مراكش تعيش على إيقاع فعاليات النسخة الأولى من مهرجان السينما و التاريخ

0 117

إفتتحت، مساء اليوم الجمعة بمراكش، فعاليات النسخة الأولى من مهرجان السينما و التاريخ، المقامة تحت شعار “السينما و الذاكرة”.

و تتوخى هذه التظاهرة المنظمة من قبل جمعية “السينما و التاريخ” إلى غاية 27 يناير الجاري، الكشف عن طبيعة التعاطي السينمائي مع موضوع المقاومة في الذاكرة المغربية، و ما مدى التأثير الذي أحدثته الأفلام التاريخية في الوجدان المغربي، إلى جانب الوقوف على النوعية الجمالية التي عملت هذه الأفلام على الكشف عنها.

و في كلمة بالمناسبة، أكد رئيس مهرجان، مصطفى غلمان، أن مهرجان السينما و التاريخ، في دورته الأولى، يسعى إلى ترسيخ مفهوم جديد للثقافة السينمائية و جعلها أداة معرفية في خدمة الجامعة و المدرسة و المجتمع المدني، و كذا الإرتقاء بها إلى جسر للتلاقح الثقافي بين الشعوب.

و أبرز أن المهرجان يستكشف العلاقة بين السينما و التاريخ، على إعتبار أن الوثيقة التاريخية تشكل مكونا أساسيا لفهم الأحداث بالنسبة للباحثين و المهتمين، مضيفا أن إدارة المهرجان ارتأت التركيز بشكل خاص، على موضوع المقاومة المغربية و بلورة معالمها ضمن السينما المعاصرة.

و أشار إلى أن هذه التظاهرة تحاول ترسيخ ثقافة الإعتراف بالهوية المغربية، و قراءة تاريخها من منظور حديث عبر الإعتماد على الفن السينمائي، و كذا الإستفادة من التطورات التكنولوجية و المعلوماتية المتاحة في هذا الميدان.

و تميز حفل الإفتتاح بتكريم المخرج سعد شرايبي، أحد أبرز رواد السينما المغربية، و عرض شريط فيديو حول عطاءات المحتفى به و إلقاء شهادات أجمعت على التنويه بالتجربة السينمائية المتميزة لشرايبي و مساهمته في تطوير الحقل السينمائي الوطني.

و قال المخرج السينمائي، في تصريح للصحافة، أن التكريم “شرفا كبير له وقع خاص، و كذا تكليف يعطي شحنة جديدة للمضي قدما في إصدار أعمال سينمائية ذات قيمة أكبر”، مذكرا بأن جل أعماله السينمائية ترتبط بشكل وثيق مع التاريخ.

و أشار إلى أن المهرجان يعد تظاهرة خاصة، على إعتبار أنها تحاول الكشف عن العلاقة بين السينما و التاريخ من منظور البحث الأكاديمي و الجامعي.

كما تم عرض الفيلم الطويل “55” لمخرجه عبد الحي العراقي، و الذي ترصد أحداثه الأشهر الأخيرة من فترة الحماية بالمغرب و مسلسل الكفاح من أجل عودة المغفور له جلالة الملك محمد الخامس من المنفى و تحرير البلاد.

و تدور أحداث هذا العمل الفني حول شخصية “كمال”، طفل في الحادية عشرة من عمره، يعيش بمدينة فاس إلى جانب جارته “عائشة” (18 سنة)، و التي سيكتشف بفضلها المقاومة و المشاركة في النضال من أجل الإستقلال إلى جانب طلبة جامعة القرويين.

و حسب المنظمين، يأتي مهرجان السينما و التاريخ، ليعمق الأسئلة التي ما فتئت تطرح حول قضايا الهوية المغربية ذات النسيج المتنوع و المتعدد و العمق التاريخي المغربي، و تقاليده الراسخة، و طرائق الإشتغال عليها بصريا و سينمائيا. كما يسعى المهرجان إلى وصل المشاهد المغربي مع ماضيه القريب و البعيد، فيما يتعلق بالأدوار التي إضطلع بها المغاربة في المقاومة بجميع أنماطها و أنواعها.

و يتضمن برنامج هذه الدورة، عرض الفيلم الروائي الطويل “سيگا” لربيع الجوهري، و أفلام تربوية قصيرة لفائدة تلاميذ مؤسسات تعليمية، إلى جانب ورشات في الفوتوغرافيا، و الإخراج السينمائي، و التشخيص، و السيناريو، و ندوة وطنية حول “سينما الذاكرة: التجربة المغربية الواقع و التحديات”، و لقاء مفتوح مع الممثل هشام بهلول حول “التمثيل و الذاكرة”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.