مهرجان الكتاب الإفريقي بمراكش : الرواية المضادة، صوت الصمود و الحرية (مائدة مستديرة)

0 49

أكد المشاركون في مائدة مستديرة نظمت اليوم الأحد بالمدينة الحمراء في إطار فعاليات الدورة الثالثة لمهرجان الكتاب الإفريقي بمراكش، أن الرواية المضادة تعد صوت الصمود و الحرية قادرة على هدم المعايير المهيمنة وإعطاء الكلمة للأصوات المهمشة.

و أبرز المتدخلون خلال مائدة مستديرة حول موضوع “واجب الرواية المضادة”، أن هذه الرواية تعتبر صوت الصمود و البقاء و الحرية قادرة على تفكيك الأفكار المهيمنة و تأكيد هويات مهمشة مع تحفيز التفكير من خلال الاستفزاز و التوازن السردي.

و أكدت الكاتبة، مهاني علوي، في هذا الصدد، أن الرواية المضادة هي رواية للصمود، مشيرة إلى أن الأدب من واجبه الإستفسار و الإحتجاج و إدانة الظلم.

و قالت إنه “من خلال الكلمات، يمكن للكتاب تفكيك السرديات السائدة و منح الكلمة لأولئك الذين يتم إسكاتهم في كثير من الأحيان”.

و أبرزت أن الكلمات تعد مساحة للحرية، مضيفة بالقول “تكتب هي أن تصمد”. و إعتبرت الكاتبة أن الأدب أصبح وسيلة لإثارة الوعي و طرح الأسئلة الأساسية.

من جانبها، أشارت الصحفية الفرنسية، روخية ديالو، إلى أن مسألة الرواية المضادة تعد أيضا مسألة بقاء، لافتة إلى أن الرواية السائدة تفرض نمطا يهمش بعض الأصوات في حين أن الرواية المضادة تتيح كسر هذه الأطر و تعيد تقديم رؤية واضحة عن القصص التي تم محوها.

و قالت “الرواية المضادة تتيح لنا بأن نكون على ما نحن عليه تماما”، مضيفة أن الأمر يتعلق بفعل تأكيد الذات و مساحة للحرية حيث يمكن مقاومة الإضطهاد وهدم الصور النمطية و المطالبة بهوية المرء خارج المعايير المفروضة.

من جهتها، قالت الروائية جنيفير ريشارد، إنه من المهم إيجاد توازن حتى لا تنحصر الرواية المضادة في كونها مجرد خطاب بسيط للإحتجاج، و لكن يمكنها أيضا اكتشاف آفاق سردية و عاطفية أخرى.

كما أكدت أن ” الرواية المضادة يمكن أن تكون إستفزازية و هذا قد يفيد القارئ”، معتبرة أن الإستفزاز ليس فقط وسيلة للصدمة و لكن أيضا لتحفيز التفكير و التشكيك في اليقين و تقديم شكل من الحرية الفكرية.

و يروم مهرجان الكتاب الإفريقي بمراكش، الذي تنظمه جمعية “نحن فن إفريقيا” (We Art africains) إلى غاية 2 فبراير الجاري، الإحتفاء بالأدب و الثقافة الإفريقيين.

و تهدف هذه التظاهرة الثقافية، التي أضحت حدثا ثقافيا مميزا، إلى المساهمة في التأثير الثقافي و الفني بإفريقيا من خلال إبراز ثراء أدبها و فنونها.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.