أعطوا الحكومة فرصتكم..

1 374

    الإسلاميون لا يصلحون للحكم، جملة ترددت كثيرا في مختلف الدول العربية والإسلامية، وتكررت إلى درجة حاول معها البعض ربط الفشل بالإسلاميين، فهم لا يصلحون لتحمل المسؤولية، بل لتأثيث المشهد السياسي ليس إلا… والسؤال هو لماذا هذا التخوف ؟ ولماذا الإصرار على منع الإسلاميين من محاولة إصلاح ما أفسد ؟ أهو الخوف من فشلهم؟

    للإجابة عن هذا السؤال لابد من التأمل في واقع المشهد السياسي العربي اليوم، فصناديق الاقتراع العربية أصبحت تفرز نتائج غير مرغوب فيها.. نتائج حركت بركا آسنة، وكشفت زيف شعارات كائنات سياسية مترهلة، تعض على السلطة بنواجدها، وتصر على قمع إرادة الشعوب وتعطيل قطار الإصلاح.. ولنا في جبهة الإنقاذ الجزائرية وما تعرضت له من إقصاء وسحق، جراء فوزها بالانتخابات خير مثال.. وحزب النهضة في تونس، الذي أصر البعض على الانقلاب عليه، رغم فوزه أيضا في الصناديق، بل رغم تعامله بحكمة مع الفرقاء السياسيين، فالغنوشي قسم الكعكة على الترويكا، الرئاسة للمرزوقي، والمجلس الوطني لابن جعفر، والبرلمان للنهضة، مع ذلك، أصروا على الانقلاب عليه.. ناهيك عن العدالة والتنمية في المغرب التي استعصت عليهم، رغم معاناتها من جيوب مقاومة للإصلاح، والمضايقات التي تتعرض لها، داخليا من الدولة العميقة، التي كشفت بدستورها الجديد عن دهاء وذكاء.. أو خارجيا، إذ هنالك سعي حثيث لمحاصرتها وعزلها دوليا.. ثلاث تجارب حكم عليها قبل الميلاد بالوأد، لا لشيء إلا لأنها مشاريع إسلامية شعبية، تعبر عن إرادة شعبية عميقة، حاول البعض ولا يزال مسخها وطمس هويتها، لكنها تتأبى عليه، لأنها متأصلة متجذرة، فلم يجد وسيلة أفضل من حرمان الإسلاميين من حقهم، وتخويف  الشعوب منهم، بل ونعتهم بصفات ألبسهم التاريخ إياها وتوارثوها أبا عن جد..

    ليبقى السؤال دائما، ما المانع من إعطائهم فرصة ؟ بعد ذلك الشعوب ستحكم عليهم، فالشعوب ليست بهذا الغباء الذي يعتقده البعض، إنها تميز الغث من السمين، والصالح من الطالح.. قد لا تمتلك الجرأة والآليات الممكنة للتعبير عن هذه الإرادة في الظرفية الراهنة، بحكم قلة التجربة ومخلفات سنوات عجاف، لكنها لاشك ستقول كلمتها يوما، لأنها تؤمن بالتغيير وتتشبت بأمل، يراه البعض بعيدا، وتراه هي قريبا..

   أعطوا الإسلاميين فرصتهم، بله حقهم، فقد استحملتكم الشعوب بما فيه الكفاية، ولتخجلوا من أنفسكم، لأن التاريخ لن يغفر لكم.. قد تقنعون أنفسكم للحظات أو لسنوات بأنكم قادرون على تزييف الحقائق، لكنكم حتما تدركون أنكم لم ولن تستطيعوا يوما تغيير الحقيقة، وهي أنكم فشلتم فشلا ذريعا، جعل الشعوب تمجكم بمحض إرادتها، بعد أن خيبتم أفق انتظارها، وفقدتم ثقة عمياء منحتكم إياها لسنوات..

   ألم تدركوا بعد أن الشعوب تستعجل بزوغ فجر جديد، وعهد جديد.. البقاء فيه لمن يمثل الإرادة الشعبية الحقيقية، لا من يستقوي بماض بئيس مقيت..

تعليق 1
  1. كريم غبالي يقول

    تحياتي لك استاذ ولكن كن على يقين ان كل من يسير في هذا الاتجاه فلن يسلم من اتهامات بالخيانة و الارهاب والظلامية . لقد انكشفت عورة التقدميين وتبينت نواياهم الحقيقية وكيف يركبون على اهات الشعوب للوصول الى سدة الحكم . راينا الاشتراكيين كيفغ تقاتلوا في سبيل كراسي زائفة ونرى اليوم حزب الجرار كيف يصول ويجول في البرلمان والهدف هو الحكم رغم ان تالريخه النضالي صفر

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.