أعرض عن عصيد

6 458
عادل متقي.jpgلا ريب أن النوم جافى عيون عصيد بعد أن جرَ على نفسه وابلا جارفا من الانتقادات اللاذعة التي لا قبل له بها لقاء تهجمه على دين السواد الأعظم من المغاربة، أحياء و أموات، عندما قال بالحرف في محاضرته الموثقة صوتا و صورة:  “عندما تدرس للتلميذ في الجدع المشترك في المقرر رسالة ديال النبي محمد لي هي رسالة تهديدية أسلم تسلم ثم تأتي فيما بعد لتتحدث عن حوار الاديان و عن الحريات و عن كذا هذا شيء متناقض الرسالة التي تدرس لتلامذتنا و هم في سن الثالثة عشرة هي في الحقيقة رسالة ارهابية لانها ترتبط بسياق كان الدين فيه ينشر يالسيف و بالعنف اليوم المعتقد اختيارشخصي حر للافراد لا يمكن ان تدرس للتلميذ رسالة تقول اما ان تسلم و اما انك ستموت”.
تصريح صريح لا يحتاج إلى كثير عناء لاستيضاح مقصد عصيد و استنباط سوء نيته في التهجم على الدين و الملة و كأننا به يقول أن تدريس هذا الدين خطأ ما بعده خطأ و مس بحقوق الأفراد و الجماعات طالما أنه أجهز على إمبراطورية الكاهنة و أدخل القرآن و الإسلام إلى بلاد تامزغا.
لا أنكر مقدار الفرحة العظيمة التي انتابتني، لا لكون عصيد شنَف مسامعه بما استحق أن يسمع و أدرك قيمته عند عموم المغاربة، و لكن لقاء ما سمعت و رأيت من الحب الجارف الذي يكنه مغاربة هذا البلد العزيز، عربا و أمازيغ، للرحمة المهداة عليه الصلاة و السلام.
أمام الكم الهائل من الردود، لجأ عصيد، بعد أن اهتزت الأرض  به و ربت و داخ سابع دوخة، إلى سياسة الهروب إلى الأمام و اللف و الدوران.
بداية و تحت وقع الصدمة التي هدت كيانه و جلجلت فكره، أرشده فكره المتخبط المترنح إلى تحويل رحى المواجهة نحو بنكيران و تحوير كلامه بعد أن اقتصر تصريح الأخير على ما يلي: “رسول الله صلى الله عليه و سلم خط أحمر لن أسمح بالتطاول عليه”، و الأدهى من ذلك أنه اشترط تمكينه من منابر بعض المساجد للرد على بعض وعاظها الذين هاجموا فكره تلميحا أو لفظا بعد أن تهيأ له أنه سيتم استقباله بماء ورد و الهدية المغربية.
مول الفز يقفز، عبارة تنطبق على عصيد، بعد أن أسقط عن نفسه القناع و أكد بما لا يدع مجالا للشك سوء سريرته و صفاقة نيته في النيل من خاتم النبيين و سيدهم محمد عليه الصلاة و السلام.
انتبه عصيد، بعد أن غابت عنه الكياسة و عازته الفطنة، إلى فداحة الورطة التي وضع نفسه فيها بعد كشف عن حقده الدفين إزاء عظمة الدين، فهداه فكره العليل و نصح الأقربين إلى الإنكار و اختلاق الأعذار بعد أن نسى أن تصريحاته كانت محل تسجيل يشاهدها الناس ليل نهار.
تخبط عصيد جرً عليه الويلات و أظهرت بالملموس المحسوس أن الرجل يهذي و يتكلم في كل الموضوعات ربما بإيعاز من بعض من أولئك الذين “عزيز عليهم يدفعوا الكروصة عند الحافات”.

أتمنى أن يعود عصيد إلى جادة صوابه و يدرك أن فكره محض تطاول شوفيني على الملة و أن خطابه خطاب هجين يزرع الفتنة و يحصد العاصفة.

