أكثر من 20 خطارة بالراشيدية تواجه خطر اليبس التام و فاعلون في المجال يدقون ناقوس الخطر

0 1٬419

تواجه أكثر من 20 خطارة بجماعة فركلة السفلى بإقليم الرشيدية، خطر اليبس التام، الشيء الذي جعل نظام الري هذا، بإعتباره تراثا لا ماديا حقيقيا و تقنية عريقة في مجال جلب المياه الجوفية، مهددا بالإندثار و الزوال، بعد أن لعب دورا هاما و أساسيا في تنمية الواحات بجنوب المملكة، و خاصة بمنطقة تافيلالت.

في هذا السياق، قال عمر حمداوي، الفاعل المدني بالمنطقة، أن “ الخطارات بجماعة فركلة السفلى تعاني العديد من المشاكل، التي يستدعي تفاقمها تضافر جهود كافة الفاعلين و المعنيين بواقع هذه المنشآت، بإعتبارها مورد عيش أساسي للساكنة من جهة، و جزء لا يتجزأ من حضارة و هوية الإنسان الواحي من جهة ثانية، خصوصا بسبب تواجدها في مجال شبه صحراوي، يتميز بقلة التساقطات، و إرتفاع درجة الحرارة، و تردد رياح قوية جافة و حارة، و إرتفاع نسبة التبخر خلال الفترة الصيفية، مما يؤثر سلبا على صبيب الخطارات التي تفقد كمية مهمة من مياهها”.

كما أشار المتحدث نفسه إلى أن : “هذه الخطارات توجد في مجال يتعرض للتعرية بفعل مجموعة من العوامل، فإن بعضها لم يسلم من تأثير هذه الظاهرة، التي تؤدي في بعض الأحيان إلى توقف هذه الخطارة أو تلك عن النضوب لمدة طويلة، بفعل اكتساح الرمال التي لا يجد الفلاحون لمقاومتها سوى وضع الأوحال التي يتم إستخراجها أثناء عملية الصيانة على جنبات الآبار”.

ليشدد المصدر ذاته بعد ذلك، على أن “إفتقار جمعيات المجتمع المدني للقدرات و المؤهلات ذات الصلة بالمجال الفلاحي بصفة عامة، و النظام الخطارتي بصفة خاصة، حال دون الاستفادة من مشاريع و برامج تأطير و تكوين الفلاحين و تحسيسهم بأهمية الإستغلال الأمثل للمياه الجوفية و الحفاظ عليها، نظرا لأهميتها في الإستقرار و تعمير الواحة و ترسيخ العلاقة بين الإنسان و مجاله الواحي، و دورها في تنشيط الحركة الإقتصادية على المستوى المحلي ”.

فيما طالب المتحدث ذاته، المسؤولين بـ“ضرورة النهوض بالخطارات و تشخيص حالة النشيطة منها، و برمجة إصلاحها و صيانتها ضمن مشاريع التنمية المحلية، عبر تكثيف المجهودات لمحاربة التصحر و إنجراف التربة و غيرها من العوامل الطبيعية التي تهددها، لضمان ديمومتها، و تفعيل المشاريع و الإستراتيجيات الوطنية ذات الصلة بالنهوض بالواحات ورد الإعتبار لها، عبر إستثمار هذه المنشأت التي تضرب جذورها في أعماق التاريخ، في السياحة الإيكولوجية التي من شأنها خلق حركية اقتصادية مهمة بهذه الربوع من المغرب العميق ”.

و في سياق متصل، وجه النائب البرلماني عمرو أووجيل، في وقت سابق، سؤالا كتابيا إلى الحكومة، يستفسرها من خلاله، عن الإجراءات التي تعتزم إتخاذها لإنقاذ أكثر من 20 خطارة بجماعة فركلة السفلى بإقليم الرشيدية جهة درعة تافيلالت من اليبس التام الذي يهددها، و إعادة البسمة إلى ساكنة هذه الجماعة الترابية.

هذا و جاء في نص السؤال، أن “خطارات الجماعة الترابية فركلة السفلى بإقليم الرشيدية بجهة درعة تافيلالت في حاجة ماسة إلى مزيد من الدعم، تزامنا مع النقص الحاد في التساقطات المطرية التي تعيش على إيقاعه بلادنا خلال هذه السنة و السنوات المنصرمة، و الجفاف الذي تعيشه جهة درعة تافيلالت بصفة خاصة و خطارات حوض فركلة السفلى بصفة خاصة، و بعد المجهودات المهمة التي قامت بها مصالح وزارتكم بالمنطقة في ما يتعلق بسن مجموعة من البرامج من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه، و ما تقوم به أيضا بعض المصالح الأخرى بتنسيق مع الوزارة الوصية”.

أشار النائب كذلك، إلى أن “هذا الدعم يتمثل في إنشاء ثقوب مائية مجهزة و بناء الشبكة الهدرومائية بهذه الخطارات لترشيد إستعمال المياه على نذرتها، و الهدف، إنقاذ أكثر من 20 خطارة من الموت المحقق بعد ما أصابها من يبس تام أو إنخفاض حاد في صبيب المياه، و بالتالي إعادة الأمل إلى أكثر من 10 ألف نسمة من ساكنة هذه الجماعة التي تعتمد على هذه الخطارات كمصدر للعيش”.

يشار إلى أن الخطارات شكلت، منذ عصور مضت، تقنية ذات أهمية قصوى في جلب المياه عبر قناة تحت أرضية تمكن من الحفاظ على المياه من التبخر، كما تقلل من نسبة المياه المتسربة داخل التربة بفعل تشبعها بالمياه. و عموما، فقد شكلت هذه الخطارات عنصر أساسي في توازن المنظومة الإحيائية بالمجالات الواحية، غير أنه بحلول نهاية الثمانينات من القرن الماضي (القرن العشرين) أصبحت هذه الخطارات تشهد فترات جفاف، إرتفعت وثيرة ترددها خلال سنوات التسعينات و مع مطلع القرن الحالي (القرن الواحد و العشرون).

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.