أزمة النفاق الاجتماعي و غياب البعد القيمي الاخلاقي بالمجتمع

1 653

إن المتأمل في السلوك الاجتماعي داخل مجتمعنا المعاصر، يلحظ ذلك التعدد  و التنوع السلوكي الناتج عن تفاعل الإنسان و بيئته. هذا الكائن الذي يتميز بالتعقد و التداخل و التشابك، إنه ذلك المخلوق الذي يخفي أكثر ما يعلن، ذلك العطية الذي يسخر المعطى الطبيعي  لبناء أساس ثقافي من خلاله يسعى لتحقيق السيطرة على الكون.

لا ريب أننا نتحدث على كائن كرمه الله بالعقل و غرس فيه الروح، و أمده بجسم قابل للتعايش و التساكن الاجتماعي. لكن المدهش في الأمر هو هذه الظواهر الاجتماعية التي استفحلت و انتشرت داخل مجتمعاتنا، ومن بينها أزمة النفاق الاجتماعي.

بالرغم أن ظاهرة «النفاق الاجتماعي» قديمة قدم البشرية إلا أن التاريخ يسرد لنا منها الكثير من الحوادث الفردية في أغلب الأحيان، لكن أزمتنا المعاصرة تكمن في تفشي تلك الآفة لدرجة كارثية من الكذب الصريح، والنفاق الداعر، والمجاملة الممزوجة، وطمس الوقائع، وتزيف الحقائق، وتحريف الكلم عن مواضعه، حتى باتت تلك الظواهر لغة العصر وشعار الزمان إلا من رحم الله . الأمر الذي أدى إلى انحلال الكثير من القيم والأخلاق، وبسبب ذلك ساءت العديد من العلاقات الاجتماعية، وضاعت الكثير من الحقوق، وانتشر الظلم بأبشع صوره، وتعلمت الأجيال الخوف والجبن، وتجرعت ثقافة الخنوع والضعف والاستكانة وتسلط العدو وغيرها من المساوئ.

إن ما يمكن إجماله هو أن هذه الظاهرة تتموضع على شكلين:

  • الأول: أزمة نفاق داخلية ذاتية

تربط الفرد بذاته فيصبح الإنسان في حديث بيذاتي مع أناه الخفية، فيصير في تعايش مع الأوهام و يستكين للأعذار، و يتظاهر بالمرض و الملل الروتيني. كل هذا كان ناتج عن النفاق الذي يختبئ تحت مضلة الفراغ و تأثير العوامل الخارجية من وسائل إعلام و علاقات اجتماعية مفرغة من محتواها الخلقي القيمي.

  • ثانيا: أزمة نفاق خارجية موضوعية

ربما تبدو أكثر وضوحا من الأولى، نظرا لارتباطها بالعلاقات الاجتماعية. فأزمة النفاق الاجتماعي و كما سبق الحديث عنها في مقال عيد الحب و النفاق الاجتماعي توجد في لب العلاقات الاجتماعية.

“نعيش أزمة نفاق: نفاق بين الزوج و الزوجة، بين الأبناء و الإباء، بين الحاكم و المحكوم، بين من يملك و من لا يملك، بين الأصدقاء، بين الأهل و الأحباب، بين الإمام و المصلون، بين …و بين…”

و الأكثر تأثيرا، هي تلك التي تؤسس لبعد إيديولوجي فاسد مفرغ من بعده القيمي. و تتجلى في الخطابات السياسية التي تتواطأ مع وسائل الإعلام .

و الأخطر هو أن هذه الظواهر أمست شبه عادية داخل البيئة الاجتماعية. وصار الإحساس الشعوري ملفوف بالألغام القاتلة المبنية على التقليد الأعمى، والتي نجهل عواقبها بقدر جهلنا لما يروج بداخل ذواتنا .

نحن نعيش أزمة نفاق اجتماعي 
نفاق في السياسات..
نفاق في الأخلاق و القيم..
…نفاق في النفاق
نفاق في السلوك عامة….
و آخرهم هو نفاق المعتقد 
جميعنا نعتقد سموا و حنكة مؤسساتنا التسييرية بأشكالها لكن نقطة نفاق تكمن في معرفتنا للفساد الخفي بداخلها و التظاهر بالعكس….لتستمر الحياة و يستمرالنفاق.

تعليق 1
  1. zagori يقول

    أكبر المنافقين يتكلمون عن النفاق…….هههههههههه

    عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((سيأتي على الناس سنوات خدّعات، يُصَدق فيها الكاذب ويُكذَّب فيها الصادق، ويُؤتمن فيها الخائن ويُخوَّن فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة))، قيل وما الرويبضة يا رسول الله ؟ .. قال: «الرجل التافه يتكلم في أمر العامة» . ؟

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.