النهر الشلال من حياة بادن باول الجوال

0 337

يجب أن نفهم حق الفهم أن العمل داخل كوكبة من الأفراد لتحقيق عمل ما ، يعود عليهم بالنفع العام، يدفعنا الى تكثيف الجهود وحشد الهمم لتحقيق العمل الجماعي.
إن لكل فرد من المجتمع كيفما كان يحتوي على طاقة دفينة بداخلة إن فجرت في ظروف ملائمة تعطي نتائج مدهشة . اما ان اجتمعت داخل بوتقة جماعية من الناس تحقق نتائج متميزة جدا
هذا ما تسعى اليه الحركات الكشفية بمختلف انواعها والتي سطرت في قانونها في كل القارات، اوربية وإفريقية اسيوية وامريكية .
لذلك دفعنا فضولنا العلمي ان نكتب عن الحركة الكشفية ونطلع على مصارها التاريخي ومن كان السباق لوضع الحجر الأساس للكشفية.
يحفل التاريخ بذكر رجال عظماء، كانت لهم بصمة في الحياة بأفكارهم وأفعالهم ، فسيرهم تبقى في الكتب والمؤلفات على مر السنين وتعاقب الأزمان، حتى يستفيد منها اللحقون من الناس وعددهم قليل مقارنة مع السواد الأعظم من البشر .
قليل من الناس الذين يغيرون مجرى التاريخ الإنساني ويمكن ان نقول انهم معدودون في المئة او الألف…
فكل مجال من مجالات الحياة اذا له أسماء خالدة ترتبط به لها كتاباتها وإنجازاتها
سنقف اليوم نحن واياكم مع شخصية معروفة في مجال الحركة الكشفية.
يعتبر الأبن من عائلة علمية متميزة في إنكلترا ابوه هو هينري بادن باول ولد سنة 1796م درس في جامعة اكسفورد شعبة علم الرياضيات
ويرجع له الفضل الجميل في النداء بإدخال العلوم الطبيعيات الى المعاهد الجامعية.
تزوج الأب هينري من ثلاث نساء:
الأولى: توفية ولم تلد له ابنا او بنت
الثانية : توفية وتركت له ابنا وابنتين
الثالثة : اسمها هينري كرس ولدة له عشر ذكور ولم لد انثى واحدة مات منهم ثلاثة.
في هذه العجالة عن لمحة حياة اب الأبناء توفي وترك ابنه من الأبناء السبعة عن عمر يناهز 3 سنوات من عمر الطفولة
فقد ولد هذا الطفل يوم 22 شتنبر 1857 في العاصمة البرطانية لندن فاصبحت الأم تجمع بين مهمتين ثقلتين مهمة الاب الذي يبحت عن قوت أولاده و مهمة الأم التي تسهر على تربية الأبناء دخل المنزل .
فخرج من أبنائها وفلذات أكبادها بعد عناء طويل وجهد جهيد رجال الأدب وفرسان الفن إنها تربية ابنت الأميرال وليم سميث فكانت النتائج لهذه التربية إجابيه وقد تقلد الأبناء في مناصب مختلفة على راس الدولة انها عائلة علمية بامتياز. ومن اشهرهم هذا الطفل الذي نقوم بنبش في حياته العلمية والواقعية.
كان الطفل الصغير مولع بفن الرسم الى درجة انه كان ير سم بيديه الاثنتين.
دخل التلميذ الفنان مدرسة شارتر هوس 1870 وهي من اشهر المدارس
احسن هايك برون المشرف على هذه المدرسة تربية هؤلاء التلاميذ الذين عاشوا في أحضانها فاستفادوا أمور كثيرة وبالأخص التلميذ الفنان فقد كان كثير المزاح بارع في التمثيل، والتقليد، والمحاكة.
في هذه المؤسسة التعليمية جمع كثير من أمور التنشيط بين أقرانه.
كان بجوار المؤسسة المدرسية غابة كثيفة يخرج اليها أحيانا يمارس فيه هوايته المفضلة فن التمثيل الكرة قدم الصيد والطهي والمغامرة والرحلات الإستكشافية في الغابات.
اما العطل فيقوم بجولات استكشافية لمناطق بعيد عن قريته التي يسكن فيها.
نرتك له الكلام ليعبر ما يخلج بخاطره{ لئن كنت شغوفا بخوض البحار على ظهر اليخث،مع اخوتي فإني لم اقل شغفا بالسير على الأقدام ،والضرب مشيا في البلاد الواسعة طولا وعرضا، ولقد قمنا مرار اثناء العطلة الكبرى بالطواف في بلاد الغال، واسكوتلاندا والعصا بيدنا والكيس على ظهرنا ،نقضي معظم اليالي في العراء ، تحت القبة الزرقاء وكنا نشتري من المزارع التي تقع على طريقنا ،وما نحتاج اليه من حليب وخبز وسمن وبيض …..نقطع السهول والغابات الكثيفة ، نتسلق الجبال ، ونهبط الوديان ،ونلتقي بأنواع الطيور والحيوانات فكان المخطط يقود اقدامنا في النهار ،وكانت النجوم تنير سبلنا في الليل}1
كتب فيما بعد عن هذه الفترة يقول: “لقد تحققت في أثنائها في بعض ما يحيط بنا من عجائب، وتكشف لناظري ما في الغابة والشمس من جمال”.2
.
هذا يدل من خلال كلامه انه صاحب فضول في اكتشاف محيطه والغريب ان اخوته كانو يصاحبونه في هذه الرحلات الشاقة والمغامرة الخطيرة ، والأغرب من هذا ان مستقبل هذا الشاب الشجاع بعد دخوله الى المجال العسكري كل هوياته واهتماماته وحبه الاستكشاف دفعه الى توظيفها بشكل ايجابي داخل الجيش الذي يعمل به.

احمد امغار

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.