التلاميذ الاشباح

2 396

وانا اتمشى في ازقة وشوارع مدينتي قاصدا وجهتا لم اعد اعلم ماهي واذا بي ارى ثلة من الاشخاص يمشون تارة ببطئ جيئا وذهابا في سكون و خشوع قاتل، و تارة اخرى يقفون وقفة اليهودي الخاشع امام حائط البراق باعينهم المغلقة و رؤوسهم المتململة والراقصة كانهم يحاولون استحضار ارواحا شريرة يستنجدون بها من شيء ما. لم اعلم من هم، لكن حاولت ان استفسر الامر دون ان ازعج سكونهم و خشوع تلك الطقوس التي تشبه سلوك الاموات الاحياء. كانو يحملون بين ايديهم دفاتر او الواحا كتب عليها شيء معين، وهم من جهة محاولين جاهدين امتصاص واستذكار ما في تلك الصحف . وقفت بعلامة استفهام كبيرة فوق رأسي. لوهلة، ظننت انهم مجانين… لكن كان هناك بعض المعنى فيما كانو يفعلون. حاولت ان انسج صورة تجعل الامر اوضح.

إنهم تلاميذ….نعم تلاميذ!!!! انهم تلاميذ في حالة استنفار كلي يعملون جاهدين لاجتياز امتحانات البكالوريا، المرحلة الانتقالية والمنعطف الحاسم في حياة كل تلميذ. رايت شخصا كانه منوم مغناطيسيا يدندن يحرك راسه محاولا استذكار نص ربما استعصت عليه كلماته على الفهم، فما بالك بالحفظ، يجاهد ويستجدي عضلات عقله ان تمتص تلكم الكلمات دونما فهم. وآخرون هنا وهناك يفعلون نفس الشيء لكن باسلوب مختلف مما ايقض في تلك الافكار المختمرة والمكبوتة حول نظام تنشئة وتربية الاجيال وكيفية تهجين الشباب واخصائهم من كل ملكة فكر، التي يمكن في يوم من ايام الله ان تسأل من اين لك هذا، والاستبقاء على الاسلوب الببغواتي الذي يضمن بقاء الكيان المقدس.

فلنعد الى ذلك الكائن المستضعف، الذي يضل دائما وابدا فأر تجارب في اعين الوزارة؛ يُلبس من مختلف الاثواب التربوية المستوردة من الخليلة الفرنسية كلما سئمت وضجرت منها هذه الاخيرة. فاي تلميذ، مهما كان مستواه، يقوم بمجهود معين الا ان هذه الجهود تذهب مهب الريح حين تصبح المنظومة برمتها مبنية علا حشو التلامية بمعارف معينة لفترة زمنية معينة وطرحها في مزبلة التاريخ بمجرد الانتهاء من الامتحان. ثم يُطرح السُؤَال: ما نفع الامتحان؟

ظهرت مؤخرا حملة حول الغش في المتحانات لمنع التلاميذ من الغش في الامتحان، واستعمال اجهزة متطورة لذلك…الم يخطر على بال المسؤولين الكرام انه لولم يستخدم الاسْلُوب الببغواتي في التعليم لما طرح مشكل الغش البتة…فحينما تعطي للتلميذ شيئا وتنتظر ان يرد نفس الشيء، فالغش يصبح لازِمَة و نتيجة طبيعية، فمخاطبة الجانب المعرفي فقط للتلميذ يفرض عليه اعادة نفس الحمولة المعطاة له، وكانه سفينة شحن. لذلك لا يجب ان نذهل حينما نسمع عن تلاميذ يحفظون   في مادة اللغة الانجليزية وينسخونه في ورقة التحرير كما هو…اويحفظون ليس علاقة رياضية بل تمرين رياضي ويحاولون تعميمه على العلاقات الرياضية…

فهذه الحملة في حد ذاتها اعتراف على فشل منظومتنا التربوية العزيزة، فصب جام غضبهم على التلاميذ دليل آخر على انه ليس هنالك بديل او حتى الالتفات والاقرار بمكامن الخلل.

فكلما خطا استاذ نحو فصله اشمئز من الدور البليد الذي يقوم به وكونه مجرد آداة ل ا اقل ولا اكثر، واشفق على تلاميذته من الدور الصوري الذي يمثلونه امامه

فكم من الوقت يستطيع التلميذ ان يستظهر تلك المعلومات: ثلاث ساعات، وهي مدة الاختبار، يوم، شهر، او حتى سنة…ماذا بعد!؟ آاصبح التلميذ ذلك القُرْص الصُلْب الذ تخزن فيه معلومات الكتب حتى نهاية السنة الدراسية…نعم لقد هُجّنو حتى اصبحو كائنات سلبية بدون ارادة، ولاحتى الجرئة على الاستفهام او طرح السؤال. ماذا بعد الاختبار، الى اي درجة سيعكس التلميذ تلمذته التي دامت ربما عقدا من الزمن، ماذا اكتسب، هل سيصبح فردا مستقلا قادرا على تحمل المسؤولية؟ لا اظن انه يراد له ان يصبح كذلك…كان الله في عون مجتمع اذا كان الكل: المسؤولون، الاسرة، الاعلام، الثقافة، الدين المحرف…متوطئا على ذلك الكائن الضعيف الذي لا حول له ولا قوة.

2 تعليقات
  1. مواطن يقول

    شكرا على المقال هناك في زاكورة اطباء اشباح مثال الذكتور ع ت اختصاصي امراض الانف الاذن الحنجرة والذكتور ج ح اختصاصي جراحة العظام الذان عينا في زاكورة مند شهر غشت 2014 والان يزاولان الاول في انزكان والثاني في ورززات بصفة غير قانونية متجاهلين مواطني زاكورة رغم الخصاص المهول في الاطباء ونتساءل عن من يتستر على هذا الفعل الشنيع تاركا ابناء زاكورة يتحملون عناء ومصاريف التنقل الى ورززات ومراكش من اجل اجراء الفحوصات في هذه الاختصاصات اما فيما يخص الحالات المستعجلة فحذت ولاحرج المرجو منكم التطرق لهذا الموضوع المهم لان معانات المرضى لا يعلمها الا الله و شكرا

  2. غيور يقول

    زاكورة واعارة الاطباء. الطلاب يطلب ومراتو تصدق هههه يعين الطباء في زاكورة تم يثم اعارتهم الى مدن اخرى بطرق غير مفهومة ضاربين بمرضى زاكورة بعرض الحاىءط مثال طبيب النف الاذن الحنجرة وجراح العظام .واش المرضى مابقاوش فزاكورة او هناك اكتضاض الطباء ههه والله هذا منكر

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.