6 تعليقات
  1. didi-malal يقول

    عصيد ليس الا حثالةتبحث عن منصب محترم يقربه من مصالحه الذاتية و فكر ثم دبر وقتل كيف دبر ,,,,وفي الاخير تجرا على من بكت اغصان الاشجار لفقدانه وسجد كل شيئ راه تقديرا لمكانته صلى الله عليه و سلم ,,,فما بال عصيد وما بال حقده الدفين,,,في الحقيقة كلما رايت مقالا لعصيد لن تجده يتحدث سوى عن القدح في الاسلام واهله الاخيار,,,وهذا لا يزيد الا تشويها لسمعة عصيد و الذي يوما بعد يوم ينبؤ بان نهايته ستكون جد جد كارثية ان لم يتب الى خالقه,,,لن نعامل من عصى الله فينا بسوى ان نطيع الله فيه ,,,اللهم رد به الى دينك ردا جميلا انك ولي ذلك و القادر عليه,

  2. moha يقول

    نعم الإرهاب العالمى الآن ذو صبغة وتوجه إسلامي ولكن هناك تعسف فى التعاطى مع هذا المشهد من حيث التحليل وسبر أغواره الداخلية .. نرى القاتل ذو أصول إسلامية ويحمل أيدلوجية إرهابية يستمد مكوناتها من تراثه الإسلامى لنحظى على مشهد إرهابى بإمتياز لا يحتاج لمجهود لمعرفة هويته ولكن هناك خطأ فى هذه المعادلة فهى تفتقد لأرضية الصراع الطبقى والمصالح الحيوية , فالمشروع الإسلامى ليس مشروعا حضاريا سياسياً إقتصادياً مناهضاً للمصالح الغربية ليكون هناك ما يستدعى التناطح والصراع , بل لا وجود لمشروع من الأساس حتى يدفع للتحدى والتصادم فكل مانحظى عليه مجموعة من العبارات المتشنجة ليست بذات معنى ولاجدوى سوى رغبة بعض الحمقى المغيبين فى مناطحة طواحين الهواء.. أى ببساطة شديدة نحن أمام ظاهرة صوتية لا تخلو من التشنج فلا يوجد صراع حضارى سياسى إقتصادى بين الإسلام والعالم حتى نعتبر الإرهاب الإسلامى إرهاصات مشروع يلح على الصعود طالباً تحقيق مصالحه تحت الشمس .

    الإرهاب الإسلامى ليس حتمياً بالضرورة بالرغم أن النص القرآنى متواجد على الدوام يحمل بين طياته الكثير من الآيات الداعية للقتال والغزو والإرهاب فليس معنى ورودها بكثافة أن يبقى حياً وفاعلاً فحرى بنصوص الكتاب المقدس المثقلة بالنصوص الإرهابية أن تتواجد وتطل برأسها ليكون الإرهاب الدينى فى النهاية هو إرهاب ورغبات سياسية تتظلل بالمقدس .
    يكفى أن نقول أيضا أن هناك الملايين من المسلمين يستنكرون الأعمال الإرهابية والإسلام المتشدد , كما أن الإرهاب الإسلامى لم يكن متواجدا منذ 40 سنه فقط , فهل لم يكن هناك مسلمون قبلها أم هى عودة الوعى للمسلمين أم هى حالة إحباط وتخبط لمجتمعات إفتقدت بوصلتها أثر تحطم مشاريع قومية مع غياب مشروع حضارى ثقافى يستوعب المسلمين ليجدوا سبيلهم فى التشرنق داخل التراث وإستحضار مشروع النبى والصحابة والزمن الجميل … لا يكون الإسلام السياسى فى تمظهراته الإرهابية إلا تعبير عن حالة مجتمعات متخبطة مفلسة تترنح باحثة عن طوق نجاة وهمى لتعضدها الرأسمالية الريعية الطفيلية وتصعد من الخطاب الإسلامى كحلم خلاص ولتقدم فى الطريق لذة وتعويض نفسى لشرائح من الشباب المحبط فى أن ينفس عن غضبه وعنفه من خلال مشروع جهادى يجد ذاته فى داخله خالقاً قضية ذات معنى تعطى إحساس بوجوده وقيمته فى عالم سحقه وهمشه .

