اطلاق اسم الشهيد المدني شفيق على مؤسسة تعليمية بورزازات

0 625

شهدت الجماعة القروية تندوت عمالة ورزازات، يوم امس الأربعاء 31 دجنبر 2014، حفل تكريم الشهيد المدني شفيق، بإطلاق اسمه على الثانوية الإعدادية التابعة لهذه الجماعة. وقد ترأس هذا الاحتفال المندوب السامي لقدماء المقاومين واعضاء جيش التحرير السيد مصطفى الكثيري، الى جانب عامل الإقليم السيد صالح بن يطو و السيد محمد قزيري النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني بورزازات.

وتميز هذا الحفل بإلقاء كلمات لإبراز المعاني التي يكتسيها اطلاق اسماء الشهداء على المؤسسات التعليمية، اعترافا بما قدموه من تضحيات في سبيل الوطن، وفي هذا الإطار اكد السيد مصطفى الكثيري ان المدني شفيق ندر حياته واعز ما لديه من اجل الدفاع عن المقدسات الدينية والتواب الوطنية.

وسجل السيد الكثيري أن لحظة تكريم الشهيد المدني شفيق من خلال إطلاق اسمه على مؤسسة تعليمية تعتبر “لحظة تأمل لترسيخ ثقافة الاعتراف في نفوس الأجيال الصاعدة، إلى جانب ترسيخ قيم الإنصاف ورد الاعتبار وتربية الأجيال المتلاحقة على الوطنية الصادقة، والمواطنة الإيجابية.

واضاف السيد المندوب ان هدا التكريم “بمثابة التفاتة معنوية وروحية وعربون وفاء بالمسار النضالي للشهيد الذي كان من رجالات المقاومة وجيش التحرير”، ويأتي هذا التكريم في اطار “الوفاء بالذاكرة المواطنة واعتبار هذه الشخصيات التاريخية بمثابة مدرسة اصيلة للأجيال الجديدة لكي تنهل منهم قيم الوطنية والمثل العليا، وتقوية روح الوطنية والاعتزاز بالانتماء الوطني”.

وفي كلمة مماثلة ،أشار الأستاذ زكرياء شفيق، نجل الشهيد إلى أن إطلاق اسم الشهيد المدني شفيق على مؤسسة تربوية” يشكل مناسبة لترسيخ ثقافة إحياء الذاكرة التاريخية الوطنية”، و”فرصة لإنعاش الذاكرة ومصالحتها ، بغية التعريف بها وإشاعة فصولها وأطوارها لتظل شامخة شموخ الجبال، ينهل من معينها ويغترف من ينابيعها الناشئة والشباب وأجيال الوطن الصاعدة”.

وأضاف الأستاذ زكرياء شفيق أن من محاسن التكريم لرموز الوطن ومناضليه وشرفائه وشهدائه “نقل أمجادهم وأخلاقهم ومآثرهم إلى الأجيال المتعاقبة لتعتز بهم وبرصيدهم الوطني التليد ، الذي هو جزء من الرصيد التاريخي الوطني، ومن التراث النضالي الجدير بالحفاظ عليه وإشاعة دروسه وعبره وقيمه وعظاته.

واشار نجل الشهيد “ان انخراط المغرب في رد الاعتبار للشهداء والمقاومين وانصافهم بالاعتراف لهم، بما قاموا به من اجل ان ينعم المغرب اليوم باستقلاله وحريته، سيكون بمثابة لبنة اخرى في اجلاء الحقيقية وانصاف الذاكرة الفردية والجمعية للمغاربة”، وأضاف ان “مصالحة المغرب مع ماضيه لا يستقيم ابدا بالنويا فقط مهما كانت حسنة بل عبر استجلاء الحقيقة كاملة”

وفي السياق ذاته اكد السيد محمد ابو مضا رئيس جمعية اسرة المقاومة للتنمية وصيانة الذاكرة الوطنية بورزازات، ان هذا التكريم هو لحظة اعتراف واستحضار امجاد الماضي واعادة والاعتبار لأسرة الشهيد، وكذلك لحظة وطنية بامتياز ورسالة لكل مربي من اجل استنهاض الهمم واعطاء قيمة للتاريخ المجيد.

وتجدر الإشارة أن الشهيد المدني شفيق ازداد سنة 1923 في قرية إغرم أزكاغ (القصر الأحمر) دوار امكشود بجماعة توندوت في إقليم ورزازات، وهاجر إلى الدار البيضاء في سن مبكرة حيث اعتنق خيار المقاومة والفداء مع صفوة من الرعيل الأول من الوطنيين الذين اختاروا المواجهة المسلحة مع المستعمر.

وقد اغتيل الشهيد يوم 10 نونبر 1964 بالمعتقل السري بدرب مولاي الشريف بالدار البيضاء، وظل مجهول المصير منذ 1964 إلى أن تم اكتشاف قبره سنة 2011 وذلك في سياق مسلسل طي صفحة ماضي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان الذي أطلقته هيئة الإنصاف والمصالحة.m

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.