الأميرة للا أسماء‎ تدشن مركزا للتكفل بالصم و ضعاف السمع

0 41

أشرفت الأميرة للا أسماء، رئيسة مؤسسة للا أسماء، اليوم الإثنين بمكناس، على تدشين مركز “الأميرة للا أسماء” بمكناس، الذي يهدف إلى أن يشكل قطبا جهويا للتميز من أجل تكفل شامل و مجاني بشكل كامل بالأطفال الصم و ضعاف السمع المنحدرين من المدن و الجماعات المجاورة.

و يندرج هذا المركز، الذي يعد ثالث أكبر بنية مهيكلة يتم إنشاؤها ضمن النموذج المندمج المعتمد من طرف مؤسسة للا أسماء بعد مركزي الرباط و طنجة، في إطار الرؤية المستنيرة للملك محمد السادس، الذي يضع الإدماج و الكرامة و الإنصاف في صلب تنمية المملكة.

كما يعكس الإلتزام الإنساني العميق و الثابت للأميرة للا أسماء، التي يمكن عملها اليومي من تغيير حياة آلاف الأطفال.

و يقوم المركز الجديد بمصاحبة 56 تلميذا من مرحلة التعليم الأولي إلى السنة السادسة من السلك الابتدائي، حيث يعاني غالبية هؤلاء التلاميذ من الصمم الشديد، ما يعزز الحاجة إلى تمكينهم من التكفل الشامل الذي يزاوج بين التعليم، و لغة الإشارة، و تقويم النطق و الدعم الإجتماعي.

إلى جانب ذلك، يتابع ثلاثون شابا و شابة حاليا تكوينات في الحلاقة، و الفصالة و الخياطة، و المساعدة في الطبخ ضمن ورشات تابعة للمركز. و يشرف على تأطيرهم مكونون تابعون لمكتب التكوين المهني و إنعاش الشغل، بما يمكن الشباب الصم من إكتساب مهنة مؤهلة و التحضير لإندماجهم في سوق الشغل.

و يشتمل المركز أيضا على قاعة لتكوين الآباء، و أخرى لتقويم النطق يشرف عليها أخصائي في علاج النطق تابع لوزارة الصحة و الحماية الإجتماعية، و قاعة للعلاجات و فضاءات لإعادة التأهيل.

و تمكن هذه البنيات من تكفل كامل يشمل التعلم، و التواصل، و التنمية الشخصية، والدعم النفسي.

و يتميز مركز “الأميرة للا أسماء” بمكناس عن مركزي الرباط و طنجة بإحتوائه على إقامة داخلية تتيح إستقبال الأطفال المنحدرين من الجماعات البعيدة، بما يضمن تكافؤ الفرص.

هذه الإقامة الداخلية التي تتسع لـ 16 طفلا (ثماني غرف مزدوجة)، تأتي إستجابة لواقع ترابي مفاده أن الكثير من الأسر تعيش بعيدا عن المركز ولا تستطيع التنقل بشكل يومي.

و بفضل الإقامة الداخلية، سيكون بوسع هؤلاء الأطفال الإستفادة من تمدرس مستقر و منظم و مستمر.

و لا يعد المركز، الذي يشتمل كذلك على فضاء للعب، و ملعب رياضي و مناطق خارجية مجهزة بشكل مناسب، مكانا مميزا للتعلم فحسب، و لكنه أيضا فضاء للعيش و التفتح و التواصل الإجتماعي.

من جهة أخرى، سيؤمن مركز “الأميرة للا أسماء” التتبع التقني لفائدة الأطفال الذين إستفادوا من زراعة قوقعة الأذن، حيث سيسهر فريق متخصص على إجراء الفحوصات، و إعادة البرمجة، و الإصلاحات، و الإستبدالات اللازمة.

و تضمن هذه المصاحبة إستعادة الإمكانات الكاملة لقوقعة الأذن المزروعة، حتى يستفيد كل طفل من إدراك صوتي مثالي.

و بهذه المناسبة، تابعت الأميرة للا أسماء أنشطة فنية بالقاعة متعددة التخصصات للمركز، قبل أن تقوم بمتابعة مباراة في كرة السلة قامت بتنشيطها السيدة نزهة بدوان، رئيسة الجامعة الملكية المغربية للرياضة للجميع.

و من خلال مبادرات مماثلة، تسهر مؤسسة للا أسماء على إرساء شبكة مهيكلة مرصودة لتلبية الإحتياجات الحقيقية للأطفال الصم و ضعاف السمع.

و يتم إعتماد هذه الشبكة الإقليمية، المدعومة بمدارس للإدماج و مراكز للتشخيص للأطفال الرضع، بكيفية تدريجية، من أجل ضمان ولوج منصف للتعليم و الصحة، مع التكفل المجاني بزراعة قوقعة الأذن.

و أضحى هذا النموذج المغربي، الفريد من نوعه في العالم، و الذي يجري تطويره بمنطقة الشرق الأوسط و شمال إفريقيا و إفريقيا و أمريكا الجنوبية، مرجعا دوليا يلهم 21 بلدا.

من جهة أخرى، يجسد المركز الجديد تماما هذه الرؤية، كما يشكل مرحلة جديدة في بناء بلد يمكن فيه لكل طفل أن يتعلم و ينمو و يجد مكانه الملائم.

و لدى وصولها إلى مركز “الأميرة للا أسماء” بمكناس، إستعرضت الأميرة للا أسماء تشكيلة من القوات المساعدة أدت التحية، قبل أن يتقدم للسلام عليها وزير التربية الوطنية و التعليم الأولي و الرياضة، السيد محمد سعد برادة، و وزيرة التضامن و الإدماج الإجتماعي و الأسرة، السيدة نعيمة بن يحيى، و والي جهة فاس–مكناس، عامل عمالة فاس، السيد خالد آيت الطالب.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.