ورزازات – سكورة العطش و الجفاف يضربان بقوة قرية سيدي فلاح

0 1٬212

تصارع قرية سيدي فلاح الواقعة على الجهة الجنوبية الشرقية من واحة سكورة شحا في الماء الشروب و مياه الري بعد تراجع منسوب المياه السطحية والجوفية الى مستويات غير مسبوقة ’بسبب قلة التساقطات المطرية في السنوات الثلاث الأخيرة ، مما أجبر سكان دواويرها الثلاث (ايت اتفاو و ايت زكري و العرب ) إلى العودة إلى النمط التقليدي في البحث عن المياه و حفر الآبار على جانبي وادي دادس بحثا عن أمل و قطرة ماء .

           نهاية الأسبوع الماضي ( 17 غشت 2014 ) زار وفد من الائتلاف الجمعوي لواحة سكورة من أجل الماء و البيئة المنطقة ( شبكة فيديرالية للجمعيات البيئية بالمنطقة ) للوقوف على توقف تزويد السكان بعدد من الدواوير التابعة لقرية سيدي افلاح بالماء الشروب، ومعاينة توزيع الماء على السكان في بعضها بالشاحنات الصهريجية’و قد وقف الزائرون على المعاناة المضاعفة التي تتكبدها الساكنة بهذه المنطقة جراء هذه الحالة الطارئة و جراء الجو الحار الذي فاق الخمسة و الأربعين درجة نهارا و حالة العزلة الدائمة بين الجبال و وسط المداشر’و عزت مصادر متطابقة أسباب الجفاف الحاصل في المنطقة، بالإضافة إلى تراجع التساقطات الثلجية في أعالي الجبال،و توقف وادي دادس الذي عاينا توقفه عن الجريان’إلى الاستنزاف الذي عاشته هذه المناطق مؤخرا من جراء حملة حفر الآبار واستغلالها في الاستهلاك اليومي للسكان بالبيوت وكذلك للأغراض الزراعية بشكل عشوائي، مضيفة أن حفر هذه الآبار لم يخضع لمساطير الترخيص القانونية الجاري بها العمل .                                        .

              مصادر مطلعة أكدت لنا أن السلطات الإقليمية بعمالة ورزازات  بادرت بالتدخل بتنسيق مع مندوبية الإنعاش الوطني و خصصت شاحنة صهريجية لجلب الماء الشروب للمنطقة ’كما يشاع بأنها أمرت بمنع استعمال المحركات المنتشرة على طول واحة و وادي دادس لأغراض السقي بعد تأثر وادي دادس بالجفاف وتضرر ساكنته من ندرة الماء الشروب ’و هو الشيء الذي لم يتسنى لنا التأكد منه بفعل تعمد بعض المسؤولين اغلاق هواتفهم و رفض الإجابة على استفساراتنا المتعلقة بهذا الشأن .                                         .

             وفي السياق ذاته، أفادتنا مصادر من الائتلاف الجمعوي بأن بحثا ميدانيا حول “الماء بواحة سكورة و إشكالية تدبيره “قد تم انجازه من طرف بعض باحثي الائتلاف بطريقة مهنية و احترافية و أن الزيارة هاته تأتي في إطار تدعيمه و توثيق مراجعه على الأرض ’و أن السعي ألان جار لتنظيم ندوة وطنية في الموضوع بواحة سكورة بشراكة مع بعض الأكاديميين و الأساتذة الجامعيين و الباحثين و الطلبة و الفعاليات الجمعوية المختصة ’من أجل تقديم الدراسة و مناقشة الموضوع و حشد الدعم للمرافعات الوطنية التي ينوي الائتلاف القيام بها من أجل حلول بنيوية للمشكلة المرتبطة أساسا بالتغيرات المناخية التي تعيشها الواحات الجنوبية للمملكة .

 

             نفس المصادر أوردت أن الشح الحاصل في الماء اليوم بالواحات الصحراوية و منها واحة سكورة يعزى إلى عدد من العوامل ولا يرتبط فقط بالجفاف ’فهو راجع إلى الطبيعة الجغرافية لهذه المناطق التي يغلب عليها الطابع الصحراوي وكذا النمو الديمغرافي المتسارع في غياب أي تحديث لهياكل الاقتصاد المحلي المبني أساسا على الفلاحة المعاشية المسقية ’وتشهد هذه المناطق غيابا للتوازن بين النمو السكاني والموارد المائية ويرجع ذلك أساسا إلى عدم وجود تناسب بين حجم الموارد المتوفرة بالوسط الواحي وتزايد السكان فيه .

جدير بالذكر أن واد دادس هذا الذي يخترق قرية سيدي افلاح (بواحة سكورة ) ’والذي يصب بسد المنصور الذهبي بورزازات، ويعتبر من أهم روافده، جف منذ حوالي ثلاث أشهر خلت ولأول مرة في تاريخه قبل أن يسترجع جريان مياهه خلال الأيام القليلة الأخيرة جراء تساقطات رعدية عرفتها مناطق دادس وامكون وتودغى حيث توجد منابعه الرئيسية ’و الأمل كل الأمل أن يستمر في الجريان لأن في جريانه استمرار للحياة بهذه المنطقة و في توقفه توقف لها .

 

 

تغطية : سليمان رشيد – ورزازات .

 image

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.