هل نسينا مآسينا؟

0 362

ماذا لو انقلبنا عما فينا من جهل وخضوع و أقمنا محاكمات لسارقينا هنا، و نزعنا عنا ثوب الذل والمهانة، وقلنا بصوت واحد، يا أيها الوالي تكفينا مآسينا، عوض أن نحلل ونتخندق في مواقف ليست من أولوياتنا، نصدر الأحكام و نحن، نحن أصم من الأصنام، نصف المتدين بالإرهابي والعلماني بالكافر، وفي دواخلنا يسكن فقيه يقودنا إلى المسجد يوم الجمعة و “زهواني” يسوقنا للحانات للشرب والرقص و تبادل القبل، متى نكف عن ملاحقة بعضنا البعض، و صفع بعضنا البعض، ونتفكر في ماضينا، عله يداوينا، مفبرك أم حقيقي، أوضاعنا، أحوالنا، تحتم علينا النظر في مشكلاتنا العويصة قبل كل شيء، نسينا أم تناسينا، أزبال روما، وإجهازات الحكومة على التقاعد والتوظيف، والبرلمان السينما، ورباعيات الدفع بصفقات مكلومة، أيها الشعب المطواع الذي أنتمي إليه، أيها المواطنون والمواطنات، الخبز والحليب، واللبن والرغيف، والسكن والتعليم والتطبيب من حقنا، وتركيا حققت الاكتفاء وبرزت كدولة عظمى، ونحن لا نقدر على النضال من أجل قطعة خبز وكوب حليب و تعليم جيد وها نحن وبقدرة قادر نحلل ونحرم، نعطي الشرعية ونلغيها، وكأننا نعيش في الرخاء والسراء. جميل أن نهتم بالسياسة الدولية لكن لدرجة أن ننسى ويلاتنا ومآسينا ولا نستطيع بكل هذا الزخم وهذه التغطية التي خصصناها لانقلاب تركيا، أن نعبر عن موقف موحد حيال ما نعيشه و نكسر جدار الصمت حتى نصنف كمواطنين حقيقيين يعبرون عن رأيهم بلا خوف ولا رعب، لا كعبيد يخافون من الكلام و حين تتفتح أفواهم، تتفتح كي تنام. أزبال إيطاليا تحتاج لإدانة، و التقاعد في حاجة لمن يصونه، وآلاف المعطلين لا بد أن يجدوا في وطنهم مكانة، و والفوسفاط والسمك والرمال والمعادن الثمينة، وكل خيرات البلاد ليست حكرا على لوبي الفساد ومن يحميه بجيبه أو بلسانه. من زاكورة مدينة الحرارة أكتب لكم هذه الأسطر، و أدعوا البرلمانيين والوزراء أن يبلغوا عنا هنا، وأن يأتوا ليحضروا مراسم الاعتقال حتى يتأكدوا أي سجن من السجون أرحم، على الأقل هناك سنجد ماء ودواء.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.