الإستئصال بالتبريد..تقنية حديثة لعلاج الأورام السرطانية في المغرب

0 77

تمكن الدكتور علاء مراني زنتر، إختصاصي الأشعة التداخلية، من إجراء إستئصال أورام سرطانية دون الحاجة إلى أي عملية جراحية تتطلب شقا في الجسد أو فترة نقاهة طويلة، و ذلك عبر تقنية الإستئصال بالتبريد.

أفاد مراني زنتر أن الإستئصال بالتبريد هو تقنية طبية تعتمد على تدمير الأنسجة السرطانية بإستخدام البرودة الشديدة و الموجهة بدقة، دون الحاجة إلى شق جراحي أو تخدير عام، موضحا أنه خلال العملية يتم إدخال مسبار رفيع تحت توجيه الموجات فوق الصوتية إلى المنطقة المصابة، ليعرض النسيج الورمي لبرودة تصل إلى ناقص 40 درجة ما يؤدي إلى تجميد الخلايا السرطانية و تدميرها.

و يتحدث زنتر عن خصوصية هذه التقنية، و كيف تختلف عن الجراحة التقليدية، و الحالات التي يمكن علاجها بإستخدامها.

و بدأ إعتماد هذه التقنية على سرطان الثدي، غير أن المراني كشف أنها تشمل اليوم تدخلات طبية عديدة، إذ تعد فعالة في علاج عدة أنواع من السرطان، من بينها، سرطان الرئة، و الكلى، و الكبد، و البروستات.

كما يمكن إستخدامها لتخفيف الألم و الأعراض الناتجة عن السرطان المنتشر في العظام أو العقد اللمفاوية. و يمكن تطبيقها كذلك على الأورام الحميدة كبيرة الحجم، محققة نتائج جيدة مع الحفاظ على سلامة النسيج المحيط.

و أبرز أن هذه التقنية تختلف عن الجراحة التقليدية في كونها لا تحدث شقا في الجسد، و تنفذ تحت تخدير موضعي، كما هو الحال في أورام الثدي، مما يقلل فترة النقاهة من أيام إلى ساعات فقط، و يحد من احتمال العدوى، و يقلص الألم خاصة في حالة سرطان البنكرياس، كما يوفر راحة أكبر للمريض مقارنة بالتخدير العام.

و يقدم الإستئصال بالتبريد مزايا إضافية في حالات الأورام التي يصعب الوصول إليها جراحيا، إذ يحد من المضاعفات الجراحية و يوفر للمريض تعافيا أفضل، مع تقليل الألم بشكل ملحوظ.

و من أهم مزايا هذه التقنية عدم ترك ندوب ظاهرة، إلى جانب توفير رعاية أكثر إنسانية للمريضات المصابات بسرطان الثدي، و إحترام أجسادهن و سلامتهن النفسية و الجسدية.

و أوضح الدكتور أن الإستئصال بالتبريد يستخدم عادة عندما تكون الجراحة العلاجية غير ممكنة، سواء بسبب الحجم الكبير للورم أو لدى المرضى الذين يعانون من مشاكل صحية تجعل العملية الجراحية خيارًا غير آمن.

و يتم تحديد ملاءمة التقنية لكل مريض وفق معايير دقيقة تشمل تقييم الحالة الصحية العامة، و طبيعة الورم، و حجمه و موقعه، مع مقارنة مختلف خيارات العلاج لتحديد الأنسب.

و تستغرق العملية عادة حوالي 30 دقيقة فقط، ما يجعلها خيارا سريعا و فعالا مقارنة بالعلاجات التقليدية.

و أكد مراني زنتر أنه أجرى أكثر من 20 عملية ناجحة بإستخدام هذه التقنية لعلاج أنواع مختلفة من السرطان، موضحا أن نسبة النجاح بلغت 90%.

و تطورت هذه الطريقة بفضل التعاون مع شركات محلية و دولية، و يطبق هذا النوع من العلاج حاليا في العالم العربي فقط في المغرب و الإمارات، و في إفريقيا في المغرب و جنوب إفريقيا.

و أشار المتحدث إلى أن الأبحاث و الدراسات مستمرة حاليا بالتعاون مع باحثين و أطباء في المجال، من أجل متابعة حالات المرضى و تقييم نتائج العلاج على المدى الطويل.

و يؤكد الدكتور مراني أن هذه التقنية مكملة للعلاج الجراحي و ليست بديلا، بإمكانها تحقيق تقدم في مجال علاج السرطان، لأنها تتيح التدخل بسرعة، و بأقل مضاعفات، مع تحقيق نتائج فعالة و رضا كبير لدى المرضى، و هو ما يعكس التطور الطبي الذي يشهده المغرب في مجال محاربة السرطان مقارنة بدول أخرى في المنطقة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.