ندوة دولية بسطات تقارب موضوع “حقوق الإنسان و تحديات العصر الرقمي”

0 417

إنطلقت اليوم الأربعاء بسطات، أشغال ندوة دولية حول موضوع “حقوق الإنسان و تحديات العصر الرقمي “، بمشاركة خبراء مغاربة و أجانب متخصصين في هذا المجال.

و تروم هذه الندوة، التي تنظمها جامعة الحسن الأول بسطات بشراكة مع جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية إلى غاية 7 فبراير الجاري، تحليل تأثير العصر الرقمي على حقوق الإنسان، و التعرف على التهديدات و المخاطر المحتملة على حقوق الإنسان التي تنشأ بسبب التحولات الرقمية و كيفية مواجهتها، و البحث عن الآليات القانونية لحماية حقوق الإنسان في البيئة الرقمية.

و في كلمة خلال إفتتاح هذه الندوة، قال رئيس جامعة الحسن الأول، عبد اللطيف مكرم، إن هذا الحدث الدولي يشكل منصة للتحليل والتفكير، وتقديم الاقتراحات بشأن موضوع حقوق الإنسان في ظل التطورات التي يعرفها الفضاء الرقمي، كما يعكس إهتمام الجامعة بتعزيز الثقافة و التربية الرقمية بشكل عام.

و أضاف أن هذه الندوة، التي تعرف مشاركة أطر من المجلس الوطني لحقوق الإنسان، و النيابة العامة، و الأمن الوطني، و أساتذة جامعيين، و محامين و قضاة، “تتميز بمشاركة عدة بلدان نتقاسم معهم اللغة و الدين و التاريخ و التقاليد، بغية مقاربة مواضيع مرتبطة بحقوق الانسان و علاقتها بالعصر الرقمي”.

و أكد أن الجامعة، التي تقع على عاتقها مسؤوليات مجتمعية إلى جانب المسؤوليات الأكاديمية و البحث و التكوين ، تلعب دورا محوريا في المجتمع، لتكون بذلك رافعة لتحقيق التنمية، عبر الإنخراط في هذه المبادرات التي تواكب الأوراش المفتوحة بالمغرب، مشيرا إلى أن مخرجات هذا اللقاء ستشكل قيمة مضافة لمعالجة الإشكالات الرئيسية المرتبطة بموضوع الندوة.

من جهتها، قالت رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان آمنة بوعياش، أن موضوع الندوة يحتل راهنية كبيرة، سواء على الساحة الوطنية أو الدولية، من خلال التطورات التي تتبلور و تتسارع، لتزيد معها سرعة فرص إستثمار هذه الفضاءات و الزخم الذي تتيحه من جهة، و حجم الإنشغالات و الإنتهاكات و التهديدات المحدقة بالحقوق و الحريات، من جهة ثانية.

و أضافت بوعياش، في كلمة تلاها نيابة عنها مدير مديرية الدراسات و التوثيق، محمد الهاشمي، أن “ثنائية الخير و الشر، و المنافع و الأضرار، و الفرص و التحديات، هي ثنائية متلازمة و ملازمة للتطورات التكنولوجية في عالمنا المعاصر، حيث يتصاعد تأثير التكنولوجيا الرقمية و الذكاء الإصطناعي، الذي يوفر فرصا كبيرة لتعزيز الولوج الفعلي للعديد من الحقوق التي تستفيد من الطفرات التكنولوجية التي نعيشها، غير أنها تنطوي في الوقت ذاته على مخاطر و تهديدات جدية لحقوق الإنسان”.

و أكدت أنه المغرب يسعى بكامل الجدية و الإلتزام إلى تحقيق سيادته الرقمية الوطنية، و تحقيق تحول رقمي شامل و كامل، و تشجيع خلق مقاولات مغربية قادرة على المنافسة و ضمان تحقيق نوع من الإكتفاء الذاتي الرقمي.

من جانبه، أكد وكيل الجامعة للعلاقات الخارجية بجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية خالد بن عبد العزيز الحرفش، أن هذه الندوة تعد ثمرة شراكة ناجحة و متميزة مع جامعة الحسن الأول، عززتها إتفاقيات التعاون المشترك التي أثمرت العديد من الأنشطة المشتركة في المجالات العدلية و الإنسانية.

و أشار إلى أن هذه النسخة تأتي ضمن الجهود التي تبذلها الجامعة لتعزيز حقوق الإنسان، التي تعد قضية وثيقة الصلة بكل ما يحقق أمن و إستقرار المجتمعات، و أهداف التنمية المستدامة، مؤكدا التزام الجامعة بتعزيز التعاون العالمي لنشر ثقافة حقوق الإنسان، و تطوير التشريعات و الآليات التي تدعم الجهود الدولية في هذا المجال.

و سجل أن الأمر يتعلق كذلك بموعد لتناول و مقاربة موضوع حقوق الإنسان و تحديات المجال الرقمي، مشيرا إلى أن الجامعة تعمل من خلال برامجها الأكاديمية و التدريبية و البحثية و الأنشطة العلمية على ترجمة هذا الإهتمام بحقوق الإنسان إلى مبادرات فاعلة.

و يتضمن برنامج الندوة تنظيم جلسات تفاعلية حول مواضيع تهم، بالأساس، الحقوق الرقمية و حماية البيانات، و الآليات المستحدثة لحماية حقوق الانسان في العصر الرقمي، و أخلاقيات الذكاء الإصطناعي و حقوق الإنسان، و التكنولوجيا و حقوق الإنسان، و التحديات القانونية المرتبطة بالحقوق الرقمية.

كما سيبحث المشاركون عدة محاور، تهم تحولات العصر الرقمي و توسيع نطاق حقوق الإنسان، و مخاطر التحولات الرقمية على حقوق الإنسان و آثارها على الأوساط الإجتماعية، و التحديات التي تواجه حقوق الأفراد في عصر البيانات الرقمية، و الآليات المستحدثة لحماية حقوق الإنسان في العصر الرقمي، مع التطرق لبعض التجارب و الممارسات الدولية في حماية حقوق الإنسان و تعزيز الأمن الرقمي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.