جلالة الملك يدشن و يزور عددا من المشاريع الكبرى المندرجة في إطار إعادة هيكلة و تطوير المركب المينائي للدار البيضاء

0 684

أشرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، اليوم الخميس بالدار البيضاء، على تدشين و زيارة عدد من المشاريع الكبرى المندرجة في إطار إعادة هيكلة و تطوير المركب المينائي للدار البيضاء، و الرامية إلى تعزيز الإشعاع الإقتصادي و السياحي للعاصمة الإقتصادية للمملكة.

و تهدف هذه المشاريع إلى ترسيخ مكانة الدار البيضاء كقطب إقتصادي و مالي رائد على المستوى القاري، منفتح بالكامل على محيطه الدولي.

و تهم هذه المنجزات، التي رصدت لها إستثمارات بقيمة 5 مليارات درهم، تهيئة ميناء للصيد، و بناء ورش جديد لإصلاح السفن، و تطوير محطة خاصة بالرحلات البحرية، و تشييد مجمع إداري يضم مجموع المتدخلين في ميناء الدار البيضاء.

و تعكس هذه المشاريع، التي تشرف عليها الوكالة الوطنية للموانئ، العزم الراسخ لجلالة الملك على تمكين العاصمة الإقتصادية للمملكة من بنيات تحتية حديثة تستجيب للمعايير الدولية، قادرة على منح نفس مستدام لتجدد المدينة و الإستجابة للتطلعات المشروعة لساكنتها.

و هكذا، دشن جلالة الملك ميناء الصيد الجديد (1,2 مليار درهم)، و الذي من شأنه المساهمة في تحسين سلامة و ظروف عيش و عمل صيادي المدينة، و توفير بيئة أفضل لتسويق و تثمين المنتجات البحرية، و تنظيم قطاع الصيد الساحلي و التقليدي، و تطوير الأنشطة ذات الصلة.

و تم تجهيز هذا الميناء، المصمم لإستيعاب أزيد من 260 قارب للصيد التقليدي و نحو 100 سفينة للصيد الساحلي، ببنية تحتية مندمجة لإستقبال و تسويق منتجات الصيد البحري، لاسيما سوق للسمك من الجيل الجديد بالقرب من أماكن التفريغ، و وحدة لتدبير الصناديق البلاستيكية الموحدة، و ثلاث مصانع للثلج، و محلات لملاكي السفن و بائعي السمك بالجملة و أصحاب قوارب الصيد، و دار للبحار.

إثر ذلك، زار جلالة الملك الورش الجديد لإصلاح السفن بميناء الدار البيضاء، الذي يروم إعادة هيكلة و تطوير قطاع بناء و إصلاح السفن بالمغرب، و جذب المزيد من الإستثمارات في هذا القطاع، و الإستجابة للطلب الوطني في هذا المجال إلى جانب جزء من الطلب الخارجي، و تعزيز مكانة المغرب في السوق العالمية.

و شمل هذا المشروع، الذي رصدت له إستثمارات بقيمة 2,5 مليار درهم، إنجاز حوض جاف بطول 240 مترا، و عرض 40 مترا، وعمق 8,10 مترا لإصلاح السفن التي يصل طولها إلى 220 مترا و عرض 32 مترا، و تهيئة منصة لرفع السفن بأبعاد 150 متر× 28 متر و حمولة 9700 طن، إلى جانب حوض بطول 60 مترا و عرض 13 مترا وعمق 8,7 مترا مزود برافعة للسفن ذات أحزمة حمولتها 450 طنا.

و ينسجم هذا الورش، الذي هم أيضا تهيئة 21 هكتارا من الأراضي المسطحة المردومة على البحر و أرصفة للإصلاح بطول 660 متر، تمام الإنسجام، مع الرؤية المستنيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، حفظه الله، الرامية إلى تطوير صناعة وطنية للسفن.

بعد ذلك، دشن جلالة الملك محطة الرحلات البحرية الجديدة بميناء الدار البيضاء (720 مليون درهم)، و هي بنية تحتية تستجيب للمعايير الدولية، و تهدف إلى تعزيز جاذبية المدينة و مواكبة تطوير القطاع السياحي، خاصة سياحة الرحلات البحرية.

و هم هذا المشروع، الذي تبلغ طاقته الإستيعابية السنوية 450 ألف مسافر من ركاب الرحلات البحرية، و المصمم لإستقبال سفن يصل طولها إلى 350 مترا و عرضها إلى 45 مترا و عمق يقدر بـ 9 أمتار، إنجاز محطة بحرية، و تهيئة رصيف إنزال بطول إجمالي يناهز 650 مترا، و إنشاء جسور للمرور (جسر ثابت و آخران متحركان)، إلى جانب تهيئة مرآب يتسع لـ 44 حافلة.

أما بخصوص المجمع الإداري الجديد (500 مليون درهم)، الذي يضم مجموع المتدخلين في ميناء الدار البيضاء، فيهدف إلى تحسين إستغلال الفضاءات المينائية عبر تجميع المصالح التي كانت موزعة في السابق على الميناء (السلطة المينائية، الجمارك، المقاطعة الإدارية، المتعاملون المينائيون، المعشرون، المناولون…إلخ)، و تحسين جودة الخدمات المقدمة لمستعملي الميناء، و ضمان إندماج أفضل للميناء في محيطه الحضري.

و تأتي هذه المشاريع الوازنة، التي تسهم في التحديث العميق للمركب المينائي للدار البيضاء مع تنويع أنشطته، لتعزز الدينامية التي تنخرط فيها المملكة، تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، حفظه الله، و التي مكنت من بلورة تصور جديد للمشهد المينائي المغربي، لاسيما بفضل ميناء طنجة-المتوسط و تقوية التكامل بين الميناءين.

كما تتوخى هذه المشاريع الإرتقاء بالعاصمة الإقتصادية للمملكة إلى مصاف الوجهات السياحية المتميزة، و تقوية مؤهلاتها في مجال سياحة الأعمال و الرحلات البحرية، إلى جانب المواكبة المتناغمة للتنمية الإقتصادية، الحضرية و الديمغرافية لمجموع الجهة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.