الساعات الإضافية أصبحت موضة العصر في أسلاك التعليم ،وتجارة مربحة

1 600

عندما نتجول بين أحياء مدننا عامة ومدينة زاكورة خاصة نجدها تعج ليلا بتلاميذ من مختلف المستويات أمام أوكار في ملك بعض مدرسي “الدعم ” أوأمام بعض مؤسسات التعليم الخصوصي البعض في الداخل، و البعض الاخر في الخارج حتى أننا نتخيل نفسنا في سوق عكاظ ، و نوهم أنفسنا أننا الشعب الذي يدرس و يقرأ في الليل و النهار،و بالتالي فالتقدم الذي ننشده أصبح على مرمى حجر، و يا ليت الأمر كان كذلك، والجدير بالتذكير أننا لسنا ضد الساعات الخصوصية في حد ذاتها و لكن المرء لا يمكنه إلا استهجان اولئك الذين يكرهون تلاميذهم على ذلك او يتخذونها قناعا لبيع النقط ،اما التلاميذ الذين يذهبون إليها بمحض إرادتهم فهم أحرار لكن الشرط أن لا يخل المدرسون الخصوصيون بمبدأ تكافؤ الفرص للمحافظة على ” زبنائهم فمجموعة من التلاميذ يصرخون بحرقة دمهم و معاناتهم مع النواحي السلبية للدروس ألخصوصية هذه الدروس التي باتت تجارة رابحة للعديد من رجال التعليم، الذين وصل الأمر ببعضهم إلى استعمال سلطة النقطة كوسيلة لابتزاز اباء التلاميذ.. إذا أرادوا أن ينجح أبناؤهم..
وأصبحنا نتفاجأ من حين لاخر لردود افعال مجموعة من التلاميذ ، سببها أن الأستاذ فلان يقدم الدروس بإتقان خلال الساعات الخصوصية لصالح فئة معينة من التلاميذ، وأن هذه الفئة لها فكرة مسبقة على نوع الأسئلة المطروحة في الفرض(x). وما يفضح اللعبة هو أن التلاميذ المستفيدين كلهم من قسمه، يعني أن الأمر يتعلق بشراء النقط كما سبق الذكر وليس بكفاءة المدرس. خصوصا وأن هناك بعض الاباء الذين يدفعون لأبناءهم واجبات حصص الدعم عند الأستاذ الرسمي لضمان النقطة، ويدفعون في نفس الوقت لأستاذ اخر كفء لضمان المعرفة، وهنا نطرح السؤال: ماذا نقول عن الشريحة الضعيفة التي لا تستطيع أن تدفع ولو درهما واحدا؟ تعتبر الدروس الخصوصية قضية تربوية اجتماعية انتشرت بشكل واسع عند أغلب الأسر المغربية، وأصبحت دلالة على اهتمام الأسرة بالمسار الدراسي للأبناء، بغض النظر عن النتائج الحقيقية التي يجنيها التلميذ في أخر المطاف. وقد أصبح الكثير من أولياء الأمور والأمهات بصورة أكبر يرون أن التلميذ الذي لا يستفيد من دروس الدعم الليلية لا يتحسن مستواه الدراسي، وتطورت الفكرة بعد ذلك فلم يعد الأمر يقتصر على التلاميذ ذوي الصعوبات الدراسية، بل تعداه إلى التلاميذ النجباء الذين أصبح أولياؤهم لسبب أو لاخر يعتقدون أنهم بحاجة إلى هذه الدروس

خالد بلبعير

تعليق 1
  1. يا زمان الوصل............. يقول

    اننا اصبحنا ندور في حلقة مفرغة شكلها مادي محض فالكل اصبح يلهث وراء المادة الانسان تحول الى مادة زاحفة والتعليم دخل هذه الدائرة الخبيثة التي تحط من كرامة المدرس الذي كنا نقوم له وفيه التبجيلا اصبحنا نرى فيه الابتزاز فمن قبل كنا نسمع الحكمة القائلة =لولا ابناء الفقراء لضاع العلم = والآن انعكست الآية فابن الفقير ليس لذيه مال يقدمه للاستاذ لكي لايضيع هو قبل العلم ، ان وجود التلاميذ في الليل (الليل البارد احيانا) هو يعبر عن قلة حياء الجهات المسؤولة لان الليل هو راحة لهذا التلميذ من اتعاب الدراسة اليومية انها جرائم ترتكب في حق فلدات اكبادنا (رجال المستقبل)كيف يتزن رجل المستقبل وهو لايرتاح ليل نهار بعدما حوله جشعنا الى بضاعة قابلة للصرف ، في الحقيقة ان وزير التعليم لم يكمل الرسالة عندما سمح لهؤلاء الخفافيش بالعيش في الظلامواكتفى بمحارتهم في النهار فقط اما الليل هو نشاطهم الرئيسي نتمنى ان يلتفت الوزير الى هذا سوء اخلاق الذي يجري في الليل وموضوعه فلدات الاكباد صبية في حاجة الى العناية ليلا وليس التكسب بواسطتهم دريهمات معدودات لاتسمن ولا تغني من جوع رجل التعليم في زماننا هذا ، ولكم السيد الوزير واسع النظر والسلام .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.