إقليم طانطان : ندوة بالوطية تبرز الدور المحوري للثقافة في تحقيق التنمية المستدامة و المندمجة

0 1٬034

أبرز مهتمون و باحثون في المجال الثقافي و الإقتصادي، أمس الثلاثاء بالوطية (إقليم طانطان)، الدور المحوري للثقافة في تحقيق تنمية محلية مستدامة و مندمجة.

و أوضح المتدخلون في ندوة حول “التنشيط الثقافي و السياحي و فرص التنمية متعددة الأبعاد، فضاء الوطية الساحلي نموذجا”، ضمن فعاليات الدورة ال 14 لمهرجان الوطية الصيفي (16-22 غشت) الذي تنظمه جماعة الوطية، أن الإستثمار في الرأسمال الثقافي سواء المادي (مآثر تاريخية، مواقع أثرية) أو اللامادي (طقوس و عادات، فنون شعبية)، يسهم في النهوض بالتنمية الترابية و تعزيز الإقتصاد المحلي و خلق فرص الشغل.

و أبرزوا العلاقة الوثيقة بين الثقافة و التنمية، و ما يشكله الفعل الثقافي لاسيما عبر المهرجانات، من مصدر لخلق فرص الشغل و محرك لعجلة التنمية المحلية، مشددين على ضرورة إعطاء هذه المهرجانات و منها مهرجان الوطية الصيفي، بعدا إستراتيجيا ضمن برامج التنمية المحلية، و بلورة رؤية جماعية تجعل منها منصة للتفكير في سياسات ثقافية و سياحية مبتكرة قادرة على تحويل الثقافة إلى رافعة للتنمية.

و أكد الباحث في المالية العمومية، سعيد بوفريوي، أن الثقافة و التنمية تجمع بينهما علاقة وثيقة بالنظر لما تلعبه الثقافة من دور في تعزيز الإقتصاد المحلي، مبرزا أهمية مدخل الإقتصاد الثقافي كرافعة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة و المندمجة، و مشددا على أهمية الإستثمار في الرأسمال الثقافي المادي و اللامادي الذي يسهم في خلق فرص الشغل و تقوية الصناعات الإبداعية.

و أشار إلى أن تحويل الثقافة إلى مصدر دخل من شأنه أن يساهم في تمويل السياسات العمومية، مبرزا أن ما يزخر به المغرب من تراث مادي و لامادي يمكن أن يشكل مدخلا تمويليا مبتكرا يعوض النقص الحاصل في الموارد المالية التقليدية سواء الجبائية أو غير الجبائية، و يمنح الجماعات الترابية إمكانات جديدة لتقوية قدراتها الإقتصادية.

و دعا الباحث في هذا السياق، إلى ضرورة أن تستثمر جماعة الوطية مهرجانها الصيفي كمنصة للتفكير الإستراتيجي في إحداث مؤسسة أو وكالة محلية تعنى بالثقافة و التنمية الثقافية، و تعمل على تأطير المبادرات الثقافية و تثمين التراث المحلي و دعم الصناعات الإبداعية.

من جهته، أكد المخرج المسرحي، عبد اللطيف الصافي، أن الثقافة ليست مجرد ترف بل هي ركيزة أساسية للتنمية المستدامة، و ذلك بإعتبارها مصدرا لخلق فرص الشغل و محركا للنمو الإقتصادي، فضلا عن دورها في تعزيز الهوية الوطنية و التماسك المجتمعي، مشيرا إلى أن التجارب الدولية و الوطنية، مثل مهرجان كناوة بالصويرة، قدمت نموذجا واضحا على قدرة الفعل الثقافي على تحريك عجلة التنمية المحلية و جذب الإستثمار و السياحة.

و سجل أن مدينة الوطية تتوفر على ساحل يزخر بمؤهلات طبيعية و ثقافية هامة من شاطئ و ميناء و ثقافة الصيد و الرحل، لكنه في المقابل يعاني من ضعف البنيات الثقافية و غياب الفضاءات الإبداعية الضرورية، داعيا إلى إعتماد رؤية تشاركية تجعل من الثقافة محركا رئيسيا للتنمية عبر تثمين التراث المادي و اللامادي، و دعم الصناعات الثقافية و الإبداعية، و تشجيع ريادة الأعمال الثقافية بما يجعل من الوطية نموذجا بارزا للإقتصاد الثقافي البحري المستدام.

من جانبه، أبرز الفنان التشكيلي، علي أطويف، الدور الأساسي للجمعيات في تسويق المجال الترابي و السياحي للمنطقة، و ذلك من خلال مساهمتها في الحفاظ على الهوية الثقافية و الفنية و تثمين التراث المادي و اللامادي كالطبيعة و الفنون و الحرف المحلية. و أضاف أن الجمعيات تساهم أيضا في تنشيط الأنشطة السياحية و الثقافية المرتبطة بالتراث البحري، و تشجيع الإبداع لدى الشباب عبر توفير فضاءات للتعبير و التكوين، و جلب الإستثمارات و تنشيط الإقتصاد المحلي بما يتيح خلق فرص الشغل و تعزيز صورة المنطقة سياحيا.

و أكد باقي المتدخلين أن الإستثمار في الثقافة و السياحة يمثل خيارا إستراتيجيا لتنمية المناطق الساحلية كالوطية، عبر تثمين التراث الطبيعي و الثقافي، و تشجيع المقاولات الإبداعية، و تنويع مصادر الدخل المحلي، داعين إلى بلورة رؤية جماعية تجعل من مهرجان الوطية الصيفي منصة دائمة للتفكير في سياسات ثقافية و سياحية قادرة على تحويل الثقافة إلى رافعة للتنمية المستدامة.

و تتواصل فقرات برنامج مهرجان الوطية الصيفي إلى غاية 22 غشت، بتنظيم أنشطة متنوعة فنية و ترفيهية و تحسيسية. 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.