    نقرأ لبعض المثقفين تحذيرات للغرب من خطورة التهاون مع الإسلاميين فى بلادهم ونقد للسياسات الغربية التى تفتح قنوات إتصال مع الجماعات الأصولية فى بلدان الشرق الأوسط والأقصى لتصل حدة النقد إلى وصف ساسة الغرب بالمتخاذلين والأغبياء كونهم لا يدركون شراسة الأفاعى الإسلامية بل تصل قمة تطرفهم فى إستقباح السماح بتواجد جاليات إسلامية .
    من الحماقة الفكرية تصور أن الإسلام الجهادى يشكل أى درجة من درجات القلق على الغرب وحضارته ومدنيته فلا يوجد أى سبب يدعو للظن بإحتمالية ورود أى درجة من الصدام والإستنزاف وهذا يرجع لأسباب عديدة يكفى أى واحد منها لتبديد وهم المواجهة والإستنزاف فلا يوجد أى درجة من درجات الندية بين الغرب المتقدم بحضارته واقتصاده ومنظومته وسلاحه وهؤلاء القابعين فى كهوف جبال تورابورا مسلحين ببعض بنادق الكلاشينكوف بلا مشروع حضارى , يضاف إلى ذلك عدم وجود تناقض مشاريع وتناطح مصالح إستراتيجية كما ذكرنا بل هناك من ينفرد ويتفرد و يدير العالم وفقا لمصالحه قابضاً على كل الخيوط بيديه وآخر يتحرك فى إطار صيحات غضب وكراهية تنفس عن فشله وإحباطه وإحساسه أنه فى النزع الأخير … فلن تجد للمشروع الإسلامى أى معنى أو خطة أو ايدلوجية تعبر عن مصالح قوية تفرض نفسها لتتصارع مع الغرب كما كان المشروع الإشتراكى فى نهضته بل على العكس سنجد الفكر الإقتصادى للإسلام السياسى يُصنف فى إطار الرأسمالية الإقطاعية الريعية وهذه الرأسمالية الوضيعة تابعة لا تعيش ولا تقتات إلا فى حضن الرأسمالية العالمية التى تمنحها المدد الريعى .

    لا يظن أحد أن الغرب مخدوع وغافل يعيش حالة من التيه عن إدراك أبعاد الإسلام الجهادى , فالغرب يحتضن الإسلام السياسى والجهادى ويمنحه الحضور ويفتح له المجال للفعل و من الخطأ تصور أنه إبتدأ أخيرا يتوجس من الإرهابيين لتنتابه حالة هلع من نعيق خطاباتهم الجهادية الخشبية التى تعلن عن الكراهية والعنصرية , كما من الخطأ أيضاً تصور أن مفاهيم التحضر والحريات وحقوق الإنسان هى التى تشل يد الغرب عن نزع جذور الإرهاب وحصار المد الإسلامى الجهادى فكل الأمور تتم فى الحضانة الغربية لتربية الأفاعى فلتدعها تعيش وسنستفيد منها حتماً.

