نيودلهي : أمسية موسيقية إستثنائية تحتفي بالتراث الأندلسي و الحوار الثقافي المغربي – الهندي

0 320

نظمت سفارة المغرب بالهند، مساء الإثنين الماضي بنيودلهي، في إطار الإحتفال بعيد العرش المجيد، أمسية موسيقية إستثنائية خصصت للموسيقى الأندلسية المغربية و الحوار الثقافي بين المغرب و الهند.

و قدمت هذه الأمسية، الموجهة للجمهور الهندي، فرقة “روافد” برئاسة عمر المتيوي، حيث سافرت بالحضور إلى العالم الروحاني للطرب الأندلسي المغربي “الآلة”، و هو فن موسيقي متجذر في تاريخ و هوية المملكة.

و من خلال أداء مقطوعات من “نوبة الرصد” و “الماية”، كشف الحفل عن الثراء الشعري و العمق التعبيري لهذا التراث العريق، جامعا بين رقة اللحن و دقة الإيقاع.

و تواصلت هذه الرحلة الموسيقية مع مختارات من الأغاني المستمدة من ريبرتوار “السماع الصوفي”، و هي ممارسة روحية مفعمة بالتصوف و التأمل، فضلا عن “الزندانيات”، و هي قصائد و موسيقى سجنية تنقل مشاعر عميقة و سعيا نحو السمو.

و بلغت الأمسية لحظة مميزة بمشاركة إستثنائية للمغنية الهندية زيلا خان، أحد أبرز أسماء التصوف الموسيقي الهندي.

و إمتزج صوتها العميق بسلاسة مع الأنغام الأندلسية، محققا بذلك مزيجا فنيا غير مسبوق بين تقليدين صوفيين عريقين.

و في كلمة بهذه المناسبة، أكد سفير المغرب بالهند، محمد مالكي، أن هذه الأمسية، التي ن ظمت في إطار الإحتفال بالذكرى السادسة و العشرين لتربع جلالة الملك محمد السادس، نصره الله، على عرش أسلافه الميامين، لا تشكل إحتفالا فنيا فقط، بل أيضا تكريما للقيم الإنسانية الكونية.

و أبرز الدبلوماسي في هذا السياق قدرة الموسيقى على تجاوز الحدود، و نقل رسالة التسامح، و تعزيز الحوار بين الثقافات، في وقت يبدو فيه العالم مفتقرا إليها بشدة.

و أشار السيد مالكي إلى أن مشاركة فرقة “روافد”، بثراء و عمق ريبرتوارها، يجسد بوضوح أصالة و تفرد التراث الموسيقي المغربي، و هو تقليد قيم لا مثيل له في أي مكان آخر، مسجلا أن هذه الموسيقى ليست فنا فقط، بل أيضا وسيلة للذاكرة الجماعية و الهوية، قادرة على بناء روابط دائمة بين الشعوب.

كما أشاد بحفاوة الجمهور الهندي، الذي إستطاع من خلال هذا اللقاء إكتشاف جانب من الثقافة المغربية، يتميز بالروحانية و التاريخ و الجمال الشعري.

من جهته، أعرب عازف العود البارز عمر المتيوي في تصريح للصحافة، عن سعادته بتواجده لأول مرة في الهند، مشيدا بالترحيب الحار الذي خصصه الجمهور الهندي للموسيقى الأندلسية المغربية.

و قال إن هذه التجربة كشفت عن العديد من القواسم المشتركة بين التقاليد الموسيقية المغربية و الهندية، رغم أن أساليبها الموسيقية مختلفة بشكل كبير، مضيفا أن هذا النوع من الحوار الفني يستحق التشجيع في المستقبل.

من جانبها، أكدت المغنية زيلا خان أن هذا اللقاء الفني كان “من أهم التجارب في مسيرتها الفنية”، واصفة عمر المتيوي بالأستاذ المتمكن و البيداغوجي الملهم.

و أضافت أن “هذا المشروع، الذي أرعاه منذ العام الماضي، كان مصدرا للتعلم و التجديد الفني”، مسجلة أنه تكريم لثراء الثقافة المغربية.

و أوضحت أنها أرادت تقديم مقطوعات ذات كثافة أدبية و موسيقية كبيرة، مع إحترام عمقها الروحي.

و عرفت هذه الأمسية حضور شخصيات من السلك الدبلوماسي، و ممثلين عن المؤسسات الثقافية، و صحفيين، بالإضافة إلى عدد كبير من محبي الموسيقى الهندية و الأجنبية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.