الهواتف الذكية من ظاهرة الادمان إلى العزلة الاجتماعية

خالد بلبعير

0 4٬283

الهواتف الذاكية «Smartphone »، مصطلح يطلق على الهواتف التي أصبحت تشتغل بنظام تشغيل يمكن تشبيهها بكمبيوتر صغير جدا، حيث تمكن مستعمليها من تصفح الانترنت و البريد و استعمال التطابق بالإضافة إلي الخدمات الهاتفية كالاتصال والرسائل القصيرة و تصفح مواقع التواصل الاجتماعي و استعمال كاميرة ذات جودة عالية في التقاط الصور، لقد تضاربت أقوال حول هذا التعريف فهناك فريق يقول على أنها أجهزة تجعل العالم قرية صغيرة و تمكن من الاتصال صوتا و صورة، و البعض الأخر يرى أنها هواتف تتمتع بأنظمة تشغيل حديثة مثل ( لينوكس و مشتقاته كالاندوريد، و نظام تشغيل نوكيا، إلي جانب أنظمة تشغيل البلاك بيري و الويندوز فون).
والغريب في استعمال هذه الهواتف أنها تساعد في انتشار ظاهرة العزلة الاجتماعية، فعندما تمر من جانب مقهى آو أمام مجموعة من الأشخاص تجدهم يجلسون مع بعضهم البعض، وكل واحد منهم منشغل مع جهازه الذكي، و لا يتبادلون الحديث إلا ثواني معدودة أو بين الفينة و الأخرى، لقد وصلت ظاهرة العزلة الاجتماعية إلى المنازل ربما تجد أفراد الأسرة مجتمعيين على مائدة واحدة وعلى الرغم من ذلك كل واحد منهم منشغل بجهازه أو هاتفه الذكي و قد يصل الإدمان حتى أثناء تناول و جبة الطعام، لقد قل تواصل الأصدقاء بشكل مباشر حتى لو كانوا يجلسون مع بعضهم البعض، وقلت الزيارات لإحياء صلة الرحيم و أصبح التواصل الكترونيا، إفراطا و إسرافا وصل إلى حد الإدمان، حيث جعلت هذه الأجهزة الأشخاص في حالة من العزلة الاجتماعية، لقد أكد ذلك مجموعة من الأشخاص منبهين على أنها قد تدمر الأسرة و تشتت شملها و تفرق جمعها.
يجب على اولياء الامور الحث على ضرورة ترشيد استخدام هذه الأجهزة و تشديد الرقابة على الأبناء خوفا على مستقبلهم وحفاظا عليهم من الانحراف نحو الهاوية بسب الإدمان في استعمالها، في هذا الجانب ذكرت إحدى الدراسات عددا من الحلول التي لو تم العمل بها سيتم توعية الأشخاص من اجل تتبع و استعمال هذه الأجهزة من ظرف الأشخاص، من بين هذه الحلول نجد في مقدمتها الحوار بين أفراد الأسرة في معظم الأوقات، و دعت الدراسة إلى عقد دورات تدريبية في مجال التواصل الاجتماعي و الترابط الأسري، وخاصة لمن يعني من العزلة و الانطواء بسبب هذه الأجهزة ، و أبرزت الدراسة انه يجب على وسائل الإعلام أن تلعب دوراها في التوعية و التحسيس بأضرار و سلبيات أجهزة التكنولوجيا الحديثة، و أخيرا طالبت الدراسة المؤسسات وهيئات المجتمع المدني التي تهتم بقضايا الطفولة و الشباب و الأسرة بشكل عام أن تكثف جهودها في التنسيق و التعاون فيما بينها من اجل المحافظة على ترابط الأسرة.
وشرح أستاذ التربية الصحية فى جامعة سان فرانسيسكو الحكومية السيد “إريك بيبر”، بأن ظاهرة الإدمان لاستعمال هذه الاجهزة يبدأ فى تكوين تأثيرات عصبية فى الدماغ بأشكال متطابقة بالنسبة للأشخاص الذين يتناولون دواء مسكن للآلام الحادة والمتوسطة لتخفيف الآلام، و اوضحت دراسة حديثة أن الإفراط في استخدام الاجهزة المحمولة، يزيد من حالات الإصابة بالعزلة والوحدة والقلق، كما أن تأثيره على المخ يشبه تأثير إدمان المواد الأفيونية المخدرة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.