هل أصبح الإنجاب جريمة في هذا البلد…؟؟

0 383

نروم من خلال هذه المساهمة إلى إبراز بعض الجوانب الضيقة من القاعدة القانونية والخاصة بوضعية الأستاذة المتدربة نورة البرنوسي، إذ مباشرة بعد نهاية امتحان التخرج الكتابي فوجئت بالفراغ القانوني فيما يخص حالتها الشاذة، والتي وضعت مولودها في ظروف استثنائية لحظات قبل انطلاق الامتحان، لتصبح مهددة بالرسوب وفقدان وظيفتها التي جدت واجتهدت لنيلها طيلة السنة التكوينية. هل اصبح الإنجاب جريمة في هذا البلد ؟ ألا يمكن اعتبار قصر القاعدة القانونية في هذه الحالة بمثابة نقطة قوة وضغط على الجهة الوصية على القطاع؟؟؟.

إن المتأمل في قضية الأم نورة يستوقف عند صعوبات فترة الحمل والولادة التي تلازم المرأة عموما في بلدنا الحبيب، بحيث أبسط حقوق الأمومة غير متوفرة فخلال مدة الحمل نجدها تكد وتعمل في سبيل رعاية فلذات كبدها من دون شروط، وفي ظل هذه الوضعية نجد مجتمعنا لا يولي أي أهمية في ذلك، ناهيك عن الأستاذة المتدربة التي وجدت نفسها في وضعية جد محرجة لا طاقة لها وبالتالي أصبح الإنجاب بمثابة جريمة يعاقب عليها القانون. إن قصر القاعدة القانونية في هذه الحالة وفي حالات أخرى يحتم على المشرع المغربي الاجتهاد أكثر فأكثر في البحث وإصدار قوانين منظمة ليس فقط لقضية إنجاب الأستاذات المتدربات ولكن لتقنين وضعية الأساتذة المتدربين عموما حيث هناك مجموعة من المشاكل التي يتخبطون فيها( غياب قوانين منظمة لمصاحبة الأساتذة المكونون في التداريب المهنية مثلا……).

نورة هذه تمكنت من الصراخ مهددة بفقدان مستقبلها، وتناشد جميع الضمائر الحية الوقوف معها جنبا إلى جنب من أجل إيجاد حل لقضيتها. فكيف يعقل أن بفراغ قانوني يجني على مستقبل أم شئنها شأن باقي زملائها وزميلاتها ينتظرن لهفة التعيين، لكن شاءت الأقدار أن تجد نفسها بين دواليب هذه المحنة. موازاة مع ذالك نتذكر نفس الحالة عاشتها أستاذة متدربة موسم 2009ـ2010 بمركز تكوين المعلمين بمراكش، وها نحن نعيش على إيقاعها اليوم لكن دون الخروج بقانون صريح لمثل هذه المواقف التي تكرر كل سنة تكوينية ليس فقط في المراكز الجهوية و لكن في مختلف المدارس والمعاهد الوطنية.

كل هذا وذاك يبرر بالمستوى الهزيل الذي وصل إليه التعليم المغربي والذي يدعوا إلى القلق، إذ لم نعد نتق بمنظومتنا التعليمية وسياستها فضقنا مرارته للعديد من السنوات ولازلنا بعيدين بسنوات ضوئية عن العديد من الدول التي استثمرت في عنصرها البشري في الرقي بمستواها التعليمي ، فأين نحن من هذا كله؟ وكيف نريد الإصلاح بدون توفير المناخ المناسب وكذا تحسين وضعية رجال ونساء التعليم؟

فإلى وزير التربية الوطنية والتكوين المهني طلب التدخل العاجل لإنصاف الأستاذة المتدربة نورة البرنوسي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.