أقيمت مساء أمس الاثنين بدار الثقافة بالداوديات بمراكش، أمسية استثنائية جمعت الكاتب والروائي ياسين عدنان وعازفة البيانو اليابانية موتوكو هوندا، في حوار فني محمل بالعواطف والحنين لخلق فضاء مشترك. وخلال هذا الحفل، عزفت الفنانة على البيانو مقطوعات موسيقية مستوحاة من قصائد الكاتب المغربي، الذي رافقها أيضا، بقراءات شعرية حية.
وتخلل هذا الحدث، المنظم من قبل المديرية الجهوية للثقافة بمراكش آسفي، في إطار المعرض الجهوي للكتاب بمراكش، معرض تفاعلي لفن الخط المعاصر من توقيع الفنان محمد بديع البوسوني.
ولم يشكل هذا الحوار الفني تجسيدا موسيقيا بسيطا للنص، ولا إلقاء مصاحبا فحسب، بل تداخلا بين المعاني، حيث جلبت أشعار ياسين عدنان صورا ومشاعر وصمتا محملا بالمعنى، في حين استجابت موسيقى موتوكو هوندا بتناغمات أصبحت صوتا يرافق الأبيات الشعرية ويؤكدها. وخلق كل من البيانو، بصداه الحميم، والكلمة، بسحرها الأبدي، حديثا غير مرئي، وعرضا فنيا، ولكن أيضا توسلا بلغتين مختلفتين تتعرفان على بعضهما البعض كجزء من نفس الفعل التعبيري.
وخلال هذا اللقاء، تجاوز شعر ياسين عدنان النص وموسيقى الفنانة اليابانية الصوت، ليصبحا ذاكرة وعواطف وحضور.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، قال الفنان ياسين عدنان، إن هذا الحفل يعد ثمرة إقامة فنية مشتركة سنة 2011 مع موتوكو هوندا بمركز مونتالفو للفنون بكاليفورنيا، مشيرا إلى أن هذا اللقاء أفضى إلى تعاون فني يمزج بين الشعر والموسيقى، يواصله الفنانان بمراكش.
وأضاف أن هذا الحفل يعد استمرارية لرحلة انطلقت فعليا من كاليفورنيا، وحوار مليء بالعواطف والحنين، ولكن أيضا بالتوقعات والأحلام لتكريس الحوار بين ثقافتين مختلفتين توحدهما الموسيقى والشعر.
بدورها، قالت المؤلفة الموسيقية اليابانية، موتوكو هوندا، التي أدت أول عرض لها في دولة عربية وإفريقية، إنها “اكتشفت عالما ثقافيا وإنسانيا رائعا من خلال نصوص ياسين عدنان، وقررت المشاركة في هذه المغامرة المؤثرة”. وعبرت عن عميق تأثرها بـ”كتابات ياسين، لما تحمله من إنسانية تتجاوز الاختلافات الثقافية والدينية”، قائلة إن هذا اللقاء الفني “هو ما دفعني لزيارة المغرب لأول مرة”.
