ذكريات الزمن الجميل

0 448

         في ذكريات الزمن الجميل سأل الأب ابنه عن معنى العمل فأجاب : العمل هو أن أعينك عن شؤون الحياة أنت وأمي، في ذكريات الزمن الجميل، كانت للتربية قيمة وشأن عظيم، حيث يتشارك الاب والام، الجد ، الجدة، العم، الجار… في تربية الابناء، في ذكريات الزمن الجميل ضرب العم ابنة أخيه لأنها مرت أمام جماعة من الرجال، في ذكريات الزمن الجميل، كانت الأسرة الممتدة يغلب عليها طابع البساطة والقناعة ، أو كما يقول المثل ” خبزتي أشاركها مع الكل “، في ذكريات الزمن الجميل ، ينظر الأب لابنه عند قيامه بتصرف غير لائق، فينحني الإبن رأسه احتراما لأبيه وخجلا منه، في ذكريات الزمن الجميل، يقول الرجل لزوجته، لا عمل لديك غير تربية الأبناء ، فتقول له : سمعا وطاعة، في ذكريات الزمن الجميل، قال أحد الرجال لزوجته: لا تخرجي من المنزل حتى أتي إليك، فلم تخرج من منزلها طاعة لزوجها مع العلم بأن أمها مريضة، في ذكريا ت الزمن الجميل ، جاء الرجل لأبنائه بكيلوغرام من اللحم ، فلما أعدته زوجته وأكله مع أبنائه سألها : هل أعطيتي شيئا منه للجار؟ فقالت . لا ، فصفعها لأنها لم تذوق الجار من اللحم.

           في ذكريات الزمن الجميل، سرق أحد الأبناء تفاحة ، فلما علم أبوه بالأمر، انهال عليه بالضرب حتى أغمي عليه، ومنعه من دخول المنزل ليوم كامل ، في ذكريات الزمن الجميل ، لا يوجد مرض اسمه الزهايمر، السكري، السيدا … في ذكريات الزمن الجميل، كان الوقار، الحشمة، الاحترام، حسن الجوار، القناعة، البساطة. في ذكريات الزمن الجميل ، لا يرفع الابن صوته على أبيه أو عمه، أو أحد أكبر منه سنا، في ذكريات الزمن الجميل ، يقبل التلميذ يد كل كبير لقيه في طريقه عند خروجه من المدرسة ، في ذكريات الزمن الجميل ، لا ينطق الأبناء بالكلام الفاحش في الشارع، ولا يسبون كبيرهم، بل يحترمونه و يوقرونه ، في ذكريات الزمن الجميل ، يستيقض الأب باكرا ، ويوقض معه أبنائه، ومن لم يقم منهم من نومه، ينهال عليه بالضرب ، لأنه يؤمن بمقولة ” لفياق بكري بالذهب مشري “، في ذكريات الزمن الجميل ، لا يوجد لدى الاسرة إلا القليل من الطعام، فيأكلونه وهم في فرح وسرور شاكرين لنعمة الله ، وقانعين بما قسم الله ، في ذكريات الزمن الجميل ، يوجد لباس موحد للرجال ، ولباس موحد للنساء، ولا يوجد عري في الشارع، وفي المناطق العامة ، في ذكريات الزمن الجميل ، لا يوجد من يتعدى على أبيه ، ولا من يضرب أو يقتل أبويه ، ولا من يغتصب أخته أو أمه ، ولا يوجد من يغتصب الأطفال ، ولا كثرة الجرائم ، لا انتحار الشباب والاطفال ، في ذكريات الزمن الجميل ، تقضى كل الحوائج ب ” الله ارحم لوالدين ” ، في ذكريات الزمن الجميل ، كان الكل فيه جميل ، فهل من ذكرى جميلة ستعاد لهذا الزمن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.