في ذكرى:”أنا ستعدمني أمريكا… أما انتم فستعدمكم شعوبكم”

1 426

كلما قدم عيد الأضحى و اقترب إلا و أتذكر بكل أسى و أسف, لحظة إعدام القائد صدام حسين الرئيس السابق للعراق و الذي رغم طيشه و جوره, إلا أنه كان ضامنا لوحدة العراق و مؤمنا له من أي نعرة طائفية أو اقتتال قبلي أو أهلي, بين شعبه.
لقد أعدمت الولايات المتحدة الأمريكية ,”بقيادة بوش”, صدام حسين بعدما لم تجد ما كانت تبحث عنه, و تلهث وراءه من مخلفات نووية أو أسلحة دمار شامل في بغداد و دمرت المدن العراقية تباعا بدءا من العاصمة و مرورا بالبصرة فسامراء فالكوفة, فكركوك … و أمنت سرقة و نهب مؤسسات الدولة ,فمن السرقات التي حصلت وكان لها دورا بارزا في الأوضاع السياسية في العراق بعد 9 أبريل 2003 ,كانت سرقة آلاف الأطنان من الذخيرة الحربية من معسكرات الجيش العراقي وسرقة مركز للأبحاث النووية في التويثة والتي كانت تحتوي على 100 طن من اليورانيوم حيث قامت شاحنات بنقل محتويات هذا المركز إلى جهات مجهولة.
وهكذا ظنت أمريكا أن الحرب بينها و بين صدام ,شخصيا, فقط و أنها قد انتهت, لتنصدم برفض الشعب لها و تخسر زهاء ألاف القتلى و المصابين ناهيك عن الخسائر المادية لتطول الحرب سنوات عديدة حتى وضعت أوزارها بعد تنكيس العلم الأمريكي في “2011 موعد خروج القوات الأمريكية من العراق”, لكن تلك الخسائر ربما عوضتها بالعائدات النفطية العراقية فيما بعد, و عاهد بوش العراقيين بغد مشرق و مزهر بعدما سلم مقاليد الحكم للشيعة بقيادة المالكي و الذي لم يفوت على نفسه لحظة النشوة حتى وضح لنا تبعيته لطهران و تمجيده للمزارات الشيعية مقابل تبخيس المساجد و المناطق السنية و إقفال أغلبها بذريعة أنها مولدة للإرهاب.
لقد تذكرت أيضا بأسى و أسف قولة صدام حسين قبل الإعدام صبيحة العيد و هو يقول:أنا ستعدمني أمريكا .. أما انتم فستعدمكم شعوبكم** مخاطبا حكام العرب و المسلمين بعدما خذلوه و رموه لقمة سائغة في فم الذئاب *الشيعة و أمريكا و حلفاءهما*
حقا يا صدام لقد تحقق ما قلته فها هو القذافي قذفت به الأمواج في زبد الشعب العجاج المتلاطم و أردته قتيلا بين من كان يعاني من ظلمه و إجحافه و هاهو بن علي الهارب من تونس مخلفا جل ثروته وراءه و راضيا بخزي التاريخ له و أيضا صالح اليمن لم يعد له موضع قدم في قلوب اليمنيين كذلك و غير بعيد عن مثل مصير هؤلاء بشار الأسد و قائد الإنقلاب في مصر السيسي و حلفاءه قريبا بعون الله.
لم يكن تخلي العرب و المسلمين عن أخ لهم و حاكم بينهم و قبولهم بدخول القوات الأجنبية لبلد عربي مسلم و السماح بتدميره و سرقة ثرواته و تقسيم شعبه طوائف متناحرة ,سوى مفتاح تاريخ جديد كان لا يزال بعيد المنال أو صعب الوصول, ليميز الله الخبيث من الطيب و ترسم صورة أخرى لأنظمة الحكم في الوطن العربي الإسلامي الممتد و يشرك الشعب في إتخاذ القرارات و يحاسب المفسدون على القرارات المجحفة و الظالمة في حق أبناء الوطن الواحد,لأن الذي يسمح باستعمار أي بلد عربي مسلم من طرف القوات الأجنبية الغربية,سيكون مصيره ,دائما,مقولة صدام حسين.

ذ عمر لوريكي: أستاذ التعليم الإبتدائي و كاتب ناقد
للتواصل معي:omari.omaro@gmail.com

تعليق 1
  1. خولالي محمد يقول

    صدام حسين خذله العربان و من معهم من العملاء و لكن الله يمهل و لا يهمل

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.