مستقبل التمور التي من أجلها نصبرعلى الحرارة

1 474

السوسيولوجي : عماد السملالي

حينما تستهويك السياحة ذات المناخ الجاف،فعليك ساعتئذ أن تشد الرحال لتمتطي صهوة جواد حديدي ليقلك إلى الصحراء الجنوبية برمالها الصحية المشهود لها بشفاء ما راكمته السنون في الجسد البشري من برودة وهشاشة في العظام بالمدن الساحلية و هلم جرا، ناهيك عن واحات النخيل بثمارها الحلوة الممتدة عبر جنبات ضفاف وادي درعة العريق والأصيل والتي تقف لتشهد عن جيل أجدادنا الذي كد وجتهد لبلوغ مرامي هذه الثروة الأبدية،وعن هذه الثروة التي تحتاج الى ثورة حقيقية من قبل الفلاحين و العاميين، سنعيش مع قرائنا الأحباب عبر سطور هذا المقال لنتجرع جميعا كل واحد من موقع مسؤوليته مرارة هذا الفقر و الإفلاس الذي بات يتردد على لسان الذين يعتبرونه قوتهم الرسمي،لأقول للغرباء أما الدخلاء فهم يعرفون أكثر مما أعرف،لاتستهويكم خضرة واحات زاكورة فهي تخفي بين جريدها معاناة طبقة عريضة جدا مع الشاري بلغة الفلاحة الذي ضرب بعرض الحائط المثل القائل من زرع حصد فهو لم يزرع لاكنه يحصد حصة الأسد من وجبة التمور وقت الإنتاج وبالثمن الذي يريد،فهذا المسمى بالشاري سخرت له الظروف رأس مال لكي يشتري وسائل النقل لنقل التمور من المدينة إلى باقي مدن المغرب قاطبة وهذه هي نقطة الضعف الحقيقي التي حتمت على أبائنا الفقراء إهداء غلتهم من التمر خصوصا عندما يكثر في السوق بثمن بخس ليكونوا فيه بذلك من الزاهدين،ليبيعها هو بأغلى الأثمان لبني الإنسان،إضافة إلى أذان معظم المسؤولين بزاكورة الصماء التي تسمع أنين الفلاحة الضعفاء لكنها لاتريد أن تسمع،فلا دعم وحينما أتحدث عن الدعم فأنا أعي ماأقول،لأنه إن كان هناك دعم فهو لايسمن ولايغني من جوع، فالمطلوب هو ميزانيات فورية حقيقية ومهمة للنهوض بالقطاع من الحضيض،ناهيك على أنه لاوجود لمؤسسات تضمن البيع بأثمان معقولة وفيها كرامة للفلاح الذي يضل طيلة السنة متصارعا مع النوبة في الماء والتبراح في المساجد على أنه من ضبط قبل صلاة العصر في الحقول فسيعاقب، والدفاع الحي بيقضة تامة عن نخلته من هجوم إرهابي لمرض البيوض،وحتى لاننسى فعمالة زاكورة ولله الحمد وهبتنا شركة _وزين_ لتغليف التمور وتطوير إنتاجها بحي ليراك ومع الأسف فبدل أن تغلف التمور أصبحت تغلف الفئران والقطط وخردة الشاحنات،ونحن نعرج تباعا عن المسؤولين عن هذا الوضع الكارثي للتمور بالمدينة بل حتى في جودتها،سنتحدث عن النخبة المثقفة والجمعوية والحقوقية التي تعتبر كقنطرة قانونية للدفاع عن الساكنة على حد تعبير السوسيولوجية رحمة بورقية،حيث أبت إلا أن تقبع وتنغلق في مكاتب مقراتها لتكتفي بالنظر إلى هذا الإنحدار الشامل لحقوق الفلاحة من فوق الجسر،فلا حديث يذكر عن تنظيم محاضرات ولقاءات فكرية تستدعى إليها جميع الفعاليات لإيجاد حلول ناجعة للمشكل وتوضيح الأمور لمن يهمهم الأمر وأقصد الفلاحة بطبيعة الحال على اختلاف عقولهم وفهمهم،ولامسيرات ترفع فيها شعارات فلاحية لتدارك مايمكن تداركه قبل فوات الأوان فبالضغط على أصحاب القرار سننال مانريد،ولنختم هذا الموضوع بواقعه المر حقيقة والذي لايحتاج وفقط إلى مقال عابر بل إلى وقفة جادة وجريئة وقوية وديمقراطية لرد الإعتبار لجهود وتعب الفلاحة بمدينة الجنة الخضراء زاكورة الأبية،لاننسى أن نحمل والتاريخ سيحمل معنا طرفا من المسؤولية للفلاحين أنفسهم لأنهم لايريدون أن يساعدوا أي مبادرة خاصة من أي جهة خصوصية،فمؤخرا عملت نخبة من الطلبة الغيورين على ثروة التمر التي بدأت تتلاشى بالتنسيق مع دكتور جامعي بأغادير والذي أبدى رغبة جياشة في المساعدة،حيث جاء بمشروع في المتناول وفوق الروعة طبق بجهات أخرى فوضع بصمة عجيبة ومشرفة،فعقد لذلك لقاءات مارطونية مع العديد من مستخدمي النخيل بالمنطقة لكن لم يجد أمامه إلا عقلية جامدة وتقليدية بمعناها السلبي والجواب الجاهز( جتو تشفروا لينا تمرنا أوتديو نخلنا… أش عرف باباكم ياك غير ولاد البارح ليعتو…) ولن نستثني أبدا الحسد والحقد الدفين فيما بينهم الذي يجعل كل تقدم أو ازدهار على المحك .
فاللهم الطف بزاكورة وبثمارها وبفلاحيها وعجل بفرج قريب لهذه الثروة الموشكة على أبواب الفناء بسبب جهل البعض وعدم اكتراث البعض الأخر.

تعليق 1
  1. ouassila يقول

    جممممممميييييييييييييييييل

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.