قلعة السراغنة : إسدال الستار على فعاليات الدورة الثامنة لملتقى سماع تساوت لفن المديح و السماع

0 144

إختتمت مساء الجمعة بقلعة السراغنة، فعاليات الدورة الثامنة لملتقى “سماع تساوت” للثقافة و الفنون الصوفية و الذي يشكل مناسبة لإبراز الأهمية البالغة لفن المديح و السماع، بإعتباره أحد التعبيرات الفنية التي تعكس العمق الروحي للمجتمع المغربي.

و تميز الحفل الختامي لهذا الملتقى السنوي الذي حضره على الخصوص، عامل إقليم قلعة السراغنة، سمير اليزيدي، بإحياء أمسية في فن السماع و المديح إحتفاء بذكرى مرور 15 قرنا على ميلاد النبي صلى الله عليه و سلم، إلى جانب تكريم مجموعة من المسمعين و المادحين و شخصيات ساهمت في إنجاح و إستمرارية تنظيم الملتقى.

و تهدف هذه التظاهرة المنظمة من قبل جمعية الكوثر للمديح و السماع و المحافظة على التراث، إلى المساهمة في إبراز التنوع الثقافي و الروحي للمغرب، و تعزيز مكانة مدينة قلعة السراغنة كفضاء للإحتفاء بالتراث اللامادي و نشر قيم التسامح و التعايش، و تحسيس الساكنة بأهمية المديح و السماع الصوفي و الحفاظ على الموروث الروحي و الثقافي بالمملكة و نقله للأجيال القادمة.

و أوضح رئيس الملتقى، جواد الشاري، أن هذه التظاهرة جمعت ما بين التأمل الصوفي و الإبداع الفني من خلال تنظيم مجموعة من الندوات الفكرية و الأكاديمية التي تعنى بمواضيع الخطاب الصوفي و كل فنونه من شعر و آداب و بلاغات صوفية.

و أبرز في تصريح للصحافة، أهمية حضور الجانب الروحي و الإبداعي لدى المبدعين المغاربة من خلال إقامة سهرات و أمسيات روحية تجمع ما بين السماع الصوفي المغربي الأصيل و فن السماع من خارج المغرب، مما يسهم في ترسيخ الثقافة الروحية لدى الناشئة في إطار الجهود المبذولة للحفاظ على التراث اللامادي للمملكة.

من جانبه، أكد شيخ الطريقة الحبيبية بقلعة مكونة، محمد المرتضى البومسهولي، في تصريح مماثل، على أهمية هذه الدورة التي شهدت أنشطة متنوعة ركزت على دور التصوف و القيم التي تنشرها الزوايا و الداعية إلى التحلي بأخلاق من تكلموا و أبدعوا في السماع الصوفي، مبرزا دور مثل هذه الملتقيات في الحفاظ على هذا الموروث الروحي و نقله إلى الناشئة.

و عرف اليوم الختامي كذلك، تنظيم ندوة دراسية حول مشروع المفكر الصوفي محمد التهامي الحراق الذي أغنى المكتبة الوطنية بمجموعة من المؤلفات و الكتب، و كذا مداخلات لعدد من الباحثين و المفكرين و شيوخ الزوايا.

و تضمن برنامج ملتقى “سماع تساوت” المنظم بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة و التواصل (قطاع الثقافة) و مجلس جهة مراكش آسفي و عمالة إقليم قلعة السراغنة، على مدى أربعة أيام، تحت شعار “مديح الزوايا..تراث لامادي يمتد في الزمن و يصون الهوية”، تنظيم ليال سماعية، و عقد ندوات فكرية و علمية ناقشت مكانة الزوايا في صون الهوية الثقافية المغربية، إلى جانب تنظيم أنشطة موازية موجهة للشباب و المهتمين بالموروث الثقافي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.