    نتصور ان الغرب لا يعى أبعاد تصعيده لتيارات الإسلام السياسى فى بلاد المنشأ أو إحتضانه لجاليات وشخوص إسلامية على أراضيه كأن هذا خطأ وخطيئة سياسية نتيجة غفلة وغباء ساسة الغرب بينما العكس هو الصحيح فهناك أفضل توظيف وإستثمار للإسلام السياسى بل نقول أنه ساهم فى ظهورها إلى الحياة وتقديم الدعم لها منذ بدايات القرن العشرين لتفى غرضها فى محاصرة اليسار والأفكار الإشتراكية والنزعات التحررية كما إستخدمها لاحقاً فى إجهاد الإتحاد السوفياتى فلا يكون رعايتهم لتيارات الإسلام السياسى أو إستضافتهم ومنحهم حق اللجوء السياسى كون هذا من نسق مبادئ الغرب وإحترامه لحقوق الإنسان فى الحرية والكرامة والأمان والحماية من الإضطهاد والملاحقة فهذه الأمور مظاهر زائفة تخفى البرجماتية الغربية ,, فالغرب المتقدم ليس من الهطل أن يغفو عما تحمله رؤوس الإسلاميين من أفكار متعصبة عنصرية وأطنان من تصريحات العداء للغرب الصليبى الكافر يرافقها أيدلوجية تدعو للجهاد ضد الصليبين فهو يدرك ذلك ويثق انه سيعرف كيف يستثمر هذا النعيق والطحن بلا طحين فى المكان المناسب .!
    الغرب يدرك كل الأفاعى فهو من أسس وساهم لنشأة معظم التنظيمات الجهادية وتشهد على ذلك ملفات مخابراته والمباركات والصفقات التى تمت فى سفاراته لذا عندما يحتضنها فبغية توظيفها واضعاً حدود الملعب الذى ستلعب فيه بل إنه يضع فى حساباته إحتمالية خروجها عن قواعد اللعبة فى المستقبل كشئ متوقع من لدغ الحيات ولكن ليست كل السموم قاتلة بل منها يمكن انتاج ترياق مفيد , فخطط إستثمار لدغاتهم متواجدة– نقول أنه إستثمر وجود الإسلاميين واستخدمهم كعملاء ليسوا بالضرورة فى حالة وعى بعمالتهم لتنفيذ سياسات وإرهاب من يخرج عن الطوق وفى حالة جنوحهم ولدغاتهم فلنرفع راية النضال ضد هذا العدو الأخضر امام شعوبنا ونروج لفكرة صراع الحضارات .

    لن نجد من يذكر لنا متى تناقض الغرب مع الاسلام السياسى فالعكس هو الصحيح فلن نجد كيان سياسى حظى على كل الدلال والحنو والغرام الغربى مثل تشكيلات الإسلام الأصولى فلننظر إلى المملكة السعودية ودول الخليج فهل سمعنا انتقادا واحدا غربيا أو حتى عتابا لتلك الممالك التى تعيش القبلية منذ سبعون عاما بلا حريات ولا ديمقراطية ولا برلمان بل انتهاكات صارخة للإنسان والمرأة بينما الغضب الغربى حاضر بقوة امام انتهاك حقوق الإنسان للدول المارقة خارج الطوق الغربى .
    من يدقق فى سياسات الغرب سيجد أننا امام قوادة ترفع شعارات الشرف , فما معنى أنه يناهض الإرهاب ويسمح بتواجد قيادات الإرهاب والميديا الإعلامية والفقهية لهم على أراضيه .. ماذا يعنى تجفيف منابع الإرهاب وهو يغض الطرف عن مصادر التمويل والدعم القادمة من بنوك الخليج والمدرك حساباتها لديه فحرى به إذا كان يقاوم ويحاصر الإرهاب ان يقطع عنهم الإمدادات على الأقل .

    هناك نقطة جديرة بالإهتمام والإعتناء فى ظل دراسة العلاقة بين الإسلام السياسى والغرب ألا وهى إدراك أنه لا توجد قوى مهما بلغت من القوة والجبروت والهيمنة قادرة أن تنزع ثقافة شعب وتغيرها قهراً بمعنى أن الغرب لم يدفع المسلمون دفعا ً لتبنى تراثهم أو الإنصراف عنه بل من خلال هذا التراث يبنى سياسته لإستثمار هذا المزاج الإسلامى فى تحقيق مصالحه وليكون الإسلام السياسى هو القادر على تحقيق رؤيته .
    كفاءة الغرب أنه يدرس مجتمعاتنا دراسة جيدة , وتنبؤ ” الفوضى الخلاقة ” التى ستأتى بما يسمى الربيع العربى إثبات على مدى دراسته العميقة لمجتمعاتنا .. انه يرصد ويتابع ليتلمس كل ثنايا مجتمعاتنا وإفرازاتها ليدعم الإفرازات التى تناسب مصالحه ويدعمها ويعضدها ويضعها فى أجندته كورقة بديلة .. الغرب يكتشف أسباب تخلفنا ويتعاطى مع الثقافة القادرة على إنتاج المزيد من التخلف فلم تعد السياسات تعتمد على عملاء مدفوعى الأجر بل على دراسة إجتماعية سيوسولوجية نفسية للشعوب لدفع هذه الثقافة أن تنجز فعلها .. إنهم ببساطة يوظفون عمالة غبية غير مدفوعة الأجر تنجز ما يشتهى إنجازه بكل إخلاص وحماس .

