ندوة بمراكش تناقش علاقة الفضاء الحضري بفنون الفرجة

0 422

شكل موضوع “الفرجة و المدينة” محور ندوة نظمت اليوم الجمعة بمراكش، بمشاركة باحثين و ممارسين في مجال المسرح و فنون الأداء.

و حاول المشاركون في هذه الندوة المنظمة في إطار فعاليات الدورة الثالثة من مهرجان “أيام مراكش للفرجات المسرحية”، (27- 31 ماي الجاري)، إبراز أوجه العلاقة المركبة بين العرض الفرجوي بوصفه فعلا فنيا و إجتماعيا، و المدينة بإعتبارها فضاء عمرانيا و ثقافيا ينتج و يفرض أنماطا متعددة من التلقي و التفاعل.

و أبرزوا أهمية الإنفتاح على الفضاءات الحضرية كمجالات حيوية للفعل المسرحي، و تشجيع المبادرات الفنية التي تتقاطع مع الديناميات المجتمعية للمدينة، إلى جانب تعزيز الشراكات بين الفاعلين الثقافيين و المؤسسات من أجل ضمان إستمرارية التجارب الفرجوية خارج القاعات التقليدية.

و في هذا السياق، توقف الناقد و المترجم محمد آيت لعميم عند مفهوم الفرجة، مشيرا إلى أنه لم يعد يقتصر على ما هو فني أو مسرحي صرف، بل أصبح مفهوما متشعبا يحمل أبعادا أنثروبولوجية و ثقافية عميقة.

و أوضح أن الفرجة، كما تتجلى في الحياة اليومية، تلامس طقوسا و سلوكيات جماعية تتجاوز العرض المسرحي الكلاسيكي، لتشمل طقوسا إحتفالية، تعبيرات شعبية، و تفاعلات إجتماعية تشكل جزءا من ذاكرة المجتمع و مخياله الجماعي.

و أشار إلى أن الفرجة في المجتمع المعاصر لم مرتبطة بالحضور الفيزيائي و لا بالتجربة الحية فقط، بل أصبحت معيشة بشكل بصري و مكثف عبر الشاشات.

من جانبه، قدم الأستاذ الباحث و المختص في الأنثروبولوجيا، محمد فخر الدين، قراءة أنثروبولوجية لمفهوم الفرجة الشعبية، التي تعرف بوصفها شكلا من أشكال التعبير الجماعي المتجذر في الذاكرة الثقافية للمجتمع المغربي.

و أبرز السيد فخر الدين الإمتدادات الواسعة للفرجة الشعبية داخل المسرح و فنون الأداء الأخرى، مذكرا بعدد من تمظهراتها، مثل الكرنفالات و الإحتفالات الموسمية، و فنون الحلقة، و فن البساط، و المداحين، و عبيدات الرما.

و أكد أن الفرجة الشعبية لا تختزل في كونها لحظة للتسلية و الترفيه، بل تتجاوز ذلك نحو أدوار تربوية، إجتماعية و نفسية، حيث تعمل على تمرير القيم، و تشكيل الوعي الجمعي، و تنظيم العلاقة بين الفرد و محيطه، و هو ما يتجلى بشكل واضح في فضاءات داخل المدينة، مثل ساحة جامع الفنا.

و في تصريح للصحافة، أوضح مدير مهرجان “أيام مراكش للفرجات المسرحية”، عمر الجدلي، أن “الحديث عن الفرجة لا يمكن فصله عن المدينة، لأن الفضاء الحضري ليس مجرد خلفية للعروض، بل هو شريك فعلي في إنتاج المعنى و توجيه التلقي”.

و أشار إلى أن “مراكش، بتاريخها و حيويتها، تعد نموذجا حيا لمدينة تعيش الفرجات يوميا، سواء في ساحاتها أو أزقتها أو فضاءاتها”.

و يعد مهرجان “أيام مراكش للفرجات المسرحية”، الذي تنظمه جمعية مسرح أرلكان بدعم من وزارة الشباب و الثقافة و التواصل و جماعة مراكش، تزامنا مع الإحتفال باليوم الوطني للمسرح، من التظاهرات الثقافية البارزة في المدينة الحمراء، التي تروم الإحتفاء بفنون المسرح بمختلف أشكالها، من خلال برمجة متنوعة تشمل عروضا مسرحية، و ورشات تكوينية، و ندوات فكرية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.