نار الحرب في أوكرانيا تشعل تنافسا مغربيا إسبانيا في الخضر و الفواكه

0 327

في أوكرانيا تدور حرب طاحنة، و معها يزداد توجس المزارعين و المنتجين الإسبان من “غزو” المنتجات الزراعية المغربية من الخضر و الفواكه للأسواق الأوروبية و السوق الروسية.

حيث إعتبر الموقع الإخباري الإسباني المتخصص في الزراعة “أغرو أنفورماسيون” أن “صادرات المغرب إستطاعت إحتلال مكانة مهمة في روسيا”.

فتوقع المصدر ذاته في تقرير أن “يُصدّر المغرب، خلال هذه الفترة من نشوب الحرب بين روسيا و أوكرانيا، مئات الآلاف من الكيلوغرامات من المنتجات الزراعية إلى أوروبا؛ مما يؤثر سلبا مرة أخرى على الإنتاج الإسباني”.

و أكد أن “المغرب سيستفيد من الصراع الروسي الأوكراني، و سيحتل مكانة مرموقة في الإقتصاد الأوروبي بعد إزاحته لإسبانيا من طريقه، من خلال صادراته”.

مخاوف إسبانية و تطور مغربي

و يبدو أن مخاوف المزارعين و المنتجين الإسبان من المنتوجات المغربية المنافسة من الخضار و الفواكه ليست وليدة اليوم، إذ “كانت هناك منافسة قوية منذ الثمانينيات بين المنتجات الإسبانية و المغربية”، بحسب رئيس فيدرالية منتجي، مصدري الخضر و الفواكه بالمغرب، الحسين أضرضور.

كما أكد أضرضور في حديثه لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن “المغرب كان أول مموّن للسوق الأوروبية و خصوصا الفرنسية بمنتوجات الخضار و الفواكه في سنوات الخمسينيات، و بعد أن خاضت إسبانيا إستراتيجية إنتاج الخضار و الفواكه بدأت المنافسة و وصلت إلى مشادات بين المنتجين المغاربة و الإسبان في هذا الإطار”.

كذلك أضاف : “المنتجون الإسبان وضعوا جميع العراقيل للمنتوجات المغربية، و قاموا بحصرها من خلال قانون الحصص بداية من سنة 1994”.

فيما يتوقع رئيس فيدرالية منتجي و مصدري الخضار و الفواكه أن “يوسّع الإنتاج المغربي من أسواقه، و أن يكون الطلب في المستقبل على الإنتاج المغربي أكبر من الإنتاج الإسباني”.

يعزو ذلك إلى أن “المنتجات المغربية من الخضار و الفواكه عرفت تطورا كبيرا، سواء على مستوى الإنتاج أو التسويق، مواكبة لتطورات السوق الأوروبية و متطلبات المستهلك الأوروبي”.

منتج بجودة عالية

من جهته، يؤكد عضو الجمعية المغربية للتنمية الفلاحية، الفاطمي بوركيزية، أن “الإقبال الكبير من جانب السوق الأوروبية على منتوجات المزارعين المغاربة من خضار و فواكه، يرجع إلى الجودة التي تتميز بها، و إلتزام المزارعين بشروط الإنتاج”.

كشف بوركيزية بعد ذلك، في تصريحه لموقع سكاي نيوز عربية”، أن “الواردات الزراعية على إسبانيا من المغرب إنتقلت من 26 بالمئة إلى 39 بالمئة إجمالا، و فيما يتعلق بواردات إسبانيا من البطيخ المغربي فقد عرفت زيادة بنسبة 132 بالمئة”.

إعتبر المتحدث ذاته أن “الأرقام واضحة تبيّن مدى الإرتفاع و الإقبال الذي تعرفه السوق الأوروبية على المنتوجات الفلاحية المغربية؛ الشيء الذي يجعل الإسبان يتخوفون من هذا الغزو الإنتاجي المغربي، و يعتقدون أنه سيؤثر على الفلاحة الإسبانية التي تتراجع منتوجاتها في السوق الأوروبية”.

يعتقد عضو الجمعية المغربية للتنمية الفلاحية، أن هذا “الإقبال الذي تعرفه السوق الأوروبية على الإنتاج المغربي منطقي و معقول، بإعتبار إنتاج المملكة الفلاحي يُعرف بجودته العالية في أوروبا و دول أخرى مثل روسيا”.

أسعار المحروقات مكلفة

يتساءل أستاذ الإقتصاد بجامعة عبد الملك السعدي بطنجة، عبد الرحمان الصديقي، “على أية مرتكزات بني التخوّف الإسباني بخصوص منتجاتهم الفلاحية، بإعتبار ظروف إنتاج و تسويق المنتجات الفلاحية هي نفسها تقريبا في إسبانيا و المغرب، خاصة فيما يتعلق بإرتفاع مصادر الطاقة و غلاء المعيشة”.

و يقول الصديقي لموقع “سكاي نيو عربية” : “ربما مَن بنى هذا السيناريو ينطلق من التميّز النسبي للمنتج المغربي من ناحية تكاليف اليد العاملة، و لكن حسب تقديري فإن هذا العامل لن يؤثر كثيرا إذا إستمر الجفاف و إستمر الغلاء و إنهيار القدرة الشرائية، لأن غياب الطلب أصلا لا يخدم ثمن العرض و يجعله في الحدود الدنيا”.

و تابع : “زد على ذلك كون المغرب سيعاني كما باقي العالم من أثر إرتفاع أسعار المحروقات التي ستنعكس على تكاليف الإنتاج بما فيها الإنتاج الفلاحي، كذلك إرتفاع الأثمان بفعل قلة العرض، و كل هذا لا يخدم تنافسية الصادرات المغربية، كما ترون”.

موقف حيادي مطمئن

في سياق تداعيات التدخل الروسي في أوكرانيا، يتخوّف بعض المراقبين من أن تتضرّر الصادرات المغربية بسبب عقوبات الغرب على موسكو.

أما أستاذ القانون و العلاقات الدولية بجامعة عبد الملك السعدي بطنجة، عبد الله أبو عوض، فيرى أن “السوق العالمية ستتأثر لا محالة إقتصاديا، و هو ما سينعكس في نظري نسبيا على الصادرات المغربية في بعض تفاصيلها”.

غير أنه “ما يبعث على الإطمئنان، موقف المغرب الحيادي في النزاع الروسي الأوكراني، و الذي يدل على سيادة قراره في الدبلوماسية الدولية”، يستطرد أبو عوض لموقع “سكاي نيوز عربية”.

في الختام سجل أستاذ القانون و العلاقات الدولية، أن هناك” هذه السنة بعض التحديات على مستوى الموسم الفلاحي في المغرب، و الذي يشكل الركيزة الأساسية لصادراته، لكن بالنسبة للسوق الأوروبية فسيزداد الطلب في تأمين حاجياته الغذائية، و في الوقت نفسه فالصادرات المغربية لا ترتكز على الطاقة بالدرجة الأساس، و هي التحدي الحقيقي للدول المستوردة”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.