داعش..وصمة عار!

0 412

وسمة عار ستظل تلاحق هذا العالم من حولنا بعدما حول هذا العالم بعض القضايا لصالحه، فظلت هاته الأخيرة إلى اليوم تراوح مكانها ولم تتزحزح قيد أنملة بالرغم أن خياراتها تدرس داخل أروقة مجلس الأمن الدولي، لكن في الحقيقة تتلاعب بهذه القضايا أيادي أقطاب كبرى نافدة على الصعيد الدولي وبعض المساومين الذين يؤنسهم صوت الرصاص وتجارة السلاح الملعونة، أما دماء الأبرياء ودموعهم المنسكبة لا أحد باستطاعته مسحها وهنا أخص القضية السورية، والعراقية على سبيل الذكر لا الحصر.

هذا العالم من حولنا هو الذي يتظاهر ويقدم لنا نفسه على أنه باستطاعته اقتراح حلول ناجعة لحماية شعوب العالم. لكن العجيب في الأمر أن الشعوب العربية ربما غير محسوبة على صعيده، فما نشاهده من محن مؤرقة تطوف حولنا تجعلنا في شك وربما نطرح سؤالا مشروعا هل نحن جزء من هذا العالم ؟ وقد تتأكد لنا جدية هذه الفرضية إلى أبعد حدودها، حينما نجد مقاعد دولنا تتلاحق منذ زمن طويل في الصف الثالث، دون أن نخجل من أنفسنا ولو مرة واحدة.

وتعالوا معي معشر القراء مرة أخرى لتتأملوا ما يصدر بمقر مجلس الأمن, ففيه تصدر قرارات مجترة اجترتها المصالح، والأطماع، ومع ذلك نلتفت التفاتة يائسة لعل ضمير هذا العالم يستعيد عافيته، في الوقت نفسه شعوبنا العربية تكتوي بنار الطامعين، وبلهيب تصدع سلطة وشرعية حكامها وبثورة يتيمة أرجعتنا الى القرون الوسطى.

ما يحز في النفس هو أنه لم يتحقق لنا أي شيء، بل النار أحرقت كل شيء، أتأمل كثيراً في هذا المشهد المتلاطم فباسم الدعاوى الكاذبة يهدم كل شيء بمعاول الجبن والقصوة والجفاء، تسقط المساجد، والكنائس، والمتاحف، كأن لم تكن بالأمس القريب شاهدة على زمن الفخر الذي ورثناه يسقط عبق التاريخ والحضارة بكل ألوانها، هاهي قد لحقها اليتم كأن لم تكن مناراتها شاهقة في سماء السماحة والوحدة، بدأت هذه الحضارة بوقار تسلك طريقها نحو الفناء، فتدوسها أقدام لم يساهم أصحابها في بنائها بحبة رمل واحدة.

لكن ما أسف عليه هو الإنسان صاحب الدم الشريف الذي يجب أن تصان حرمته وعرضه، لأنه فوق كل اعتبار، فكيف بهؤلاء الداعشيون، وأتباعهم أن يمدوا أيديهم الخبيثة للبشر والحجر، والمفارقة العجيبة أنهم وباسم الدين الإسلامي نراهم يرتكبون أبشع الحماقات، ويعتبرون ذلك انتصارا وثأرا للإسلام والمسلمين، والإسلام منهم برئ براءة الذئب من دم يوسف.

ما تشهده هذه المناطق الساخنة على طول خريطة الوطن العربي لا يحتاج منا الى تصوير، كلنا نرى ونسمع ,فمعظم بؤر التوتر تنحصر على رقعة هذه الخريطة ولكن ما نراه وتتداوله الدول الكبرى داخل مجلس الأمن مغاير لما نطمح إليه ونسلم به وأحيانا نبالغ حتى في نقده دون أن ندرك مضمون ما تقوم عليه السياسة الدولية ,فالدول الكبرى تكيل بمكيالين فهي لا يهمها إلا مصالحها، وهي تقتسم الكعكة فيما بينها، كقطعة ثوب دهسها الزمن، فإذا كان هؤلاء يتصرفون بهذا المنطق المنحط فما الذي ننتظره منهم أن يفعلوه.؟

ما الذي بقي قوله، إن كانت موازين القوى متناقضة، والذين لم يناوأ من مظاهر الأدلجة إلى هذا الحد المتنامي حتى في القضايا الكبرى والمصيرية؛ مصير-شعوب، ودول، وجغرافيا-والتي كان من الضروري أن تبقي هذه الدول والشعوب متحدة في إطار من الاخلاق وضمير عالمي حي، هذه الشعوب لابد لها من مؤازرة أكبر حتى تتغلب على نكتبها لعله يحيا الأمل،

لم يقع شيء من هذا ولن يقع حتى وإن كان الأمر يتعلق بمصير شعوب، إذن لا جدوى من الانطباعات الفارغة والتي تصور على أنها إنجاز، لكن سرعان ما يكذبه، الواقع بمرارته وعبثه ومآسيه بشظايا الرصاص وأصوات المدافع، وبالأشلاء، وبرائحة الموت، المتصاعدة من أرض تغيرت ملامحها، تبعثرت معالمها تدعى سوريا والعراق، تبا لهذا العالم الذي غيبته المصالح، وتبا له مرة أخرى-سينقلها التاريخ كحجة وسأذكر بها أحفادي-لأنه لم يجب نداء الإنسان، والإنسانية، والبشرية جمعاء ألا يعتبر هذا جبنا، ونكسة، ووصمة عار على صفحة التاريخ! -١-

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.