إقليم شيشاوة..بفضل جهد جماعي آثار الزلزال تتلاشى

0 70

بدأت آثار زلزال الثامن من شتنبر الماضي في التلاشي بالعديد من الجماعات الترابية على غرار جماعة أداسيل إحدى المناطق الأكثر تضررا على مستوى إقليم شيشاوة، و يبدو ذلك جليا من خلال المساكن الخرسانية المنتشرة التي شرع أصحابها في بنائها بعزم و إصرار و تفاؤل لطي هذه الصفحة المؤلمة.

و تسير أشغال عملية إعادة بناء المساكن المنهارة كليا أو جزئيا جراء الزلزال بوتيرة مكثفة بجماعة أداسيل كما هو الشأن في باقي الجماعات المتضررة من زلزال الحوز لتتحول إلى ورش مفتوح و ذلك بفضل التفاعل الإيجابي للساكنة و الاإلتزام التام للسلطات الإقليمية و كافة الأطراف المعنية.

و تتواصل عملية إعادة البناء على مستوى العديد من الدواوير ك”أداسيل” و “تيدارغين” و “ازمو” و “تيكناريين” و كذا “تكاديت” التابعة لهذه الجماعة الترابية من خلال القيام بأشغال إزالة الأنقاض و الأتربة و تسوية الأراضي حتى تكون قابلة للبناء، و تحديد مساحات المنازل المراد إعادة بنائها و وضع الأساسات وصولا إلى بناء الجدران الفاصلة و ذلك بمثابرة و جهد من الفاعلين المعنيين.

و تعكس ذلك الجهود الحثيثة المبذولة بحزم و إصرار دائم و متجدد من أجل طي صفحة الزلزال المؤلمة، و كل ذلك تحت الإشراف المباشر و التتبع الدقيق للسلطات الإقليمية في إطار إلتزامها المعتاد بالتطبيق الصارم للتعليمات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس و تجسيد هذه الرؤية الملكية و العناية السامية التي ما فتئ يحيط بها جلالته الأشخاص المتضررين من هذه الكارثة الطبيعية لضمان حياة كريمة لهم و تمكينهم من سكن لائق.

و يبقى عامل الصرامة حاضرا بقوة لضمان النجاح الكامل لورش إعادة البناء ما بعد الزلزال بفضل التعبئة الدائمة للسلطات المحلية منذ اللحظات الأولى التي أعقبت الزلزال بهدف تجاوز كافة الصعوبات الإجرائية و غيرها و تقديم الدعم و المساندة للساكنة و بالأخص السهر على السير العادي لعملية إعادة البناء من أجل ضمان عبر الزيارات المكثفة لأوراش البناء، إحترام تصاميم و تراخيص البناء و كذا الجوانب المرتبطة بالطابع المعماري لكل منطقة و إستخدام مواد بناء ملائمة.

و علاوة على وضع التصاميم المعمارية و رخص البناء والإصلاح رهن إشارة الساكنة التي تعرضت منازلها للإنهيار الكلي أو الجزئي، لا تتوانى السلطات الإقليمية في تمكين المستفيدين من المساعدات المالية المخصصة لإعادة البناء.

و بالإضافة إلى ذلك ووفق نهج إستباقي، تم منح تراخيص و تسهيلات لبائعي و موردي مواد البناء من خلال تمكينهم من تهيئة مستودعات قريبة من المناطق المعنية. و الهدف من ذلك ضمان تمويل عادي بمواد البناء الضرورية و التخفيف عن المواطنين المعنيين عناء التنقل إلى مناطق أخرى للحصول على هذه المواد و ما يترتب عن ذلك من تكاليف إضافية.

و على نفس المنوال، تحرص اللجان التقنية المكونة من مهندسين و ممثلي مكاتب الدراسات و طوبوغرافيين على التواجد اليومي بالميدان و على مستوى مناطق إعادة البناء حتى يكونوا قريبين من المواطنين لتلبية إنتظاراتهم و تقديم المساعدة التقنية اللازمة لهم.

و بفضل الوعي الجماعي بأن نجاح هذا الورش الكبير لن يتأتى إلا بالمساهمة الفعلية للجميع (السلطات المحلية، الساكنة، الشركاء…) في إطار من التكافل و التآزر و تفاؤل متجدد، تسير عملية إعادة البناء ما بعد الزلزال على مستوى إقليم شيشاوة في أفضل الظروف.

و في تصريح للصحافة، أكد حسن أماغوس، من ساكنة دوار “تيدارغين” أن عملية إعادة البناء ما بعد الزلزال تتواصل بشكل طبيعي و منتظم، و أن كافة المستفيدين شرعوا في هذه العملية بتفاؤل و عزم و إصرار.

و قال “بفضل التعبئة المتواصلة و المواكبة الدائمة للسلطات المحلية و باقي المتدخلين وصلنا إلى هذه المرحلة”، معبرا بإسم ساكنة هذا الدوار، عن عميق الإمتنان لصاحب الجلالة الملك محمد السادس على العناية التي مافتئ يحيط بها جلالته ضحايا زلزال 8 شتنبر الماضي.

و في تصريح مماثل، أشاد طيب أوحمان، و هو بناء ينحدر من جماعة مزوضة، بالخطوات الكبيرة التي تم قطعها في عملية إعادة البناء ما بعد الزلزال على مستوى جماعة أداسيل، مشيرا إلى أن الأشغال تتقدم بوتيرة جيدة و يتجلى ذلك بوضوح من خلال بلوغ بعض المستفيدين مرحلة تشييد أسقف المنازل.

و خلص إلى القول “نشتغل في أفضل الظروف و إذا كنا قد وصلنا لهذا المستوى فذلك بفضل عمليات المراقبة التي يقوم بها المهندسون المعماريون و اللجان التقنية و كذا التتبع الدائم من قبل السلطات المحلية”.

و تجدر الإشارة إلى أنه تنفيذا للتوجيهات الملكية السامية، تقدم الحكومة مساعدة مالية مباشرة بقيمة 140 ألف درهم بالنسبة للمنازل التي إنهارت بشكل كامل، و 80 ألف درهم لتغطية أشغال إعادة تأهيل المساكن التي إنهارت جزئيا.

وكالات

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.