    دعونا نخوض فى الرؤية الإستراتيجية للغرب نحو تصعيد الثقافة والحضور الإسلامى ومن خلال السياق سنجد أن كل الإرهاصات التى تبدو فى المشهد العالمى بالنفور من الإسلام الإرهابى وخطابه العدائى إدعاء مزيف أمام شعوبه وهومتوقع ومُدرك ومَحسوب أبعاده وإمكانية إستثماره فهم لا يتركون شيئا دون أن يستفيدوا منه .
    الغرب دعم ظهور الإسلام السياسى منذ بدايات القرن العشرين لوقف المد اليسارى وإنتشار الفكر الإشتراكى لذا حافظ على كل الانظمة التقليدية وفى مقدمتها آل سعود وليدعم الأحزاب والتيارات الراديكالية الإسلامية كالوهابية والاخوان المسلمين لتكون حائط صد لإنتشار الأفكار اليسارية ولم يتوانى تلامذة الغرب من الحكام العرب كالسادات فى إستنساخ هذه الرؤية وإستثمارها … إذن نشأة فكرة تصعيد الإسلام فى المجتمعات العربية حتى تكون بمثابة مخلب قط أمام ظهور الأفكار اليسارية والإشتراكية جاء بعد ادراك الرأسمالية مدى قوة وسحر الفكر الإشتراكى وصعوده وتغلغله فى بلدان العالم كفكر تحررى داعى للحرية والعدالة والمساواة وليزداد توهجه مع نجاحات وتصاعد الإتحاد السوفيتى لذا فلنضع اكثر الأفكار الصلدة أمامه لوقف زحفه وتمدده ليحاصره .. يظهر الدعم الغربى لتشكيلات الإسلام السياسى بل أكثرها تشددا فى حرب افغانستان حيث التنسيق التام والدعم السخى لإجهاد الإتحاد السوفيتى وتوريطه فى مستنفع لا يخرج منه إلا مجهداً ولترتفع الرايات الإسلامية فلا بأس فى سبيل محاصرة الشيوعية والنيل منها فهى العدو الحقيقى الجدير بالإعتناء والتضحية .

    الغرب خطط لحضور الثقافة الإسلامية على يد الأحزاب الإسلامية لتمييع الصراع الطبقى وتعطيل حراك المجتمعات وفقد بوصلة صراعها فتتلهى الجماهير فى وهم قضية الإسلام المُنتهك والمُضطهد لتكون قضيتها ومعركتها الذهنية فلا راية تعلو فوق راية نصرة الإسلام فى ظل غياب تام للوعى والقضايا الحيوية.

    الغرب يدرك جيداً أن حضور الثقافة الإسلامية وتصعيدها كفيل بتقويض تلك المجتمعات ودفنها فى مستنقع التخلف فهى لا تمتلك أى أدوات للنهضة بل على العكس ستهرول بالمجتمعات نحو المزيد من التخلف كونها تستمد حلول عصور قديمة لتعالج بها عصرها وبما أنهم مفلسين ومتصادمين مع عجلة التاريخ فسيكونون تابعين للأقوياء على الدوام لذا لن يكون هناك أى مشكلة من هذا البائس الذى يجلس سانداً ظهره على حائط يفرك أصابع قدمه ويلعن الغرب طيلة اليوم ففى النهاية سيزحف على بطنه طالبا الحماية والطعام والسيارة .

