: يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ [المجادلة: 11].

10- أنها سبب قوي لمعرفة مكائد أعداء الإسلام والمسلمين من الكفرة والملحدين والفرق الضالة ودحضها والحذر منها.

11- أنها سبب للأنس والترويح عن النفس واستغلال وقت الفراغ بما ينفع.

وقد صدق الشاعر حيث يقول:

علومًا وآدابًا كعقل مؤيد

وخير جليس المرء كتب تفيده

           أحبتي الكرام إننا لا ندعي أننا أحطنا هذا الموضوع العظيم “القراءة” من جوانبه,ولكن حسبنا أننا ذكرنا أنفسنا وغيرنا بأهمية هذا الموضوع المهم والخطير,خصوصا وأنه معيار كبير في معرفة ما مدى تقدم الأفراد والأمم من غيره, وأخير يجب أن نتذكر دائما أننا :

أمة اقرأ لكن للأسف لا تقرأ,وأمة الكتاب لكنها أهملته,وأمة القلم لكن حقه بهتته.

بلى إننا أمة سور القلم وأعظم الخلق والقيم, وأمة الخيرية والهمم, كنا ؟؟ فمتى نكون كذلك فعلا اليوم ؟.

كل وقت وأنتم قارئون مستفيدون والسلام عليكم ورحمة الله.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.