صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله يترأس حفل إطلاق أشغال إنجاز مصنع لتصنيع لقاح كوفيد19 ببنسليمان

0 217

ترأس صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، يوم أمس الخميس بإقليم بنسليمان (جهة الدار البيضاء-سطات) حفل إطلاق أشغال إنجاز مصنع لتصنيع اللقاح المضاد لكوفيد-19 و لقاحات أخرى، و هو مشروع هيكلي، سيساهم عند الإنتهاء من إنجازه في تأمين السيادة اللقاحية للمملكة و لمجموع القارة الإفريقية.

حيث تندرج هذه الوحدة الصناعية في إطار تنفيذ رؤية جلالة الملك الرامية إلى جعل المملكة قطبا بيوتكنولوجيا لا محيد عنه على صعيد إفريقيا و العالم، قادرا على تأمين الإحتياجات الصحية للقارة على المديين القصير و الطويل، من خلال إدماج البحث الصيدلاني، التطوير السريري، تصنيع و تسويق المنتوجات البيو-صيدلية ذات الضرورة الكبرى. و يتطلب إنجاز هذا المصنع تعبئة إستثمار بحوالي 400 إلى 500 مليون أورو.

كما يهم مشروع بنسليمان، إحداث مصنع لتصنيع و تعبئة اللقاح (المضاد لكوفيد و لقاحات أخرى)، يحتوي على ثلاثة خطوط صناعية تبلغ قدرتها المشتركة للإنتاج 116 مليون وحدة في أفق سنة 2024. و ستخصص هذه الخطوط لإنتاج محاقن معبأة مسبقا، قارورات للسوائل و أخرى مجففة بالتجميد. و يبلغ الإستثمار المرتقب حوالي 200 مليون أورو، فيما يرتقب إطلاق إنتاج عبوات تجريبية في 30 يوليوز 2022.

فيما سيمكن هذا المشروع، الذي يعد ثمرة شراكة بين القطاعين العام و الخاص، لاسيما بمواكبة من الشركة السويدية “ريسيفارم”، أحد الرواد العالمين في البيو-تكنولوجيا، صناعة التعبئة و التغليف، من ضمان الإكتفاء الذاتي للمملكة من اللقاحات و جعل المغرب منصة رائدة للبيوتكنولوجيا على مستوى القارة الإفريقية و العالم في مجال صناعة ”التعبئة و التغليف”.

كذلك ستكون هذه الوحدة الصناعية التي تحمل إسم “سينسيو فارماتيك”، و التي ستعتبر أكبر منصة من حيث القدرة على التعبئة و التغليف للقاحات بإفريقيا، من بين المنصات الخمس الأولى من نوعها بالعالم عند الإنتهاء من إنجازها. و يهدف هذا المشروع الهام، على المدى المتوسط (2022-2025)، إلى نقل التعبئة المعقمة و تصنيع المواد النشطة لأكثر من 20 لقاحا و منتوجا للعلاجات الحيوية، من ضمنها 3 لقاحات مضادة لكوفيد-19، في أقل من 3 سنوات بالمغرب، لتغطية أكثر من 70 بالمائة من إحتياجات المملكة و أكثر من 60 بالمائة من إحتياجات القارة الإفريقية.

فيرتقب في هذا الإطار نقل منصات بيوتكنولوجية متطورة نحو المغرب، تشمل البحث السريري، تطوير، إنتاج العلاجات الخلوية، الجينية، الخلايا الجذعية و تقنيات التشخيص المخبرية المتطورة.

بيد أن هذا المشروع، يطمح على المدى الطويل (2023-2030)، إحداث قطب إفريقي للإبتكار البيوصيدلاني و اللقاحي بالمغرب معترف به عالميا، و ذلك في إطار شراكة بين الفاعلين الدوليين الأساسيين في مجالات البحث، تطوير التكنولوجيات المتطورة في اللقاحات و المنتوجات البيو-علاجية، و كافة المؤسسات المغربية المعنية، لاسيما وزارات التعليم العالي، الصحة، الداخلية، الصناعة و المالية.

في هذا الصدد، سيتم إجراء نقل واسع و مستمر للخبرات بهدف جعل المملكة في السنوات الخمس المقبلة قاطرة للقارة في مجال البحث، التطوير و إنتاج المنتوجات البيو-الصيدلية المتطورة.

تجدر الإشارة إلى أن المملكة تمكنت اليوم، بفضل تسخير خطوط التعبئة المعقمة المتوفرة محليا بالمغرب، و كذا نقل التعبئة في قارورات داخل الغرف البيضاء بلقاح سينوفارم المضاد لكوفيد-19 نحو المغرب، من إنتاج أكثر من 3 ملايين جرعة محليا في الشهر. و سترتفع قدرة الإنتاج إلى حوالي 5 ملايين جرعة إنطلاقا من شهر فبراير 2022 و أكثر من 20 مليون جرعة في الشهر في متم 2022. و إنطلاقا من 2025، سيكون المغرب قادرا على إنتاج أكثر من 2 مليار جرعة من اللقاح.

بهذه المناسبة، ترأس صاحب الجلالة، حفل توقيع إتفاقية الإستثمار لإنجاز وحدة تصنيع اللقاحات المضادة لكوفيد-19 و لقاحات أخرى، ببنسليمان. و وقع الإتفاقية كل من السيدة نادية فتاح العلوي وزيرة الإقتصاد و المالية، السادة نزار بركة وزير التجهيز و الماء، خالد آيت الطالب وزير الصحة و الحماية الإجتماعية، يونس سكوري وزير الإدماج الإقتصادي، المقاولة الصغرى، التشغيل و الكفاءات، و محسن الجزولي الوزير المنتدب المكلف بالإستثمار، الإلتقائية ‏و تقييم السياسات العمومية.

وقعها عثمان بنجلون رئيس شركة “سينسيو فارماتيك”، سعيد أحميدوش والي جهة الدار البيضاء-سطات، سمير اليازيدي عامل إقليم بنسليمان، توفيق مشرف الكاتب العام لوزارة الصناعة و التجارة و عبد الله كبيري مدير قطب الصناعة بالمكتب الوطني للكهرباء و الماء الصالح للشرب.

بإطلاق هذا المشروع، يخطو المغرب، تحت القيادة المستنيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، خطوة إضافية في مسار التدبير الإستباقي و الفعال للأزمة الوبائية و تداعياتها.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.