المجلس العلمي بزاكورة ينظم نشاطا اجتماعيا تحت شعار: و إذا مرضت فهو يشفين

0 488

صباح يوم 21 ماي 2016 لم يكن ككل صباحات السبت بالمستوصف الحضري زاوية المجدوب.كانت جماعة من النساء واقفات بباب المستوصف مبكرا. و كان المارة  ممن لم تثر انتباههم اللافتة المعلقة هناك  يستفهمون، و لا يجدون مجيبا.

        الساعة الثامنة و النصف صباحا،تقف سيارة مصلحة بباب المستوصف،و يترجل منها سائقها و بضع شابات.هو رئيس المجلس العلمي حضر و معه الطبيبات اللواتي استجلبهن من مراكش ليزكين ما علمهن الله، و ليتعودن على الاحسان إلى الناس، فلبين الدعوة فرحات بزيارة منطقة من المغرب العميق،وبخدمة نساء و أطفال لم يحلمن يوما بلقائهم،هن المولودات المتعلمات بالمدينة،الحالمات بالعمل في المدينة على غرار كل أطباء وطبيبات هذا البلد.

         السيد مندوب الصحة بالإقليم وضع رهن إشارة المجلس العلمي و فريقه الطبي المستوصف الحضري ما دامت العملية ستجري يوم السبت، و العديد من الأدوية التي طلبت الطبيبات توفيرها، و عددا من الممرضات بالإضافة إلى كبير الممرضين الذي أشرف و وجه و رتب و ساعد صحبة ممرض متطوع آخر.فدعوة الخير لا تعدم مجيبا في هذه البلاد.

        المستهدفات بهذا العمل الاجتماعي نساء من رائدات مراكز تحفيظ القرآن و الوعظ والإرشاد الديني بمركز زاكورة .وواعظات المجلس و مرشداته هن من تكلفن باختيار أحوج النساء إلى الفحص و الأدوية المجانيين.الباب مازالت موصدة، استنجد رئيس المجلس بالهاتف ليحضر على وجه السرعة من تولى فتح بوابة المستوصف. فدلفت النساء الحاضرات إلى ساحة المؤسسة و في يد كل منهن استدعاء ممهور بطابع المجلس لضمان التنظيم و الضبط.

وقد حضرت الواعظات  و المرشدات، و تولين تقسيم  المهام  بينهن: هذه مكلفة بفرز و تنظيم المدعوات،وهذه تتولى البحث عن الحالات التي تستوجب التقديم، و الأخرى لتتبع عمل ممرضات متطوعات لقياس الضغط و الحرارة، و تلك مكلفة بتنظيم الالتحاق بقاعات الفحص،والأخرى بتنظيم الولوج إلى قاعة تسليم الأدوية، وأخريات رهن الإشارة لتعويض هذه أو تلك. الكل مجند اليوم للتضحية خدمة لعباد الله و إمائه، لا ينتظرون من غير الله جزاء ولا شكورا.

          الممرضات حضرن متعددات متطوعات، وتولين القيام بما أشارت به الطبيبات. و كان أول عمل قمن به أن تم فرز الأدوية التي دعمت المندوبية بها الطاقم الطبي والأخرى التي جلبنها معهن من مراكش. ووزعن المهام بينهن: فتكلفت بعضهن بقياس الضغط، و الأخرى بالوزن، و ثالثة بتوزيع الأدوية طبقا لتوجيهات الطبيبات.و رابعة و خامسة ….ثم  انطلقت العملية.

هي ذي خلية نحل تتحرك،و قد عرف كل عنصر دوره.والطبيبات يجتهدن في إبراز مهارتهن في فهم علل زائراتهن، وقبلها لباقتهن ولطفهن في التعامل مع نسوة من العالم القروي الصحراوي. كان لهذا السلوك ابلغ الأثر في نفوس الفئة المستهدفة. و قد سمعت الواعظات من قالت منهن:معاملتهن وحدها كافية…الله يكافيكم….

تلج إحداهن قاعة الفحص لعرض ابنها على الطبيبة،و بعد الفحص و الاستفهام و التحسيس ، تدون الأدوية المقترحة، او تعبأ ورقة التوجيه لزيارة الطبيب الاختصاصي عند الاقتضاء.و لكن العملية لا تنتهي: فسرعان ما تعبر الأم عن رغبتها في الفحص هي أيضا، مستغلة ولوجها قاعة الفحص، معولة على ما راج بين أوليات المفحوصات من سعة صدور الطبيبات و لطفهن.و كن دوما يقابلن الرغبة بالابتسامة و الترحيب. و النتيجة أن العدد المرتقب زاد عن الحد، و تجاوز هامش الاحتياط المتخذ قبلا.

       لم تتوقف العملية منذ انطلقت صباحا،و ها إن أواخر حاملات الاستدعاءات ينصرفن راضيات شاكرات حوالي الثالثة بعد الزوال، و ما زال رهط من النساء  من غير المدعوات يلححن على أن يستفدن من الفحوصات و يترجين.الطبيبات أبدين أريحية لا محدودة في إخضاع من تبقى للفحص.و كذلك كان.و لم ينصرف الجمع إلى وجبة الغذاء التي أعدها المجلس العلمي بمقره لفائدة الطبيبات والممرضات و الواعظات إلا حوالي الرابعة بعد الزوال، بعد أن أتممن مهمتهن،و جمعن ما تبقى من الأدوية المستجلبة، وأوصين كبير الممرضين بتوزيعها مجانا على من يحتاجها حسب وصفات الأطباء في قادمات الأيام.و لم يفت الواعظات دعوة طبيبة محلية سبق أن قدمت درسا توعويا لفائدة النساء بأحد المساجد، لمشاركتهن وجبة الغذاء،و كان اللقاء بينها و بين الطبيبات الوافدات مثمرا،و فرصة للتعرف أكثر على البلدة وأهلها، و خريطة الأمراض المتفشية….

        اليوم عشنا حقيقة ما درسناه يوما: فعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :الخلق عيال الله، فأحبهم إلى الله أنفعهم لعياله.و قد رأينا و الحمد لله بعض العيال يخدمون البعض الأخر متطوعين و متطوعات. فجزى الله أهل الخير خيرا.وشكر الله لمن دعم و تتبع. وعسى أن تكون بذرة تؤتي أكلها مستقبلا بإذن ربها.

المجلس العلمي بزاكورة ينظم نشاطا اجتماعيا-1 المجلس العلمي بزاكورة ينظم نشاطا اجتماعيا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.