مندوب …لكن

1 388

 لم اجد المندوب عندما كنت ابحث عن معلومات عن التعاضدية . تكونها وفروعها وخدماتها…

لم اجد المندوب يوم اردت الانخراط في التعاضدية لتوجيهي واعطائي معلومات عن الوثائق اللازمة لتكوين الملف . وخصوصا وانها تتغير في كثير من المرات. فاعتمدت على نفسي وعلى استشارات بعض ممن سبقوني . واستطعت جمع الملف كما يطلبونه.

لم اجد المندوب بعدما جمعت الملف وهممت بطرحه .فاعتمدت على نفسي وعلى اصدقاء يقطنون بالمدينة التي يتمركز فيها المقر المركزي.

حتى عندما قيل لي ان فلان هو المندوب توجهت اليه متأبطا ملفي الذي كنت اتوقع ان اتخلص من ثقله هناك. لكنه احالني على مكتب اخر في مدينة اخرى …

هناك اثيرت بداخلي اسئلة عن دوره الذي يقوم به . كتمت اسئلتي لكي لا ثير نقاشا سيستنزف من وقتي الكثير .خصوصا وان امامي عملا اولى يجب ان انصرف اليه. وضل السؤال بدون اجابة ….

لماذا مندوب عن التعاضدية بدون حقيبة ؟؟

استبشرت خيرا بعد حلول موسم الحرث الجديد. وبعد ترشح اصدقاء اعرفهم عن قرب. ربما ستجبرهم رابطة الصداقة اكثر من الشعور بالمسؤولية على التواصل وقضاء الاغراض وتحقيق التقارب المكاني والمعلوماتي بيني وبين المؤسسة التي انخرطت فيها فقط لأنه قيل لي انها تعوضني عن مصاريف العلاجات …

حاولت اقناع نفسي بضرورة التصويت والمساهمة في اختيار ممثلي في هذه المؤسسة.

توجهت مكتب يتيم . وحيد في اقليم شاسع . حيث يصوت جميع منخرطي التعاضدية في مدة زمنية  اقصر من المساحة الجغرافية للاقليم – رغم غرابة المقارنة- واقل من العدد الهائل لمنخرطي الاقليم .فوجدت ان المكتب لا يحمل الا الاسم. قسم دراسي يشرف عليه مسؤولان ودفتر وحيد لجميع منخرطي الاقليم. يمر المصوتون واحدا تلو الاخر .كل واحد على الاقل يستلزم دقيقة  واحد كمعدل .بمعنى خلال مدة التصويت التي تبلغ تسع ساعات سيمر 540 مصوتا . هل هذا هو العدد الاجمالي للمنخرطين بالإقليم؟ العدد اكبر من ذلك بكثير حيث يصلما يقارب 2500 منخرط تقريبا .

وقفت امام المراقبين .ادليت ببطاقتي التي تطلب الامر لقراءة ارقامها الممحية ازيد من10 دقائق من البحث عن الاسم. – كنت موضر-  تسلمت ورق كتب عليها سبعة اسماء مرشحة ثم دخلت المعزل فوضعت العلامة امام من اراهم سيقدرون المسؤولية ويقومون بالواجب . تسلمت بطاقتي وخرجت .

عند الباب سمعت من احدهم ان عددا من الذين قدموا للإدلاء بأصواتهم لم يجدو اسماءهم ضمن الكناش المتضمن لأسماء المنخرطين . تباذرت الى ذهني تساؤلات عن مدى نزاهة هذه الانتخابات . هل يمكن ان يكون الامر متعمدا ام انه سهو. وكيف سيتمكن المعنيون  من القيام بواجبهم وضمان حقوقهم في ظل غياب اي ضمانة للنزاهة . باعتبار الامور السالفة الذكر.

المهم ندمت على التصويت. لأنني فهمت من بعد ان الامر مجرد صراع بين تيارين . تيار يسعى الى السيطرة وتيار يسعى الى قطع الطريق عنه.  ولا احد يستحضر او يبالي بمصالح المنخرطين. على الاقل يضعها  من ضمن اولى  اولوياته.

تعليق 1
  1. موظف يقول

    كلام في الصميم سيد احماد إلا أن ندمك لم أجد له مبررا …و التصويت هو الصواب لقطع الطريق أمام ظلامية النذالة و التي تستفيد من مقاطعة اي انتخابات فتجدها مستغلة نتائج أي استحقاق لمصالحها السياسة و الترويج لطهرانيتهم المزعومة …و منه فإن المستفيد الاكبر من أي مقاطعة لأي استحقاق هي القوي الرجعية الظلامية المتماهية مع القوي الرجعية المخزنية

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.