    بالرغم أن فكرة الصراع الطبقى رؤية ماركسية إلا أن الغرب الرأسمالى يدركها جيداً كفكرة علمية لتكون سياساته هو تشويش وتشويه وتمييع هذا الصراع لذا لا يتوانى أن يلهى جماهيره عن هذه القضية بخلق مشروع عدائى يبث فيه كل التوجس والقلق فهاهو الدب الروسى والطوفان الأحمر والروس القادمون لتتوحد الجماهير أمام هذا الخطر الداهم .. بعد سقوط الإتحاد السوفياتى كان لابد من صعود عدو جديد يكون هو الخطر القادم فليكن هذا العدو الأخضر الذى يريد القضاء على حضارة الغرب ومنجزاته ومن هنا تتشرنق الجماهير وتتلهى بهذا العدو الذى يريد النيل منها فهم أشرار بل أكثر عداواة وشراسة من الروس بعملياتهم الجهادية التى يمارسونها بهمجية تتارية ولتأتى كتابات تحذر من الخطر الأخضر فى سياق إستراتيجية الغرب وأجندته فى خلق العدو وفتح ميدان لضرب النار ولا مانع من تصعيد فلسفة صراع الحضارات لتخدم هذا الإطار ولتستمر ميزانيات ومافيا السلاح كماهى .
    لا تعرف من أبدع هذه الفكرة .. هل الإسلاميون الذين يجيشون الشباب لمواجهة الغرب الصليبى ويضللون الجماهير عن قضاياهم بتلك المعارك الدونكشوتية أم الغرب الذى يجيش شعوبه ضد العدو الأخضر .. أعتقد أنها نظرية قديمة اتبعتها كل الأنظمة فى إلهاء الشعوب عن قضاياها الرئيسية بخلق عدو وجعله فى مرمى ضرب النار .

    بعد هذا العرض للإسلام الإرهابى أو الجهادى وظروف وجوده والمنشطات التى تدفع لكى يطفو على السطح وهذا الغرام الغربى لتلك التنظيمات الذى يمنحها الوجود من خلال حبل سرى يمدها بالحياة بالرغم أنها تتنكر منه فهل لنا أن نطرح سؤالا ما العمل ؟
    نحن أمام فعل وظاهرة إرهابية تنال من الأبرياء تجد دعماً من شيوخ أصوليين تكون خطاباتهم وفتاويهم داعية ومحفزة لممارسة الإرهاب لينزلق شباب فاقد البوصلة والوعى لا يمتلك إلا إحباطاته وأزماته النفسية الراغبة فى تنفيس طاقات عنف تلهمها ثقافة عنيفة تجد تصعيداً من مشايخ التطرف فلا تقل لى أن هذا الفعل العنيف غيرة على الإسلام ولا هى رغبات فى إعتلاء الحوريات الفاتنات بل البحث عن تحقيق رغبات عنيفة لبشر مأزوم .
    إذن نحن أمام حالات مجتمعات مشوهة نفسياً وعالم غربى يستثمر هذه الحالة ويريد حضورها لتحقيق مصالح وغايات ولكن لدينا أبرياء يذبحون على مذبح الإرهاب فما الحل ؟ أليس من حقنا أن نطارد أصحاب الخطابات الإرهابية ونعتقلهم فهم يحثون على ممارسة الجريمة على الأقل ..أليس من حقنا أن نسحق رؤوس هذا الفكر الإرهابى العنصرى أم اننا هكذا لا نعالج القضية من جذورها بقطف الأوراق وترك الجذور فطالما التربة صالحة لإفراز الإرهاب مع رعاية غربية وقوى رجعية فستنتج أوراق يانعة دوما .

