طقوس عيد الفطر لدى قبيلة أيت عبد الله

0 389

في الليلة التي تسبق يوم العيد ، حيث تستقبل معظم الأسر أبنائها من المهاجرين داخل أو خارج أرض الوطن ، والذين جاؤا خصيصا لمشاركة أهليهم وذويهم فرحة العيد ، والذين بدورهم يقومون بجلب بعض الهدايا لأسرهم ، كالحلويات وبعض الألبسة ولعب الأطفال ، ويحرصون أشد الحرص على تقديمها لهم ليلة العيد ، أملا في إدخال البهجة السرور إلى أنفسم و إسعادهم ، وفي الصباح الباكر تقوم الأمهات بإعداد وجبات الفطور، أما الأباء فهم منهمكون في إعداد أقساط زكاة الفطر ، والتي هي عبارة عن الحبوب من الشعير والقمح ، فهم يحرصون كل الحرص عن إخراج زكاة الفطر من الحبوب دون غيرها ، تنفيدا لتعاليم ديننا الحنيف ، ويشرعون في إرسالها بواسطة أبنائهم إلى مستحقيها من فقراء القبيلة والقبائل المجاورة ، بعدما تنتهي الأمهات من إعداد الفطور ويكون الأباء بدورهم قد أنهوا عملية توزيع الزكاة ، أو الفطرة كمى يسمونها ، يشرع الأطفال في ارتداء ملابس العيد ، وبعدها يجتمع الكل حول مائدة الفطور ، بعد ذالك يشرع أهل القرية في التجمع قرب مسجد قريتهم ، ومن هناك ينطلقون على أرجلهم نحو المصلى التي لا تبعد عن القرية كثيرا ، لأداء صلاة العيد ، وهم يسبحون و يكبرون ويهللون بأعلى أصواتهم ، إلى أن يصلوا إلى المصلى ، وبعد أداء الصلاة ، وهم في عودتهم من المصلى ، يحرصون على العودة من طريق غير الذي سلكوه ذهابا ، ثم بعد دالك يجتمعون تحت شجرة في مكان يسمى ( إيمي نيغرم ) وتعني بوابة الدوار ، حيث يتناولون وجبة الكسكس والعصيد التي يحضرونها من بيوتهم ، ويتبادلون الطعام فيما بينهم ، وبعد الإنتهاء من الأكل ، وفي جو تسوده الفرحة والخشوع ، يرفعون أيديهم إلى السماء بالدعاء تضرعا إلى الله عز وجل سائلين إياه أن يمن عليهم بالرحمة والمغفرة و أن يعيد عليهم هذه المناسبة بالصحة والعافية ، لهم ولجميع المسلمين ، وبعدها يشرعون في تبادل تهاني العيد من بيت لأخر، ويقومون بإصلاح ذات البين بين المتخاصمين ، وفي الليل يجتمع الأقارب في بيت من البيوت لتناول وجبة العشاء في جو أخوي قل له نظير .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.