تدهور الوضع الصحي بزاكورة، فإلى من نشتكي ؟

1 456

من أهم المشاكل التي تعاني منها دول العالم الثالث، مشكل الصحة، فمن يتأمل واقع الصحة بمختلف مدن المغرب العميق،( القرى و المداشر )، يكتشف أن المغرب مزال يعيش في العصر الحجري القديم، مستوصفات بدون مواصفات، و أطباء بدون وصفات، ومرضى لا حصر لعددهم، و أنواع الأمراض بالجملة، (ها الجلالة في العين، ها الظفر، ها بوزلوم في الركابي، ها العصب و العطب ..)، أمام هذه الأوضاع المزرية يتيه المواطن في هذا الوطن، يحمل هويته دون أن تراعى له حقوقه الصحية.

ففي الغرب يتمتع كل مواطن بحقه الشرعي في التطبيب، و احترام كرامته، هذا مع إحترام حقوقة الأخرى، المادية، والمعنوية، لكن مع كامل الأسف نجد جل مدن المغرب العميق، لا تتمتع بالشروط الضرورية للعيش الكريم، التهميش و الهشاشة في كل شيء، فمثلا المواطن المريض في مدينة زاكورة محكوم عليه بالموت السريري، فمن يتأمل الوضع الصحي بزاكورة يصاب بالجنون ، تمر بجانب المراكز الصحية تطمئن للمظهر الخارجي، ولكن عندما تسأل عن الموارد البشرية والمعدات والأجهزة الطبية… الله كريم، فمستشفى الدراق خير دليل على ذلك، واقع متدهور والمسؤول متهور، مهنته الكذب ودهن وسير، يتساءلون عن منع المطر!! والإدارات بالرشاوي تتقاطر، أكاد أجزم أن أغلب الأطر الطبية التي ثم تعيينها بالمنطقة، لا يبالون بالمواطن الزاكوري، وكأنه غير مرغوب فيه، وأنه من الدرجة الاخيرة في المواطنة، فعندما تقترب من الطبقة التي تعيش الفقر المدقع، تسمع من الغرائب ما يؤلمك، وترى في رأسك جميع أنواع الشيب الأبيض والأزرق والأخضر.

سيدة زاكورية منذ أن صرخت أول صرخة، لم تغادر المدينة إلى أن إنتقلت إلى رحمة الله بسبب الإهمال، ففي حياتها ترددت على المراكز الصحية وجميع المصحات الخاصة بالمدينة، فكل من طرقت بابه يخبرها بما قرأه فنجانه بعد أن يحتسي قهوته في الصباح أو المساء، منهم من قال لها أيتها العجوز إنه الزكام تكفيك هذه الأقراص المعروفة (أسبروا)، تذهب لبيتها وتكتم معاناتها، و تأخذ المسكّن حتى يستيقظ الألم من جديد، ثم تطرق باب أكبر مستشفى بالمدينة، ثم يفتح الطبيب الكاهن فينظر في فنجان قهوته، ويقول لها: الفحص اليوم ليس بالمجان، فمشكلتك مع الكوليسترول عليك بالبدنجال، و اجتنبي أثناء الطبخ كثرة الدخان، فلقد أحدث لك في الرئة البركان، فكتب لها وصفة فيها أقراص (دوليپران)، أمام هذه الحالة الصحية عجز الطب في زاكورة عن كشف نوع هذا المرض، فكل من طرقت بابه (حلبها حلباً)، حتى بعثوا لمستشفيات المدن المغرب النافع، بصورة لصدرها، فصحت لهم الرؤيا، وقالوا: قرأنا في الفنجان أنك مصابة بمرض السرطان، فرجعت المسكينة حزينة إلى بيتها رفقة زوجها الكئيب، حتى انتقلت إلى رحمة الله.

فجل المواطنين يعيشون حياة صعبة، خاصة عندما تحل ببعضهم الأمراض المزمنة، فتخيل عندنا ينقل المريض في حالة خطيرة من مستشفى الدراق عبر طريق تيشكا كيف يكون حاله؟ هذه الطريق تعبرها في صحة جيدة و تصل وأنت سقيم، فماذا قدمت الدولة لسكان درعة؟ فتوسيع العقول أولى من توسيع الطرق، لهذا فمن باب الاهتمام بالمواطن الزاكوري في مجال الصحة:

– بناء مستشفى محلي يضم جميع المعدات المتطورة.
– إرسال أُطر طبية تضم دكاترة و ممرضين يتمتعون بروح المسؤولية، و يقدرون المواطن .
– تجهيز المستشفيات بسيارات الإسعاف في المستوى المطلوب .
– تقديم مساعدات اجتماعية لسكان المنطقة، (مثل بعض الأدوية المجانية)، بحكم ظروفهم الاجتماعية.

فمادام المسؤول عن القطاع لا يهتم ولا يتقن عمله، و المواطن لا يبالي بصحته وحقوقه، فكبر على درعة أربعا، فاللهم هيأ لسكان هذه البلدة الطيبة المباركة أمر رشدها أمين.h

تعليق 1
  1. ايداراوجامع يقول

    اشكالية الخدمات الصحية اولا لا تعالج المشكل الاجتماعي، فالاطباء عندهم وظيفة التشخيص و وصف الدواء والعلاج لا البعد الاجتماعي، ولكن بحكم ضعف التجهيزات الاساسية من اجهزة راديو وسكانير و أجهزة تحاليل مخبرية، وعدم قدرة اغلبية المواطنين الذين لا يملكون تغطية صحية على القيام بالتحاليل والاشعة الضرورية. تتحول مهنة الطب في هاته الظروف الى طب حرب، واطباء الحرب يعالجون بما يملكون من امكانيات ولا يمكن تطبيق طب الاوربيين والأمريكان في هاته الظروف ولا طب المدن ايضا. مثال : اي سعال حاد ممكن ان يحتاج اشعة راديو للتشخيص واي الام مفاصل تحتاج اشعة راجيو للتشخيص. لكن اغلب الامراض غير خبيثة وبالتالي اغلب الامراض ستكون اشعتها بدون معلومات اضافية اللهم عدم وجود مرض خبيث.
    من السهل جدا لوم الاطباء على معاناة الساكنة ولا تنسوا ان من تنادون بندرتهم هم الاطباء انفسهم. وبالتالي المرجو ان يكون هناك من التقدير والاحترام ولو بكلمة الا من رحم ربك. احد الاسباب التي جعلت مدينة زاكورة مدينة يخاف منها الاطباء هي السمعة التي تحمل الطبيب المسؤولية الكاملة عن الوضع الصحي في المنطفة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.