    ولكن أى منطق هذا يقول إمهلونا نتعاطى مع الجذور لنحاول إقتلاعها فهل ننتظر لنجد الفروع تبتر رؤوس البشر أليس من الواجب ان نبتر الفروع والأوراق الشريرة أولا ثم نعتنى بنزع الجذور التى ستستغرق زمناً .. الا يتعاطى المجتمع الإنسانى مع القانون لمكافحة الجريمة فلا ينتظر معالجة أسباب الجريمة وتبديدها .
    الشيوخ الذين يروجون للجهاد داعين شباب غض جاهل للإندفاع نحو قتل المدنيين والأبرياء لابد ان يحاصروا ويحاكموا .. ومن يدعو للغزو والقتل والسبى وسحق الجماجم لابد أن يحاكم أو يوضع فى مصحة عقلية .. من الخطأ ترك منابع فكر الإرهاب ممثلة فى شيوخ ودعاة وأيدلوجيات تبذر وتحرث الأرض لننتفض بعد ذلك على ثمار البذور .

  3. moha moha يقول

    هذا المقال يعرض أفكار شديدة العمق والتعقيد تفضح أفكارنا وأوهامنا الهشة ومفاهيمنا المغلوطة عن الحياة والوجود من خلال طرح هذه الأفكار بشكل فنتازي لتسقط على أفكار هى فنتازية فى لحُميتها وجوهرها لتبددها .. هو أسلوب جديد فى خربشة العقل على جدران الخرافة والوهم بعيدا عن المعالجات المنطقية الصارمة لتتناول أوهامنا الفنتازية التى وجدت حضوراً ورسوخاً فى وعينا متوهمين أنها إستقلت عن سياق الفنتازيا لتجد لها وجود فى الواقع بينما هى فنتازية لحماً ودماً .

  4. moha moha يقول

    لتوضوح الأمور: إن الإسلام رسالة للناس كافة،ولأي جزاء عبادة الله أو جزاء ترك العبادة،ذلك أمر بين الإنسان والله؛ وإن المعادين والمتهجمين على الأمازيغية ينطلقون من فهمهم ومنطقهم الفكري مستندين للإسلام وهو مرجعية بريئة من العداء كما تؤكد صوره والقصص المذكورة فيه؛هؤلاء المتهجمين ينهجون أسلوب سياسي خبيث في سعيهم إقبار وإجهاض حقوق بشرية وهم في فشل ذريع ،والأمثلة عديدة: الشيخ بنكيران: يصف الأمازيغية بالشنوية لأنها ليست بعربية ،،وآعتذر لاحقا،…،الشيخ ياسين: الصلاة أولا ثم نحاوركم يا معشر الأمازيغ،واضعا بذلك الصلاة من شروط الحوار،ونعلم أن ذلك ليس من الإسلام……..،السلفيين جعلوا الأمازيغية إلحاد وكفر….،وليس ذلك من الإسلام…..
    هذا ما نعارضه :أن يُستغل الإسلام في تمرير خطابات سياسية هتليرية وأن يكون لله شركاء في حكم وعقاب البشر،وهو لم يكن له كفؤا أحدا حسب القرآن كما نفهم

  5. امازيغي قح يقول

    الشيخ ياسين أمازيغي من تالوين، للتصحيح الامازيغ اشد تدينا و إيمانا، الامازيغية لغة اسلامية و اهلها مسلمين و لن نسمح لكل من هب و دب المتاجرة بهويتنا

