استقلال بطعم الاستعمار

2 292

حلت ذكرى استقلال مغربنا الحبيب، لكنه في الحقيقة استقلال ما زال منقوصا. لطالما خدعونا أن بلدنا حصل على استقلاله ،وكم كنت أعتز بذلك وأنا في المرحلة الابتدائية أشد الاعتزاز ،وكم كنت أتمنى زيارة مدن مثل سبتة ومليلية حين كبري .وشاءت الأقدار أن أشد الرحال في تجاه سبتة لقد كان القلب يخفق وكأنه يريد أن يسبقني إليها، إلى بلد القاضي عياض الذي قيل في حقه لولا عياض لما عرف المغرب .لقد كان قلبي يزداد نبضا وأنا أقترب منها، وكم كانت فرحتي حينما رأيت أنه لم يعد يفصلني عنها سوى كيلومترات معدودة.
وما إن وصلت بابها: باب سبتة حتى نزلت مهرولا وبسرعة جنونية، حتى إن من يراني قد يظن بي سوءا ويدعو لي الشفاء من الجنون، وهو في الحقيقة جنون بحب الوطن جنون بهذا الوطن الذي حمل من أجله الشرفاء السلاح دفاعا عنه، في الوقت الذي خانه حفدة اليهود والعملاء من أبناء الوطن والذي في الحقيقة لا يستحقون الانتساب إليه. وصلت باب سبتة وأنا أهرول مسرعا أوقفتني الشرطة المغربية فسألوني :إلى أين؟ قلت: إلى وطني إلى سبتة بلد القاضي عياض. قالوا :وأين الجواز؟ وأين التأشيرة ؟قلت: أي جواز وأي تأشيرة تقصدون. قالوا :كي تدخل سبتة .سألت ومتى كان الإنسان يدلي بالجواز وبالتأشيرة في وطنه؟ قالوا :نعم توجد في المغرب. لم أستطع تحمل الصدمة بكيت بكاء شديدا اجتمع الناس حولي وبعضهم يقول: أجاركم الله ،بالصبر والسلوان .قلت: أنا لم أفقد قريبا ولكننا فقدنا جميعا جزءا من عزيز علينا، وعلى كل الشرفاء الا وهو الوطن، لأرجع بخفي حنين من باب سبتة دون أن يكتب لي زيارتها.
لقد نصحوني بطلب التأشيرة من القنصلية الاسبانية فرفضت إذ كيف يعقل أن تدخل مدينة مغربية بتأشيرة اسبانية ؟ لقد درسونا في التاريخ المدرسي أن المغرب نظم المسيرة الخضراء لاسترجاع الأقاليم الجنوبية لكن كيف يعقل هذا القول والمغرب يتفاوض رسميا بشأن هذه الأقاليم ؟
إن السؤال الوجيه هو من المسؤول عن هذا كله عن التفريط في أجزاء كبيرة من هذا الوطن من جزر وسبتة ومليلية؟ ومن المسؤول عن ايصال قضية الأقاليم الجنوبية لوضع التفاوض؟ إن الجواب عن مثل هذه الأسئلة أو البحث فيها على الأقل يقود إلى أن ثمة من لا يهمهم أمر الوطن. وكلنا أمل أن نعيش ذكرى الاستقلال يوما بطعم الاستقلال، لا أن نعيشها وما زالت ثغور محتلة وأقاليم متفاوض بشأنها .

محمد سالم الطاهري

2 تعليقات
  1. ابن زاكورة يقول

    بسم الله الرحمان الرحيم،والله يالسيد محمد سالم الطاهري،لو عشت في ايام الإستعمار لما تجرأت وكتبت ما كتبت،ولكن اقول ابحث على رجل في سن الخامسة والستين والذي عاش زمن الإستعمار لكي تعرف حقيقة المستعمر،انت منذ فتحت عينيك وجدتها ممهدة واستطعت ان تقرأ وتتعلم، وان تهنأ بحريتك،وتنعم بخيرات بلادك،اقول لك عاش وادي درعة قبل مجيء الإستعمار،فوضى (السيبة)الرابر يهجمون على القصور والدواوير ويقتلون ويسبون ويخرجون السكان الأصليون ويسولون على بلدانهم وخيراتهم،واصبحت القصور تحت رحمة البرابر،،اصبح كل دوار يدفع ضريبة سنوية لقبيلة من البرابر حتى يحضى بالدفاع عنه وعن املاكه،وشاهد الودي مايسمى بحرب جمس اخماس،يعني ان ايت عطا انقسمت الى خمسة اقسام وتناحرت فيما بينها،اشرفت قبيلة علة الهزيمة والإندثار في منطقة تاكونيت اكتاوا،فسلرعت للإتصال بالحكام الفرنسيين الذين كانوا قد وصلوا الى زاكورة واحكموا صيطرتهم عليها،ومهدوا لهم الطريق الىالذهاب الى منطقة تاكونيت اكتاوة والمحاميد على ان يجعلوا يدا في الحكم،وفعلا تم لهم ماأرادوا ،فاذاقوا السكان ويلات من السبة والهيمنة والإضطهاد،ابحث عن هذا فتعرف،اما الآن فنحن نحمد الله على نعمة الأمن والآمان والحرية والخيرات،كان في زمان الإستعمار اذا اردت السفر الى ورزازات،فلابد لك من رخصة حاكم المنطقة التي انت فيها،الكلام طويل لااستطيع اتمامه الآن،لكن ارجوك ان تبحث عن الناس الذين عاشوا تلك الفترة وستعرف الحقيقة؛

  2. ابن زاكورة يقول

    تتمةالرد على الاستقلال بطعم الاستعمار،اما قضية الثغور التي لازالت محتلة،فسبب بقائها في يد الإستعمار فهوالضعف من كل الجهات،استرجاعها بالقتال لاطاقة للمغرب بمحاربة الغرب،ونحن لازلنا نعيش مشكل استرجاع الأقاليم الجنوبية ،اسبانيا خرجت من الصحراء لأن التوابث اتبتت انتماء هذه الأقاليم الى المغرب قبل احتلالها من اسبانيا،فمن يحاربنا اليوم،؟الإخوان الذين ماتوا المغاربة دفاعا على وطنهم ومشاركتهم في تحرير وطنهم الا وهم الجزائريون ،الذي كان من المفروض الوقوف الى جانب المغرب لأجل استكمال وحدتهالترابية جنوبا وشمالا،ولكن النتيجة ظاهرة للعيان،صقني انني اكتب هذه الكلمات وقلبي يتمزق حسرة على الحالة التي نحن العرب عليه،وبني صهيون نازلين بطائراتهم وقنابلهم وصواريخهم لتقتيل اهل غزة وتدميرها ،والفلسطيون في الضفة الغربية وحكومة عباس وزبانيته ينعمون بنوم عميق تاركين الغزاويين في محنتهم،فماذا عساني ان اقول،لاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم؛

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.