مات ماو تسي تونغ تسركات وحملنا جنازته

7 1٬270

بقلوب مفعمة بالاسى وعميق الحزن ودعنا الحاج سي محماد بوتدغارت يوم الثلاثاء 24/05/2016عن عمر يناهز 80 سنة، بعد حياة مليئة بالعمل والاجتهاد ونكران الذات لأ هله وللآخرين.

رجل اجتمعت فيه خصال تفرقت في غيره.

تواضعه الجم ، أناقته ، سمته، وكبرياءه الجميل ،اسداءه النصح العملي للجميع ،ثقافته الواسعة  التي تتمفصل فيها الثقافة العربية بالثقافة  الفرنسية .

مات ماو تسي تونغ تسركات وحملنا جنازته.

اذا كان ماوتسي تونغ هو ملهم الصين العظيمة بثورته الثقافية ،فالحاج سي محماد يشكل بحق كاريزما قريته تسركات ،لأنه كان  – رحمه اللهحريصا على ارغام شباب القرية  على متابعة دراستهم ،بل كان من عادته أن يجد شابا متسكعا في حواري القرية ،فيتوجه به الى المدرسة دون علم أهله فيقدم اليه الكتب والمحفظة ومايحتاجه من الاقلام  ،كما كان يقدم المساعدة للأسر المعوزة بشراء المستلزمات الدراسية لا بنائها. ومن أجل الوفاء ولو معنويا لرجل ،أكرم العلم والثقافة بشكل عام ،فكان اهلا للحفاوة والتكريم ،وانه من مكارم   الا خلاق الاعتراف بالجميل لأهله فمن لم يشكر الناس لم يشكر الله.

كان رحمه الله تعالى انسانا متواضعا  لأهله ولمعارفه منذ ان عرفناه الى ان لقي ربه راضيا مرضيا.

واذكر وانا في سن اليفاع ،حينما كنا تلاميذ بمجموعة مدارس تنزولين االمركزية التي يشرف عليها كمدير ،كيف نتسابق لتقبيل يديه الطاهرتين ،وكان يرد القبلة بأحسن منها :حلوى او قصة او كلمته الطيبة المعتادة الله يرضي عليك ،سنوات عديدة وانا التقي به سواء بتسركات أوبحي بزاكورة ماشيا في رياضة صباحية ،أو متأ بطا جريدة او مجلة من المجلات الخليجية ، كان لا يناديني باسمي او حتى باسم والدي رحمه ،بل يدعوني بصوت خافت )اهلا ولد السي المدني او حدى(

ويستطيع أي ملاحظ أن يراقب الفقيد في حواري تسركات وهو متوجها الى بيته اذا انصرف جميع الاطفال عن

العابهم ليحفوا حوله مقبلين يديه ،  محاولين حمل ما ثقل حمله فيداعب رحمه الله هذا ويمازح الاخر  ، وينصح الجميع بضرورة الدخول الى المنازل لحفظ الدروس.

مات ماو تسي تونغ تسركات وحملنا جنازته.

كان  الراحل رحمه الله مديرا صارما في عمله الاداري اذ قام بنقل المركزية من تنزولين الى تسركات ليكون قريبا من اهله وسكان قريته ،واذكر ونحن تلاميذ بالمدرسة كيف كان يوبخ المعلمين عن اي تأخر او غياب او تماطل في اداء الواجب ، وكان الجميع يهابه معلمين وتلاميذ .فما احوجنا اليوم الى امثال السي محماد والبوزيدي والبصري الذين وشموا المدرسة العمومية خلال سنوات الانضباط ،فكان الاستاذ استاذا والتلميذ تلميذا  والمدير مديرا  وكانت الكفاءة وكان الواجب.

سلام عليك سيدي يوم ولدت

ويوم مت

ويوم تبعث حيا

وانا لله وانا اليه راجعون.

 

محماد بوتدغارت

7 تعليقات
  1. عمر بلمين يقول

    رحم الله الفقيد و اسكنه فسيح جناته مع النبيئين و الصديقين و الشهداء و الصالحين, و انا لله و انا اليه راجعون

  2. بومنديل محمد يقول

    بالفعل رجل قل ما جاد الزمان بامثاله رحمه الله لم يسمع عنه حتى في سنوات الاستبداد انه اسغل منصبه او استعمل سلطته ابدا لمصلحته الخاصة تغمده لله برحمته الواسعة

  3. Abdellah Karch يقول

    رحم الله الفقيد و اسكنه فسيح جناته و ان لله و ان اليه راجعون

  4. Atif Boutadghart يقول

    شكرا جزيلا أستاذ عبد الكريم على كلماتك الطيبة و الطيبة من شيم أل الجعفري الطيبين .
    رحل الفقيد و خياله و صدى كلماته لازال يتردد بيننا . لا نملك الا الدعاء له بالرحمة و المغفرة .

    1. عبد الكريم الجعفري يقول

      تحياتي الخالصة اخي عاطف.السي محماد اب الجميع وفقدانه خسارة لي انا ايضا .لانه لعب دورا كبيرا في دراستي خاصة في مرحلة الطفولة .عزاءي مرة احرى الى اسرته الصغيرة.

  5. moh France يقول

    Alahoma irhamho waskonho janatika ya Rabi Amin

  6. عبد الرحيم حاجي يقول

    رحم الله الفقيد وأجزل له الأجر والثواب وأبدله دارا خيرا من داره وأهلا خيرا من أهله وإنا لله وإنا إليه راجعون. ماصدفته يوما في الطريق مذ كنت يافعا حتى أصبحت كهلا إلا توقف وسلم علي وسال عن أحوالي واحوال والدي فاللهم ارحمه ووسع مدخله آمين والحمد لله رب العالمين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.