  6. moha moha يقول

    إلى كل من ينكر أن الإسلام الذي حمله العرب انتشر بحد السيف في شمال أفريقيا،
    إلى كل من ينكر ترفع العرب واستصغارهم لأمازيغ شمال أفريقيا،
    إلى كل من ينكر أن الإسلام لم يتم توضيفه في استيلاب وتعرب الأمازيغ،
    إلى كل هاؤلاء أقول إليكم النص التالي من كتاب: الدولة الأغلبية 800 – 909 التاريخ السياسي ص. ص. 23، 24. لصاحبه الأستاذ الدكتور محمد الطالبين تعريب الدكتور المنجي الصيادي.
    نشر دار الغرب الإسلامي.
    سيقولون هي أحاديث موضوعة وسنرد عليهم بأن الحديث الحالي ليس تاما إذ بقول أبو هريرة: “وأعلم أحاديث لو قلتها لقطع رأسي”.
    .
    النص:
    “إن عقدة الترفُّع عند العرب، التي تضخمت عند عدد وافرٍ منهم بِقَدرٍ لا يستهان به من الاحتقار الموَجَّه لأولئك الذين لم يكونو من سُلالتهم، معروفة جداًّ. ومن المعلوم أيضا أن هذه العقدة أثارت الشعوبية في المشرق، كأنها عامل تحول. لا عجب إذن أن تتجه نفس هذه العقدة أيضا ضد المغاربة عامة والبربر منهم بالخصوص. وقد وصفهم حسّان بن النعمان في كتاب موجه لإلى الخليفة عبد الملك بن مروان، وطلك بعد انهزامه أمام الكاهنة والحق يقال: “ولإن أمم المغرب ليس لهم غاية، ولا يقف أحد منها على نهاية، كلّما بادت أمة، خلفتها أمم، وهي من الجهل والكثرة كسائمة النعم”. والأحاديث من جهتها، ثمرة القرن الثمن خاصة وهي مرايا تعكس لنا جيدا وبسذاجة مؤثرة الرغائب والمشاعر الجماعية للمجتمع الشرقي في ذلك العصر، وتسمح لنا بتكوين فكرة صحيحة عن الرأي السئد في الشرق تجاه البربر، طيلة القرن الذي ازدهرت فيه. وهاك حديثان لا شك أنهما يرجعان لهذه الفترة التي عاشت وصول دفعات ضخمة من العبيد البربر إلى مركز الخلافة، في النصف الأول من القرن الثامن:
    “روى أنس بن مالك قال: جئت رسول الله (ص) ومعي وصيف بربري، فقال: يا أنس، ما جمس هذا الغلام؟ فقلت: بربري يا رسول الله. فقال: يا أنس بعه ولو بدينار. فقلت له: ولم يا رسول الله؟ قال: إنهم أمة بعث الله إليهم نبيا فذبحوه وطبخوه وأكلوا لحمه. وبعثوا من المرق لإلى النساء فلم يحتسوه، فقال الله: لا اتخذت منكم نبيا ولا بعثت فيكم رسولا”
    “ويروى عن النبي أنه(ص) أنه قال: ما تحت أديم السماء ولا على الأرض خلق شرَّ من البربر، ولئن أتصدق بعلاقة سوطي في سبيل الله أحب إلي من أن أعتق ؤقبة بربري”
    إن النفس البربرية ذاتها كانت تخشى هذه الأحاديث القاسية الرائجة في شأنهم، فلم يتصوروا مهربا آخر غير إنكار نسبهم. فلم تهدأ نفس تقية بصورة خاصة كنفس بهلول بن رشيد إلا حين قال: “فسألت عن أصلي من يعلمه”، فأُخْبِرَ أنه لم يكن ينتسب لهذه السلالة الملعونة. فاحتفل بالأمر ودعا أصدقائه إلى وليمة كبيرة. إن هذه الشهرة السيئة لم ينج منها أبدا مجموع أهال إفريقية عامة ولو كانوا فرسا، وحتى عربا. فقد ناظر زفر بن الهذيل في الفقه، ابن فروخ أصيل فارس ومن أهالي حاضرة تونس، وذلك بمحضر أبي حنيفة. توجه ابن فروخ إلى مراكز العراق الكبرى، طلبا للعلم، وتكبد الكثير في سبيل ذلك، وقد روي أن أبا حنيفة سخر منه بسبب هيئته المغربية. واشتهر أسد بن الفرلت بتعطشه للعلم وقج أخذ عن مالك، فقبل بفريق أهل مصر، وهو شرف أثيل لم يتوان عن المفاخرة به. لا يهم أن تكون هذه النوادر صحيحة أم خاطئة، فالروح التي تعبر عنها أَصْلِيَّة.””
    .
    في الأخير أقول لكل أمازيغي معرب أومستلب: “لن يرضى عنك العربان والمتأسلمون ولو اتبعت ملتهم وانتحلت قوميتهم، ولئن تماديت بعد الذي جائك من العلم فما لك مصير سوى إلى مزبلة التاريخ

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.