إختتمت الجمعة الماضية بجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية بإبن جرير، الدورة الثانية من “قمة التكنولوجيا العميقة”، التي جمعت أزيد من 5500 مشارك ينحدرون من 53 بلدا، من ضمنهم 57 في المائة من الوفود الدولية، و كذا 3 آلاف طالب، في صيغة تجمع بين الخبرة الأكاديمية و الإستثمار و الرؤية المجتمعية.
و خصصت هذه القمة، التي نظمتها الجامعة تحت شعار “إعادة تعريف التقدم : كيف يعيد الذكاء الإصطناعي تشكيل الإبتكار في التكنولوجيا العميقة”، لتثمين التكنولوجيات العلمية الصاعدة ذات الأثر القوي، مع إيلاء أهمية خاصة للتجذر الإفريقي للتكنولوجيات العلمية الصاعدة ذات الأثر القوي و إمكانات إطلاقها على الصعيد الدولي.
و تدارست القمة موضوع الذكاء الإصطناعي، الخيط الناظم لهذه الدورة، كقوة علمية و مجتمعية، و كمحرك لتحسين مجالات الصحة و الطاقة و الفلاحية، و كرهان جيوسياسي و أخلاقي يتطلب إطارات للحكامة المندمجة، يمكن أن تلعب بها إفريقيا دورا مهيكلا.
و إختارت لجنة تحكيم جائزة قمة التكنولوجيا العميقة 2025 شركة (Cure Bionics) كفائزة في فئة أفضل مقاولة ناشئة في مجال التكنولوجيا العميقة في علوم الحياة، تقديرا لمساهماتها في الرعاية الصحية الداعمة و التكنولوجيا الحيوية و الأدوية و علم الجينوم.
و آلت جائزة أفضل مقاولة ناشئة في فئة مجال التكنولوجيا العميقة في الإقتصاد الأخضر، لشركة (Sand to Green) الناشئة لتقنيتها في تحويل الأراضي القاحلة إلى مساحات صالحة للزراعة، في تقاطع مع الإستدامة و الطاقة المتجددة و الإبتكار المناخي.
و حصلت (Nyungu Afrika) على لقب المقاولة الناشئة الواعدة أكثر في إفريقيا لقدرتها على تحويل رهان الصحة العمومية بعد الولادة إلى حل إيكولوجي و قابل للتصنيع بأثر كبير على القارة.
كما تم منح تنويه خاص لشركة (Sawari Ventures)، التي تم الإشادة بإلتزامها الهيكلي بتمويل و تسريع التكنولوجيا العميقة في القارة.
و بالإضافة إلى الجوائز، أتاحت هذه الدورة لـ29 مقاولة ناشئة إفريقية في مجال التكنولوجيا العميقة بتقديم مشاريعها إلى لجنة دولية من المستثمرين المغامرين.
و أظهرت هذه الشركات، النشيطة في مجالات التكنولوجيا الصحية و التكنولوجيا الزراعية و التكنولوجيا الخضراء و علوم البيانات، الدينامية المتزايدة لريادة الأعمال العلمية في إفريقيا.
و خلال هذه الدورة الثانية، تم توقيع العديد من بروتوكولات إتفاقات مع العديد من المؤسسات الأكاديمية و الصناعية، واضعة الأسس لتعاون في مجال البحث التطبيقي، و الإحتضان التكنولوجي و التطوير المشترك.
و من ضمن هذه الإتفاقيات إتفاقية إطار أبرمت بين جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية و مجموعة (H&S)، بهدف الإطلاق المشترك للمشاريع في مجالات الابتكار و البحث التطبيقي و ريادة الأعمال و التنمية المجالية.
و تنص هذه الإتفاقية بشكل خاص، على توطين فرع للمجموعة بحرم الجامعة في إبن جرير لتشجيع التعاون بين الباحثين و الطلاب و الخبراء في المهنة.
و سيتم إطلاق برامج البحث و التطوير في قطاعات الصحة و التكنولوجيا الحيوية و الكيمياء الخضراء و الذكاء الإصطناعي، بهدف تصميم منتجات تتكيف مع الأسواق الإفريقية.
و في نفس السياق، قامت جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية و “التجاري وفا بنك” بإبرام تعاون بين منصة (Startgate) و مختبر الإبتكار التابع للمجموعة البنكية.
و يهدف هذا التعاون إلى ربط منظومة المقاولات الناشئة في الجامعة بالأولويات الإستراتيجية للتجاري “وفا بنك”، من خلال سلسلة من المبادرات المشتركة.
كما تم إبرام اتفاقية تعاون مع (Africorp Consortium) لتطوير مبادرات الإبتكار التطبيقي في قطاعات الصناعة و الفلاحة و المناجم و التربية.
و يرتكز هذا التعاون على الترسيخ الصناعي لـ(Africorp Consortium) و إستراتيجيتها القارية و القدرات العلمية لجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية.
و يقضي هذا الإتفاق بإتخاذ مبادرات مشتركة من حيث زيادة الكفاءات التكنولوجية، و هيكلة المشاريع داخل ريادة الأعمال، و فتح أنظمة الإبتكار، و دعم بروز كفاءات تقنية ذات بمؤهلات قوية.
