الهواتف الذكية و تأثيرها السلبي على الأشخاص

0 371

لقد عرف حقل الإعلاميات و مواقع التواصل الاجتماعي تطورا ملحوظا في الآونة الأخيرة, بعدما كانت الحسابات الشخصية في تلك المواقع مسموحة لفئة دون أخرى, و ذلك لأسباب مرتبط بالمستوى التعليمي و بالمستوى المادي و مستويات أخرى.

إنها لتغييرات جمة عرفها هذا المجال, من سهولة فتح الحساب في جل المواقع التواصلية إلى بساطة الاستعمال و سرعة الخدمة من رسائل و معلومات و تبادل للصور و المرئيات …

تطور سريع و تغيير مفاجئ في مجال الإعلاميات, فبعدما اقتصر استعمال الإنترنيت عل أناس يتوفرون على حاسوب تابت في ركن بيت من البيوت, أصبح بإمكان الفئة المحرومة من التمتع أيضا بهذه النعمة فى محلات خاصة لهذه الخدمة, أو ما يطلق عليه اسم “Cyber” و ذلك بدريهمات معدودة للساعة الواحدة, فمثلا في المغرب بإمكانك الاستفادة من الإنترنيت بأربع دراهم للساعة الواحدة, و ذلك دون سابقة شروط أو قيود, أي أنه مسموح لك باستعمال الإنترنيت بكل حرية, اللهم بعض المحلات التي تمنع تصفح المواقع الإباحية, و أخرى تبيح اللعب.

فئة أخرى من الناس, كثيرة التنقل و ظرفية عيشهم لا تسمح لهم بالجلوس في البيت و انتظار للرسالة بعد الرسالة, إنهم الطلبة أي الفئة الواعية المثقفة في المجتمع, الحاملين لمشعل التغيير و النهوض بالبلد وهم فقط الطلبة المعول عليهم في لم الشمل و الانتقال بالبلاد من يوم الفساد و الاستبداد إلى غد الحرية و الكرامة و العدل, و كدا هم المسئول الأول على ضرورة التغيير بمفهومه الشامل.

لم تسلم هذه الفئة أيضا من هذا الداء, نعم إنه داء, فكما يقال: إذا خرج الشيء عن حده انقلب إلى ضده, فقد لعبت الهواتف الذكية دورا أساسيا في هذا المجال, و ذلك لسهولة الاستعمال و لصغر حجمها و خفة و زنها و توفرها على بعض الخدمات و التطبيقات التي تسهل الولوج إلى الانترنيت مجانا و بدون حدود, فمثلا نجد معظم المؤسسات التعليمية تتوفر على خدمة “Wifi” إن لم نقل كلها, ما سمح للطلبة بالولوج المجاني للانترنيت.

من جهة, فوائد جمة تستفاد من الإنترنيت من معلومات في شتى المجالات فبيولوجيا و جيولوجيا و رياضيات و إعلاميات و … الخ, جعل من وجود ظروف للبحث العلمي ضرورة أساسية في مؤسساتِنا التعليمية من ثانويات و جامعات و معاهد …

من جهة أخرى, سلبيات متعددة نذكر أساسا: الوقت, و الذي ضياعه معضلة خطيرة و الكثير من الناس غبنت تجاه هذه النعمة, كما جاء على لسان الحبيب المصطفى عليه أفضل السلام و أزكى التسليم: “نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة و الفراغ”(1). الفراغ و ما أدراك ما الفراغ, فلا فراغ يذكر في المرحلة الطلابية, لما تتميز به من جد و عمل و طلب للمعالي, فلنحذر إخواني الطلبة أخواتي الطالبات من ضياع الوقت و سهر لليالي بسبب الداء, داء الفايسبوك و الواتساب.

وما لهذا الأمر من تأثير سلبي على التركيز, لما له من أهمية في الحقل الطلابي وقت الدراسة, فما أكده أساتذة التنمية الذاتية من صعوبة الجمع بين أمرين في آن واحد, فدراسة أو تصفح للإنترنيت.

لكل منا أساسياته و أهدافه من الحياة, فلنلزم ألا يكون لوسائل التواصل الاجتماعية تأثيرا سلبيا علي أساسياتنا و أن لا يشغلنا التيه في بحر الإنترنيت على طلب المعالي و الرقي بشخصيتنا إلى ما يرضي الله.

 

  • : الحديث

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.