الحوز : التكفل بذوي الإحتياجات الخاصة في صلب إنشغالات المبادرة الوطنية للتنمية البشرية

0 497

جعلت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية منذ إنطلاقتها، من مواكبة الأشخاص في وضعية هشاشة و ذوي الإحتياجات الخاصة، أحد المحاور الرئيسية لمختلف أنشطتها و أحد أبرز أولوياتها.

و من هذا المنطلق، خصصت المبادرة مكانة بارزة للتكفل بالأطفال المصابين بالتوحد أو أولئك الذين يعانون من إعاقات أخرى، و ذلك عبر سلسلة من المبادرات و التدخلات الرامية إلى ضمان بيئة ملائمة للتفتح و الإندماج الفعلي لهذه الفئات داخل المجتمع.

و يجسد مركز “تحديات” للأشخاص ذوي الإحتياجات الخاصة بجماعة آيت أورير (إقليم الحوز)، إلتزام المبادرة بضمان إندماج سوسيو-تربوي مثالي لهذه الفئات الهشة، مع السهر على ضمان خدمات تتلاءم مع حاجياتهم.

و تعمل هذه البنية، التي تصل طاقتها الإستيعابية إلى 69 طفلا يعانون من إعاقة جسدية أو عقلية، من ضمنهم 36 طفلا توحديا، من دون كلل، قصد ضمان سلسلة من الخدمات ذات الصلة، من ضمنها إعادة التأهيل و التأهيل الطبي، و الدعم و المواكبة النفسية، و التنشيط الثقافي و الرياضي، إلى جانب ورشات شبه مدرسية، بهدف تسهيل الإندماج الإجتماعي للمستفيدين.

و تمثل تدخل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بهذه المؤسسة ذات الأثر السوسيو-تربوي القوي، المقامة على مساحة تقدر بـ248 متر مربع، في تأهيل البناية الحالية (الطلاء و الزجاج و النجارة وإصلاح الشقوق و تجديد البلاط و التصميم الخارجي و الملعب الرياضي)، و تجهيز الغرف حسب نوع التخصص (تقويم النطق، العلاج الفيزيائي، العلاج النفسي الحركي، التربية المتخصصة، و المواكبة النفسية…)، بتكلفة إجمالية تزيد عن 2,049 مليون درهم، فيما تعنى مؤسسة التعاون الوطني بتمويل تدبير هذا المركز.

و يعمل المركز، الذي تسهر على تسييره جمعية “تحديات” للأطفال التوحديين، على ضمان إنخراط الأسر في مسلسل إعادة تأهيل أبنائهم، عبر إقتراح حصص للتوجيه و الإستشارة من شأنها مساعدتهم على فهم أفضل لإعاقة أبنائهم و وسائل الإعتناء بهم بشكل فعال، و كذا ورشات مخصصة للتحسيس إزاء أهمية إدماج هؤلاء الأطفال في الحياة العامة.

و في تصريح للصحافة، أبرز رئيس قسم العمل الإجتماعي بعمالة إقليم الحوز، مصطفى أخياط، الدور الهام و الأهمية الكبرى التي توليها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية للأشخاص في وضعية صعبة أو في وضعية إعاقة على مستوى الإقليم، مع السهر على النهوض بظروفهم و إندماجهم الإجتماعي، بإعتبارها أحد المحاور الرئيسية لتدخلات المبادرة.

و أضاف أن المبادرة تعمل منذ إنطلاقها، على تخفيف معاناة هذه الفئات الهشة و تحسين صحتهم و دعمهم بشكل أفضل، للتغلب على إعاقتهم و تمكينهم من ممارسة حياة طبيعية و الإندماج بسهولة في المجتمع، مشيرا إلى أن المركز يقدم مجموعة متنوعة من الخدمات الحيوية التي تتلاءم مع إحتياجات هؤلاء الأطفال المصابين بالتوحد و ذوي الإعاقة.

من جانبه، نوه أمين مال جمعية “تحديات”، عادل لبيض، بمساهمة و دعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي لاحصر لها، في بلورة و تنفيذ وتجهيز هذا النوع من المشاريع، من خلال الإلتزام بتوفير الوسائل الديداكتيكية والتربوية وتجهيز هذه البنية بالمعدات اللازمة، معبرا عن امتنانه لمختلف الشركاء، و خاصة التعاون الوطني من خلال تعبئة الأطر الطبية و شبه الطبية، و المجلس الجماعي لآيت أورير.

و أبرز الفاعل الجمعوي، الذي يعاني شقيقه الأصغر من التوحد، التعبئة الراسخة من جانب جميع الطاقم (الطبي و الإداري) داخل المركز خدمة لرفاهية هؤلاء الأطفال الذين يحتاجون إلى مواكبة أسرية و سوسيو-تربوية خاصة.

من جانبها، أبرزت المؤطرة بالمركز، السيدة وجدان تواتي، التعبئة و روح العمل و التفاني المبذول يوميا من قبل فرق هذا المركز، من أجل تقديم الدعم اللازم للمستفيدين، مؤكدة أن الهدف الأسمى يتمثل في تسهيل الإندماج الإجتماعي لهذه الفئات الهشة، من خلال مجموعة من الأنشطة البيداغوجية و الطبية و الرياضية و التنشيطية.

و إلى جانب هذا المركز، تشارك المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في إنجاز سلسلة من المشاريع الإجتماعية في إقليم الحوز، مع الإهتمام بشكل خاص، بإنشاء و تجهيز مؤسسات الحماية الإجتماعية، خاصة لفائدة الأطفال ذوي الإحتياجات الخاصة و الأشخاص في وضعية صعبة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.