المناطق الرطبة بالصويرة تزخر بمؤهلات إيكولوجية و إقتصادية يتعين تثمينها (ملتقى)

0 405

أكد المشاركون خلال ملتقى إقليمي، ن ظم اليوم الأربعاء بمدينة الرياح، بمناسبة اليوم العالمي للمناطق الرطبة، أن هذه الأخيرة بالصويرة تمثل تراثا طبيعيا ذا قيمة إيكولوجية و إقتصادية كبيرة تقتضي تدبيرا مستداما و تثمينا ناجعا.

و خلال هذا اللقاء، المنظم من طرف جمعية “موغا غرين” بشراكة مع اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية و المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية و التعليم الأولي و الرياضة و مجموعة البحث من أجل حماية الطيور في المغرب، أبرز المشاركون أهمية النظم الإيكولوجية الرطبة بالإقليم، من قبيل جزيرة موكادور و وادي القصب و الحزام الأخضر الغابوي للصويرة، مؤكدين على دور هذه المواقع في المحافظة على التنوع البيولوجي، و ضبط النظم المائية و التخفيف من حدة التغيرات المناخية.

و شددوا في هذا السياق، على ضرورة المحافظة على المناطق الرطبة قصد ضمان توزانها الإيكولوجي و الإستغلال المستدام لمؤهلاتها الإقتصادية، لاسيما في قطاعات السياحة الإيكولوجية و الفلاحة المستدامة.

و سلط المتدخلون الضوء أيضا، على الوظائف المتعددة و الأساسية لهذه المنظومات البيئية، لاسيما دورها في ترشيح و تنقية المياه، و حماية التربة من التعرية و المحافظة على التنوع البيولوجي، موضحين أن هذه المواقع الطبيعية تمثل موئلا مفضلا لعدد من الأصناف المستوطنة و المهاجرة، من ضمنها طيور النورس التي تنتشر بشكل خاص بمدينة الرياح.

من جهة أخرى، حذر المشاركون من التهديدات المتنامية التي تتربص بهاته النظم الإيكولوجية الهشة، بسبب التعمير، و التلوث و تداعيات التغير المناخي، لاسيما مع إرتفاع منسوب البحار.

و أمام هذه التحديات، دعا المشاركون إلى وضع تدابير ملموسة، من قبيل خلق محميات طبيعية، و تقوية السياسات العمومية المحلية لتدبير الماء، و إدماج حماية المناطق الرطبة ضمن إستراتيجيات التنمية الترابية، و النهوض بالبحث العلمي في هذا المجال.

كما أبرزوا أهمية التربية البيئية و توعية الساكنة المحلية و الفاعلين الإقتصاديين بالإقليم، بهدف تشجيع مقاربة تشاركية في مجال حماية و تثمين هذه المنظومات البيئية.

و دعوا أيضا، إلى تعاون معزز بين السلطات المحلية و منظمات المجتمع المدني و الباحثين، من أجل تطوير مبادرات مبتكرة تجمع بين المحافظة على المناطق الرطبة و النهوض بسياحة مستدامة محترمة للبيئة و مدرة لفرص الشغل.

و يندرج هذا الملتقى الإقليمي الأول، المنظم تحت شعار “المناطق الرطبة..ثروة بيئية من أجل سياحة إيكولوجية مستدامة” بحضور خبراء و باحثين و فاعلين جمعويين و طلبة، في إطار دينامية شاملة لحماية التراث الطبيعي للصويرة، تتوخى التوفيق بين التنمية السوسيو-إقتصادية و حماية المنظومات الإيكولوجية لفائدة الأجيال المقبلة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.