قراءة نقدية لديوان..غرابة..إحساس و أمل متردد… للشاعر ذ.عمر لوريكي

0 305

أحمل قناعة راسخة أن كتابة المقدمات أشد علي من كتابة النصوص الإبداعية نفسها,لأن المقدمة شهادة …ومدخل لتواطؤ إبداعي مع مبدع أنهى مهمته …

من هذا المنطلق أخط المقدمة \ الشهادة حول هذه النصوص الإبداعية حيث أرى عند الشاعر عمر لوريكي أن الكتابة هي وجدانه بل هي عنوانه وهي أسبابه وأهدافه…وهي الأمكنة التي تحتويه , تتلبسه , منها هويته التي ينقل حكاياها شعرا شلالا دافقا. لولا فضاءاته الخلفية , المنسية ـ من الشطر الغير النافع ـ لما أتى بهذه الرمزية والجمالية والمتعة والإدهاش . إنه شاعر تناسخت روحه مع بهاء الحرف وصريح البوح ومضمر المعنى في فضاء يكتنفه صراع الحياة , فاعتصرت نفسه صادحة بقبس من بهاء تتلألأ كلماته في عقد فريد على مقامات إيقاعها من عشق روح هذا الديوان .

إن نصوص الشاعر عمر لوريكي تؤسس لرؤية عميقة للحياة …للناس في تناغم مع المشاعر …نصوص بقدر ما تفجر دواخلنا مشاعر متوارية بقدر ما تستفزنا وتسائلنا عن قناعاتنا في مدها وجزرها مع تلابيب الواقع وتغيره. لن أناقش القضايا لأنها معاني تراوحت بين الفرد والمجتمع فيما بين ما هو فلسفي وماهو ذاتي أو موضوعي ولكن فيما يؤسس لرؤيته التي تتوافق مع محيط الهجرة القسرية في معادلة تعتمد تأطير الزمان في دمجة مكانيا بحداثة درامية لفظا ومعنى . فالصور الشعرية حاضرة بقوة والإيقاع يسري سلسا رقراقا كقطعة فنية في إسقاطاتها الدلالية بالتوازيات والإنزياحات والإستعارات البلاغية والمقارنات والمتقابلات …كأني به يخلخل التراكيب المتعارف عليها نحو تركيباته الخاصة به والتي يقترب بها من القارئ .

إن عمر لوريكي يحاول من خلال هذه النصوص التأويل لنمط شعري ينتمي للحظته خارج الإبدال \ السائد . إن القراءة في نصوص عمر لوريكي تمنح لحظات من دفق المتعة تنساب بين جوانح القارئ…تملئه بروح الغواية والإنبهار . فمن أراد أن يعيش لحظات من البهاء الفني\الأدبي ,ويرى جديد الشكل والتركيب والمعنى مترجما أحرفا من الواقع إلى فضاء الشعر الجميل بلا إبهام ولا أسطرة …فهذا الديوان فرصته المتميزة…

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.