صلاة التراويح و التدين في المغرب

0 448

الإقبال الكبير الذي شهدته صلاة التراويح في هذا الشهر المبارك و خاصة في العشر الأواخر منه يشهد على أن التدين في المغرب بألف خير، و في تزايد مستمر.

هناك صحوة إيمانية واسعة في صفوف الشباب بوجه خاص؛ فهم الأكثر إقبالا على المساجد؛ بل نلاحظ أن الكثير من الآباء و الأمهات يحملون معهم أبناءهم إلى المساجد، حيث يختلط شغب الأطفال بصوت المقرئين مما يعطي للمشهد طعما خاصا.

هذا الإقبال الواسع على صلاة التراويح يزعج البعض بطبيعة الحال، ممن يرون في الصلاة مشكلة شخصية و في الصيام أزمة و في التدين حربا عليهم. إنهم يعيشون و هما قاتلا مفاده أن الإسلام عدو لهم. الكثيرون سوف يعودون إلى رحابة الإيمان مع تقدم العمر، ظهور الأمراض، تراجع الصحة و إنقشاع القبيلة، عندما تنطفئ الأضواء و تسكت الأصوات. لقد كان هناك رجال حاربوا الإسلام ثم رجعوا إليه في أخريات حياتهم؛ حصل هذا مع جهابدة؛ فكيف مع جهال ؟

بالرغم من حملات التشويه و الكيد يتقدم التدين بشكل كبير مما يجعل هذه الأقلية الساحقة تعيش عزلة خانقة تحاول تغطيتها بالحضور الإعلامي الكثيف.

هذا كله حصل خلال العشرين عاما الأخيرة؛ و هي الفترة التي شهدت أكبر إنفاق مالي و أكبر حملة إعلامية و إعلانية ضد الإسلام من طرف الكنيسة و البلدان الغربية و خاصة أمريكا؛ و هي الفترة التي ظهرت فيها حملات التشكيك في الدين في العالم العربي، و شهدت ظهور أشخاص عملهم الوحيد الذي يتقاضون عليه أجرا و يعيشون به هم و أسرهم هو الكيد للإسلام، مع ذلك لم ينتشر التدين إلا في هذه العشرين سنة بالتحديد.

فكلما زاد الكيد للإسلام كلما إزداد الناس إقبالا على دينهم، لأن هذا الكيد يذكرهم بأن هذا الدين مستهدف، فكأن هذا الكيد يوقظ فطرتهم. بل لقد دلت الشهادات و الوقائع في الغرب نفسه أن أكثر الأوقات التي تشهد إعتناق الأوروبيين للإسلام هي الأوقات التي تكون فيها حملات قوية عليه.

و لو كان خصوم هذا الدين على قدر من الذكاء لسكتوا تماما و منعوا أي إشارة إلى الإسلام؛ لأن الإصرار على النكير فيه إقرار بالتذكير.

*إدريس الكنبوري : مفكر مغربي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.