زاكورة :جروح الأمس واليوم

0 330

ما أجمل حب الوطن والانتساب إليه وأجمل بمن يضحي من أجله  لكن للأسف هذه المعادلة لا وجود لها في المغرب إطلاقا، فإذا كنت تحب الوطن فاعلم يقينا أنك ستسجن، ستعذب، ستحاصر، سينتقم منك شر انتقام…… ببساطة لأنك تحب الوطن فحب الوطن في بلدنا يعد جريمة .

إنه لمن المؤسف أن نسمع أنه في الوقت الذي يجب فيه متابعة المفسدين من المسؤولين، يتابع من أشار إليهم باليد، يتابع من فضح الفساد ويترك الفاسد يعتي في الأرض كما يشاء .ذاك هو ما ينطبق على مدينة زاكورة مدينة الصمود والكفاح والوطنية الصادقة ،التي قد لا تجد لها أثرا في ربوع الوطن. أرض مازال الإنسان فيها على سجيته حامدا وشاكرا لربه ،معتزا بوطنه وانتمائه له .لكن في المقابل ثمة جروح لا تندمل جروح عند الكبير والصغير فأينما وليت وجهك رأيت الألم في وجوه السكان فما أقبح أن تقهر في وطنك .

إن السؤال الذي يطرح نفسه هو ماذا يريد أبناء الخونة والانتهازيون والوصوليون أن يفعلوا بهذا الوطن وأهله وبخاصة منطقة زاكورة؟

قد نختلف في الإجابة عن هذا السؤال، لكن من المؤكد أن الخائن يبقى خائنا لأنه رضع الخيانة بدل الحليب أيام الاستعمار، نحن لا نعرف الكثير عن تاريخنا لأنهم رفضوا أن يدرسونا التاريخ الحقيقي فدرسونا بدله تاريخ كله كذب يمجد الخونة وينسى من صنعوا مجد الوطن.

فلم نجد كتب التاريخ قد ذكرت على سبيل التمثيل أن من أهل زاكورة من مات فرحا باستقلال الوطن، لم نجد في كتب التاريخ أن أهل ورزازات ومن بينهم أهل زاكورة هم أول من اجتاز الحدود الوهمية في المسيرة الخضراء ، ولكم السؤال لماذا تم اختيار أهل هذه المنطقة بالذات للقيام بهذا العمل البطولي؟  نحن فخورون بذلك، لكن نجد الجواب في كيفية التعامل اليوم مع المقاومين وأبنائهم فقد تنكر لهم الجميع ومنهم من يعاني في صمت حتى إذا رحل رحل في صمت.

إن جروح زاكورة كثيرة لكن أشدها هو التنكر لأهلها وما قدموه إخلاصا حتى إنه لا يمكنك أن تجد فئة لا تعاني  يعاني التلاميذ والطلبة والعاطلون والفلاحون والتجار و النساء والموظفون……يصعب أن تجد فردا واحدا وهو لا يحمل جرحا، فهذا أجر وثمن حب الوطن في المغرب، للأسف كلما ازداد حبك لوطنك فلتعلم أن الجروح ستزداد ولن تجد لها بلسما وكلما ازدادت خيانتك ستعيش عزيزا مكرما .

ما أحوج أهل زاكورة إلى ضمادات كبيرة تشفي جروحهم، لكن هذه الضمادات هم من عليهم أن يصنعها فلا يمكن أن تنتظر ممن جرحك لعقود وأصبح الجرح كبيرا أن يعطيك ضمادة ،ولا تنتظر ممن يسعد بمعاناتك أن يعطيك ضمادة .

فصعب أن يراك من كان سببا في جرحك وأنت تتماثل للشفاء ،وصعب عليه أن تذكره بالتاريخ وبالماضي ماضي الخيانة والعمالة .

محمد سالم الطاهري

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.